ثروات مصر المنهوبة استنزفتها أيدي الاحتلال قديمًا، وتستنزفها أيدي الفساد الآن. وما بين الذهب والفوسفات والحديد والرخام، يبقى أهم عنصرين خارج نطاق “خزينة الدولة”، وهما الفوسفات والذهب؛ لذا نستعرض جانبًا من هذا الاستنزاف خلال التقرير التالي:
ذهب السكري
بدأت أزمة منجم السكري مع بوادر استخراج الذهب من منجم السكري في 2004. وغيّر نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك اسم هيئة المساحة الجيولوجية إلى هيئة الثروة المعدنية، ناقلًا تبعيتها إلى وزارة البترول، بدلًا من وزارة الصناعة، حتى يسيطر عليها سامح فهمي (وزير البرول آنذاك)، أحد الضالعين في تصدير الغاز للاحتلال الإسرائيلي.
من جانبه، أكد عبدالعال سعيد، خبير الثروة المعدنية، أن نظام المخلوع مبارك “استحوذ على إنتاج منجم السكري وملحقاته من الذهب عن طريق شراكة جمعت بين وزارة البترول مع شركة مصرية مقرها في أستراليا صاحبها سامي الراجحي، وباعت الوزارة الذهب للراجحي وقبضوا الثمن”.
وقال “سعيد” في حديث لـ”رصد”، إن في مصر أكثر من 120 موقعًا لإنتاج الذهب، منها مناجم ذات حجم كبير، مستدركًا: “إلا أن سرقة الإنتاج في عهد مبارك لم يُبقِ للمصرين سوى أقل من 2% من إنتاج منجم السكري الذي يُعد أكبر مناجم الذهب في مصر”.
وأضاف: “وصل إنتاج الذهب إلى 13 طنًا عام 2011. وكان متفقًا اعتبارًا من يناير 2012 اقتسام الإنتاج بين الشريك الأجنبي، والجانب المصري، بعد استكمال استرداد جميع استثماراتها (الشركة الأسترالية)، ومصاريف التشغيل، وعمليات التنمية، وهو الأمر الذى لم يتم حتى الآن، وتقدر النفقات بحوالي 450 مليون دولار”.
ويؤخذ على شركة السكري، طبقًا لتقرير الجهاز المركزي للمحاسبات، التأخر في موافاة هيئة الثروة المعدنية بتقارير حجم نفقاتها، وتقاعس الهيئة عن المطالبة؛ حسب تقرير نُشر بجريدة الشعب في 2011.
ويوجد منجم السكري في منطقة جبل السكري الواقعة في صحراء النوبة بالصحراء الشرقية بالقرب من مرسى علم، ويُعد واحدًا من أكبر 10 مناجم ذهب على مستوى العالم، والثاني من حيث الاحتياطي، وتستغله شركة السكري، وهي شركة مشتركة ما بين هيئة الثروة المعدنية و”سنتامين مصر” الّتي يملكها رجل أعمال ومركزها أستراليا.
وفي تصريح لـ”رصد”، قال مصدر بوزارة البترول والثروة المعدنية، فضل عدم ذكر اسمه، بأن المستفيد الأكبر من منجم السكري، هم “رجال الأعمال والشركة الأسترالية وليس مصر”، موضحًا أنه “لا يدخل خزانة الدولة إلا الفُتات فقط”، واصفًا حال المنجم الأكبر في مصر بأنه “جرح ينزف خارج أرضه”.
فوسفات مصر لـ”العسكر فقط”!
في تسجيل مصور قديم، تداوله مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي، لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، يؤكد فيه أن مصر خالية من الفوسفات، ما أثار سخرية خاصة بعد غرق صندل تابع للجيش في نهر النيل محمل بالفوسفات.
وأكد خبير الثروة المعدنية أن “مصر بها أكبر احتياطي فوسفات في العالم، والقوات المسلحة تعلم ذلك وتعمل على استخراجه ليكون سبوبة خاصة بهم فقط”.
وأوضح مصدر وزارة البترول أن “مصر تنتج من الفوسفات نحو 10 ملايين طن تذهب أغلبها للقوات المسلحة، فهي الوحيدة صاحبة حق التنقيب والاستفادة”.