أصدر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز أمرًا ملكيًا، اليوم الأربعاء بتعيين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز (نجله) وليًا لولي العهد الأمير محمد بن نايف، والذي رشحه لهذا المنصب.
وبعد قرار اليوم، بات الأمير محمد، الذي لم يكمل الـ30 بعد، يحوز مناصب: وليٌّ ولي العهد السعودي، ووزير الدفاع، ورئيس الديوان الملكي، والمستشار الخاص للملك سلمان.
ولي ولي العهد الجديد
ذكر الباحث والمحلل السياسي المختص في شؤون الخليج العربي، “سايمون هندرسون”، أن الأمير محمد (أحد الأبناء الأصغر سنًا للعاهل السعودي الملك سلمان) يعتبر صانع القرار الرئيسي في السعودية، خاصة فيما يتعلق بعملية “عاصفة الحزم”.
وأعزى البعض أوامر الملك الأخيرة، إلى الدور الحقيقي الذي يلعبه الأمير محمد في “المطبخ الملكي”، فيما يبدو كتمهيد لتحمل إرث المملكة.
ومن خلال بقائه مقربًا من والده، فإن ذلك سمح للأمير محمد بأن يصبح مساعدًا رئيسيًا للملك سلمان على مر السنين، وخصوصًا مع تدهور صحة العاهل السعودي
خبرة سياسية
ويقول سايمون هندرسون، إنه رغم حداثة سن الأمير محمد إلا أنه اكتسب سمعة باعتباره “سياسي عديم الرحمة”. فعندما أصبح والده وزيرًا للدفاع في أواخر عام 2011، استخدم الأمير محمد منصبه كرئيس ديوان والده سلمان، لتقويض عدد من نواب وزراء الدفاع.
وتم شغل المنصب من قبل أربعة أمراء مختلفين في الفترة ما بين أبريل 2013 يونيو 2014، وكان المنصب شاغرًا منذ ذلك الحين. وبالمثل، بصفته رئيس “مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية،” ينظر إليه على أنه المسؤول عن إقالة كل من وزير الإسكان ووزير الصحة في الشهرين الماضيين، لعدم كفاءتهما الإدارية على ما يبدو، على حد قوله “هندرسون”.
ويُعزى الصعود السريع جدًا للأمير إلى علاقته الوثيقة مع والده، الذي يبدو أنه يحبه بشغف وقوة. ويبدو أن الملك السعودي، وضع مسارًا مهنيًا خاصًا بنجله محمد.
ورغم أن بعض الأبناء الأكبر سنًا للملك سلمان، التحقوا بجامعات في الولايات المتحدة أو بريطانيا، إلا أن محمد (خريج جامعة الملك سعود، حيث درس القانون)، هو الأقرب لوالده، بل ورئيس لإخوته الأكبر سنًا.
ومن ضمن أخوته غير الأشقاء الأكبر سنًا الأمير سلطان (58 عامًا)، ورائد الفضاء السابق المسؤول عن السياحة، وعبد العزيز (55 عامًا)، الذي قضى حياته المهنية في وزارة البترول والثروة المعدنية، ورُقّي لمنصب نائب وزير في يناير. وكلاهما يجد نفسه مرؤوسًا لشقيقه الأصغر بحكم رئاسته لـ “مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية”.
دور الملك
في الشهر الماضي قال الأمير محمد، لوفد من الكونجرس الأمريكي، كان يزور السعودية، إنه “لا يمكن الوثوق بإيران”، وتساءل: “لماذا تتفاوض واشنطن مع الإيرانيين بشأن القضية النووية بينما يكون الإيرانيون مسؤولين عن تزايد التوترات في الشرق الأوسط؟”؛ بحسب مقال “هندرسون”.
وخلال جولة قام بها في وقت سابق من هذا الشهر، التقى بنائب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال زيارة الأخير إلى الرياض، وهي رحلة شملت أيضًا لقاءات مع وزير الخارجية سعود الفيصل، قبل إقالته بناء على طلبه في أوامر الملك اليوم.
وعندما سأل هندرسون نائب وزير الخارجية، في 15 أبريل الجاري ما الذي لديه قوله عن محمد بن سلمان في ضوء الإهانات التي صدرت عن علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، أجاب بلينكن بأنه وجد الأمير على “اطلاع واسع للغاية، ويركز في مسؤولياته”.