"عاصفة الحزم" تستحق لقب "موحدة الفرقاء" عن جدارة، فالحرب التي أعلنتها المملكة العربية السعودية على ميليشيات الحوثيين في دولة اليمن حازت بدعم وتأييد من فرقاء، طالما بدت بينهم العداوة والبغضاء في الفترة الماضية حتى وصل الأمر لقطع العلاقات وسحب السفراء أو طردهم.
فقد كان تطابق المواقف بين نظام عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب، ودولة قطر ودولة تركيا وغيرها من الدول العربية الإسلامية التي بينها صراعات وخلافات، هو أهم ما يلفت انتباه أي متتبع للقضية اليمنية اليوم، ونجح الحوثيون في ما فشل فيه الآخرون.
فقد أعلن السيسي دعم مصر للعمليات العسكرية واستعدادها للمشاركة بالقوات البرية والبحرية والجوية في العمليات عبر تصريحات متتالية منذ الصباح، والتي كان آخرها منذ قليل في بيان رسمي من رئاسة الجمهورية.
وسبقته تركيا باستعدادها لتقديم الدعم اللوجيستي الكامل للسعودية في الحرب، كما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه على إيران أن تتوقف عن التدخل في اليمن وسوريا والعراق، وأن هذا الأمر يقلق تركيا وحلفاءها في الخليج حسب قوله.
أما دولة قطر فأعلنت المشاركة بقواتها الجوية بالإضافة للدعم الإعلامي القوي وغير المسبوق، فحازت قناة "الجزيرة" على أفضل تغطية للأحداث بالمقارنة حتى بالقنوات السعودية عبر شبكة مراسليها في اليمن وفي كل إقليم الشرق الأوسط، والذين تميزوا بتغطيتهم للأحداث بالصوت والصورة من مواقعها وفي بث مباشر للمظاهرات المؤيدة للسعودية في اليمن منذ ساعات النهار.
وبدأت السعودية عند منتصف ليل الأربعاء عملية عسكرية في اليمن أسمتها "عاصفة الحزم"، تشارك فيها من الدول العربية مصر والمغرب والإمارات والبحرين وقطر والكويت، استهدفت مراكز عسكرية تابعة لميليشيات الحوثيين.
