أكد الدكتور عماد شاهين، الأستاذ الزائر بجامعة جورج تاون، والمحكوم عليه بالإعدام في قضية التخابر والهروب الكبير غيابيًا، خطأ استمرار الدعم الغربي لقائد الانقلاب، مؤكدًا أن الاستقرار لا يتحقق بالديكتاتورية.
وفي التقرير الذي نشرته الواشنطن بوست، استهل الكاتب بالإشارة إلى الحكم الصادر ضده و120 من بينهم الدكتور مرسي من قبل قضاء العسكر، ووصف التعبير الأمريكي عن القلق بأنه جيد لكنه غير كاف.
وأكد أن ماتشهده منطقة الشرق الأوسط حالياً، هو محاولة لمحو انتفاضات 2011 ، مشددًا على صعوبة التحولات التي تشهدها المنطقة من تفكك الدول، والاتجاه من دول موحدة إلى فصائل طائفية وقبلية وعرقية .
وأشار الكاتب، إلى الإنتكاسة التي شهدتها دول الربيع العربي، فبدلاً من الحديث المتفائل عن الديمقراطية أصبح الحديث الآن عن الأمن والإستقرار على حساب الديمقراطية على أساس الإعتقاد الخاطىء بأن الديمقراطية والإستقرار شيئان متناقضان.
وأكد أن الأمن لن يكون نتاج الإستبداد والديكتاتورية، فدعم الديكتاتورية على مدار الستين عاماً الماضيه لم تمنع ظهور تنظيم القاعده و11 سبتمبر و تنظيم الدوله .
وتابع “يجب أن تتخلى السياسة الخارجية للولايات المتحدة والإتحاد الأوربي عن المعادلة القديمة التي تقضي بالإنحياز إلى الإستبداد والديكتاتورية في مقابل تحقيق الأمن، ويجب أن تكون المعادلة هي أن الديمقراطية وليس الديكتاتورية هي أساس للإستقرار” .
ورصد الكاتب الدعم الذي منحه الغرب لقائد الإنقلاب، مشيرا إلى أنهم في البداية بدلاً من إطلاق لفظ “إنقلاب عسكري” على ما حدث قاموا بالضغط على الرئيس المنتخب للقبول بالأمر الواقع ، والقبول بخارطة الطريق التي أطلقها السيسي، والإعتراف بنتائج الإنتخابات المزوره التي فاز فيها قائد الإنقلاب بـ 97 % .
وأضاف أن الدبوماسيون الغربيون، امتدحوا السيسي ووصفوه بأنه استعاد الديمقراطية بالرغم من ارتكابه لجرائم ضد الإنسانية التي شملت قتل وإصابه الآلاف واعتقال أكثر من 40 ألف معارض والقبول باغتصاب طالبات الجامعة.
وأشار “شاهين” إلى الإجراءات التي اتخذها قائد الإنقلاب للقضاء على الديمقراطية، إذ أجل الإنتخابات البرلمانية، وقام بتشريع القوانيين عن طريق إصدار المراسم، واتبع نهجاً اقصائيا، وقضى على المعارضة، ولهذا فقد كافأه أوباما بإلغاء تجميد المعونات العسكرية.
وشدد أستاذ العلوم السياسية، على ضرورة أن يكون هناك رؤية جديدة للغرب تجاه الوضع في مصر، مشيرا إلى أن التعبير عن القلق العميق إزاء الجرائم ضد الإنسانية التي تحدث في مصر غير كاف، مضيفا “لذا يجب على الغرب أن يتبنى سياسة جديدة تقوم على الترويج للديمقراطية وتأمين الإستقرار في المنطقة فما يقوم به السيسي من إجراءات قمعية وأحكام جماعية بالإعدام ما هو إلا ترويج لتبرير الجهاديين بأن العنف هو الطريق الوحيدة لمواجهة عنف وإرهاب الدولة، وهذا ما يقيض الجهود الأمريكيه لمحاربة داعش”.
وأضاف الكاتب إن ما يتوجب على الولايات المتحدة القيام به، هو أكثر من إطلاق لقب “إنقلاب” على ما قام به السيسي، مؤكدا على ضرورة أن يدفع السيسي ثمن القضاء على الديمقراطية وانتهاك حقوق الإنسان.
وتوقع أن يكون الثمن الذي سيدفعه الغرب في حال استمرار دعم الديكتاتوريه باهظاً جداً، كما توقع أن يكون هناك “توالد” لتنظيمات شبيهة لـ”تنظيم الدولة” وهذا ما سيدفع المنطقه لعقود من الحرب الأهلية والإرهاب وعدم الإستقرار، هذا السيناريو ليس محض خيال إنه يتحول إلى حقيقة وهذا ما سيؤثر في العالم كله وليس منطقة الشرق الأوسط فحسب”.