وكأنه مشهد عبثي يُعرض في السينما، نقلت قوات الأمن المصرية طالباً معتقلا ن جامعة الأزهر بأسيوط إلى مستشفى الأمراض العقلية؛ للتغطية على الانتهاكات التي ظهرت آثارها على جسده؛ نتيجة الصعق بالكهرباء والحبس الانفرادي.
محمد عدلي، طالب في كلية علوم جامعة الأزهر، مقيم بأسيوط من طنطا للدراسة، اعتقل يوم 15مارس الماضي من السكن الطلابي ومعه اثنان من زملائه، لوحظ عليه في قسم تاني أسيوط أنه منفعل باستمرار، وادعت قوات السجن أنه يضرب من معه في الزنزانة خلال الليلة التي قضاها في القسم قبل عرض النيابة؛ بحسب رواية مَن كان معه.
وأثناء عرضه على النيابة، أمَر وكيل النيابة بعرضه على مستشفى الصحة النفسية، والتي من جهتها رفعت تقريراً بأنه يعاني من انفصام في الشخصية, وبناء على هذا التقرير أمرت نيابة “ثان أسيوط” بإيداع الطالب 45 يوماً بمستشفى الصحة النفسية بأسيوط.
وتم ترحيل الطالب للعباسية في القاهرة.. وبعد مرور أكتر من شهر على اعتقاله تمكّن محاموه -بعد عناء- من عمل استئناف على أمل خروجه، وبالفعل خرج محمد من العباسية كي يُعرض على القاضي لنظر الاستئناف بأسيوط.
وبحسب رواية مَن معه في الاستئناف؛ فإن محمد لم يكن كما اعتادوا عليه؛ إذ أصبح نحيلاً بشكل ملفت، يخاف من جميع من حوله, وحالته النفسية متدهورة بشكل غير طبيعي؛ بسبب انقطاع أدويته، وأنباء عن تعرّضه للتعذيب بشكل وحشي.
وعن المعاملة التي يعانيها محمد أمام قاضي الاستئناف، نقل زملاؤه المشهد المحزن؛ إذ رفض القاضي المفترض نظره للقضية بإحدى دوائر الاستئناف، دخول الطالب لغرفة المداولة، وقال أمامه: “ده مجنون، أنا أخاف منه, متدخلهوش جوه, خلوه ع الباب من بره والمحامين يدخلوا”، وأصدر قراراً باستمرار حبس الطالب 45 يوماً للمرة الثانية، واستمرار إيداعه بالعباسية، دون الاستماع للمحاميين.
وأكد أصدقاء محمد بأنه ليس مجنوناً ولم يؤذِ أحداً من قبل، وأنه طالب بكلية علمية، ومتفوق في دراسته، وأن حالته لم تسؤ إلا بعد اعتقاله والمعاملة التي رآها بعد انقطاع الأدوية عنه.
يُذكر أن القضية المحال بها محمد إلى التحقيق والنيابة هي 1424 لسنة 2015 إداري ثان أسيوط، الانضمام لجماعة وحيازة أوراق دعوية.