قال سياسيون إن الدعوة التي أطلقها محمد البرادعي، مؤسس حزب الدستور، وأحد المشاركين في بيان الانقلاب، بشأن الحوار العربي مع تركيا وايران، مشبوهة ولن تلقى قبولا لعدة اعتبارات، أهمها أنه يتحرك وفقا لأجندة أمريكية.
دعوة البرادعي قال عنها الدكتور يسري العزباوي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية الاستراتيجية، إنه رغم أهميتها إلا أنها لن تلقى قبولا دوليا بشأنها.
ووصف العزباوي مسألة الحوار التي دعا إليها البرادعي بالمهمة بأنها معقدة للغاية، في ظل الصراعات الطائفية والسياسية الموجودة في المنطقة.
وقال العزباوي لـ”رصد”، إن الحوار مهم في الإساس بسبب ثقل الدول التي دعا إليها البرادعي، ولكن لابد أن تكون هناك أرضية مشتركة يمكن البناء عليها في حوار فعال ينهي الصراع في الشرق الأوسط.
وأشار العزباوي إلى أن الحوارات الثنائية هي الأولى في الفترة الراهنة، حيث بعض الأطراف لن توافق على حوار يضم الجميع، لذلك على مصر تحديد الأطراف الأصيلة بكل قضية، فمن الممكن أن تبدأ بثنائية مصرية ايرانية ثم فيما بعض تدخل السعودية كطرف ثالث وهكذا.
وأوضح أن الحوار مع طهران الأفضل من تركيا للأنها طرف أصيل في النزاعات الموجودة في المنطقة خاصة في سوريا واليمن والعراق، وفي ظل رغبة النظام هناك في عمل علاقات مع مصر.
وفيما يخص تركيا، قال العزباوي إن مسألة الحوار مع تركيا صعبة للغاية بسبب عدم اعترافها بما أسماه شرعية النظام الجديد.
وأكد العزباوي أن مسألة الحوار في الشرق الأوسط تتوقف على عدة عوامل أهمها قبول المجتمع الدولي بهذا بعيدا عن سيطرته خاصة فيما يخص أمريكا، وموقف إسرائيل وتخوفاتها من تلك الأمور، ومدى تنحي الأطراف المتصارعة للخلافات الطائفية والسياسية.
مصطفى البدري، القيادي بالجبهة السلفية والمقيم في تركيا، فسَّر من جانبه تصريحات البرادعي بأنها جاءت بعد توجيه أمريكي له، قائلا: “معروف عن البرادعي أنه يتحرك بتوجيهات أمريكية، حيث إنها تسعى حاليا لإحداث قلاقل في تركيا
قبل الانتخابات البرلمانية القادمة، التي ستجرى بعد أربعة أشهر”.
وقال لـ”رصد” إن تركيا لا تعاني من مشاكل طائفية وحكومتها تحتوي كل الطوائف التي تحيا على أرضها، وتستجيب للمطالب المشروعة منها، كما أنه لا توجد مشكلات تركية عربية، فيبدو أن البرادعي يدخل تركيا في ضمن كلامه للإيحاء بوجود مشكلات طائفية أو عرقية فيها، وهو غير صحيح بالمرة.
وأضاف: “علما بأن علاقات تركيا جيدة مع إيران وهناك تبادل تجاري وزيارات “سياسية على أعلى مستوى رغم اختلافهم حول الموقف من القضية السورية.
وكان البرادعي قال إن الوقت قد حان للعرب وإيران وتركيا أن يتركوا الرصاص ويبدأوا الحوار لإنهاء المعركة السياسية الطائفية التي تمزق المنطقة.
وجاء تصريح البرادعي في سلسلة من 3 تغريدات عبر حسابه الرسمي بموقع “تويتر”، حيث كتب: “تدميرنا لأنفسنا في العالم العربي مستمر حتى نفهم -كما فعل غيرنا- ألا سبيل إلا العيش معا كبشر، مهما كانت الاختلافات الدينية أو الطائفية أو العرقية”
وأضاف، في تغريدة ثالثة: “هل فكرنا كعرب أن نبدأ حوارا يشمل إيران وتركيا لوقف الصراع السياسي الطائفي، الذي يعصف بالمنطقة ويؤجج التطرف؟ الكل خاسرون في استمرار الوضع الحالي”.