شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مؤتمر اقتصادي.. عار عليّ أن تخدعني مرتين

مؤتمر اقتصادي.. عار عليّ أن تخدعني مرتين
"أن تخدعني مرة عار عليك.. أن تخدعني مرتين عار عليّ" مثل إنجليزي معروف، قد ينطبق...

"أن تخدعني مرة عار عليك.. أن تخدعني مرتين عار عليّ" مثل إنجليزي معروف، قد ينطبق على وعود النظام الحالي للشعب، وتصديق فئة كبيرة من الناس المؤيدة لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي لهذه الوعود، رغم عدم تنفيذ واحدة منها طوال ما يزيد على عامين من عمر الانقلاب على أول رئيس مدني منتخب، الدكتور محمد مرسي، بحسب محللين.

 

وكما أن من عارضوا الرئيس مرسي طوال عام من حكمه، ولم يصبروا على تنفيذ وعوده التي اتخذها على نفسها في برنامجه الانتخابي في الـ100 يوم الأولى، وخرجوا في مظاهرات ومسيرات وصلت بمعدل ثلاث وقفات أو مسيرات احتجاجية أسبوعياً، لا يزالون في انتظار تحقيق ما وصفه الخبراء بـ"الوهم" الذي يبيعه الانقلاب لأنصاره.

 

جهاز الكفتة

في 22 فبراير من العام الماضي، نشرت الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري، خبرا مفاده بأن القوات المسلحة حققت أول اكتشاف عالمى لعلاج فيروسات سي والإيدز، وأن رجال القوات المسلحة قد حققوا طفرة علمية باختراع أجهزة للكشف عن المصابين بفيروسي سي والإيدز بدون الحاجة إلى أخذ عينة من دم المريض والحصول على نتائج فورية وبأقل تكلفة.

 

وظهر في مقطع فيديو اللواء إبراهيم عبدالعاطي وهو يفحص مريضا بواسطة الجهاز، ويبلغه: "تحاليلك زي الفل قدامي، وكان عندك إيدز وراح"، معلقا بتصريحات على غرار "باخد الإيدز من المريض برجعهوله صباع كفتة، المخابرات خطفتني.. وعُرِض عليّ 2 مليار دولار للتنازل عنه، اختراعي مثل بناء الاهرامات".

 

الدكتور عصام حجي، المستشار العلمي لعدلي منصور، الرئيس المعين من قبل قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، أصيب بالصدمة حينها قائلا: "إن جهاز الإيدز فضيحة علمية لمصر"، ليغادر بعدها الرجل بشهرين البلاد، وهو يحمل اتهامات الأخونة والخيانة.

 

أنصار السيسي أبدوا فرحهم بهذا الاختراع العالمي الذي ارتبط باسم سيدهم، حتى جاءت الضربة القاسمة بالملاحقة القضائية لفريق عمل اختراع علاج الإيدز بالكفتة.

 

سراب المليون وحدة سكنية

ثم يأتي مشروع بناء مليون وحدة سكنية الذي لم تثبت جديته في نهاية الأمر، حيث عقدت شركة أرابتك الإماراتية في مارس من العام الماضي 2014 برتوكول تعاون مع القوات المسلحة المصرية، لإنشاء وتمويل مشروع مليون وحدة سكنية كاملة المرافق والخدمات في مصر، وجرى توقيع العقد قبيل ترشح السيسي للانتخابات الرئاسية، حيث قدم المشروع إلى الشعب المصري لدى ترشُّحه لرئاسة البلاد عندما كان وزيرا للدفاع، واعدا فيه بإنشاء مليون وحدة سكنية، خلال 5 سنوات، على أن يتم توزيعها على الشباب ومحدودي الدخل بتيسيرات كبيرة.

 

ولكن الشركة تراجعت عن التنفيذ في شهر سبتمبر، عمّا كان مقررا، وتم تأجيل التنفيذ عدة مرات، ليتم الإعلان في أكتوبر من الحكومة المصرية والشركة الإماراتية تراجعهما عن تنفيذ مشروع المليون وحدة سكنية للمواطنين محدودي الدخل، ليتحول لمشروع للإسكان المتوسط والاستثماري، ليصبح المشروع مجرد ترويج وواجهة للتسويق السياسي للسيسي.

 

وفي هذه المشاريع كان جهاز الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في الصدارة بمباركة السيسي لتبشير المصريين بأن الرخاء والازدهار ومشاكل المصريين ستنتهي في القريب.

 

وبناء على ما سبق، ماذا ينتظر المصريون، من المؤتمر الاقتصادي المنعقد حاليا في شرم الشيخ، بعد تأكيدات من خبراء سياسيين واقتصاديين بأنه مؤتمر لبيع مصر، في ظل قانون الاستثمار الجديد الذي أعلنه السيسي قبل ساعات من انطلاق المؤتمر، والذي يسمح ببيع الأراضي للمستثمرين واستخدام الطاقة بأسعار مخفضة ومعاملة خاصة بشأن الضرائب والعمالة.

 

فأين ذهبت هذه المشاريع؟ وهل إذا تم الإعلان عن مشروع آخر سيصدقه أنصار السيسي، ويغنوا له "تسلم الأيادي"، أم يظهر أنه لم يتبقّ غير مشروع "عربيات الخضار" و"اللمبة الموفرة".



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023