تسبب إضراب في السكك الحديدية الألمانية اليوم الثلاثاء، في تعطل كبير لحركة القطارات عبر البلاد في أول يوم كامل له، مما يزاد الضغط على الحكومة للتدخل.

ومن المقرر أن يستمر الإضراب سبعة أيام، وهي فترة لم يسبق لها مثيل في تاريخ السكك الحديدية الألمانية. 

وحذر خبراء اقتصاد، من تكليف الإضراب -الذي بدأ بقطارات الشحن يوم الإثنين، ثم امتد إلى قطارات الركاب الثلاثاء- أكبر اقتصاد في أوروبا خسائر تقدّر بنحو 750 مليون يورو، ويتسبب في تقليص النمو الاقتصادي للربع الثاني من العام بواقع 0.1 نقطة مئوية.

واضطر معظم الركاب من مستخدمي القطارات التي تديرها شركة “دويتشه بان” -المقدر عددهم بنحو 5.5 مليون شخص- للبحث عن وسائل نقل بديلة، مما انعكس على محطات القطارات التي عادة ما تعج بالركاب من الغابة السوداء إلى شواطئ البلطيق خاوية اليوم، وانتشرت الاختناقات المرورية بالشوارع.

وشعرت الشركات التي تعتمد على شبكة القطارات لنقل نحو 620 ألف طن من البضائع يوميًا -مما يعادل خمس حركة الشحن الألمانية بالقطارات- بالضغط.

وبدأت نقابة “جي.دي.إل” التي تمثل 20 ألفًا من سائقي القطارات، الإضراب لدعم المطالب بالتفاوض نيابة عن عمال آخرين في السكك الحديدية مثل مضيفي القطارات من أجل زيادة الأجور 5%، وتقليص عدد ساعات العمل الأسبوعية من 39 ساعة إلى 37.

وعرضت شركة “دويتشه بان” التي تشغل 200 ألف موظف على سائقي القطارات، زيادة في الأجور نسبتها 4.7%، بالإضافة إلى دفعة لمرة واحدة بقيمة ألف يورو، لكنها ترفض السماح للنقابة بالتفاوض على صفقات أجور لمن لا يقودون القطارات من العاملين في الشركة.

ومن المقرر أن يستمر الإضراب الذي سيكون الأطول في تاريخ شركة “دويتشة بان” الذي يبلغ 21 عامًا، حتى الساعة التاسعة صباحًا من يوم الأحد، وحثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الجانبين على قبول وسيط وهو مقترح اكتسب زخمًا اليوم.

ودعا زعيم اتحاد نقابات العمال كلاوس دودرشتات إلى اللجوء للتحكيم، لكن زعيم نقابة “جي.دي.إل” كلاوس فيسلسكي قال “لن نضحي بحقوقنا التي يكفلها الدستور في الإضراب من أجل التحكيم”.