شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

فى الذكرى الرابعة لجمعة الغضب.. هل حقا سقط النظام ؟

فى الذكرى الرابعة لجمعة الغضب.. هل حقا سقط النظام ؟
بعد صلاة الجمعة فى يوم الـ 28 من يناير عام 2011 خرج مئات الآلاف من مختلف المساجد متجهين صوب...

بعد صلاة الجمعة فى يوم الـ 28 من يناير عام 2011 خرج مئات الآلاف من مختلف المساجد متجهين صوب ميدان التحرير، والميادين الأخرى وفي كل المحافظات.

 

وسقط في ذلك اليوم ما يقرب من 800 شخص، وأُصيب أكثر من 1000 بعد اعتداء الشرطة المصرية على المتظاهرين في شتى أنحاء الجمهورية، ومع نهاية اليوم انسحبت الشرطة، ونزلت قوات الجيش إلى الشوارع.

 

وقرر مبارك حظر التجول في جميع أنحاء الجمهورية، كما فرضت السلطات الإقامة الجبرية على الدكتور محمد البرادعى، وحطم المتظاهرون عدداً من مقار الحزب الوطني في القاهرة والمحافظات، وتعرض بعضها الآخر لمحاولات اقتحام متكررة.

 

كما تم قطع الاتصالات نهائيًا  على مستوى محافظات مصر لشبكات المحمول، والانترنت بتعليمات من الحكومة لصعوبة التواصل بين الثوار.

 

فى الذكرى الرابعة لجمعة الغضب يتذكر المصريون هتافاتهم في الشوارع والميادين بشعار "الشعب يريد اسقاط النظام"، ويتساءلون: هل سقط النظام بالفعل؟ وهل نجحت الثورة في تحقيق أهدافها؟ أم أن الداعين إلى إسقاطه هم من سقطوا اليوم في قبضة الدولة العميقة، لتزُج بهم خلف القضبان، في الوقت الذي يغدو فيه الرئيس المخلوع حسني مبارك، ومعظم رموز نظامه أحرارًا طلقاء؟

 

حبس الثوار وبراءة مبارك ورموزه

 

كانت صور المخلوع مبارك، وهو وراء القضبان بالنسبة لعديد من المصريين تتويجًا لثورتهم، وختمًا رسميًا على نجاحها، ولكنه الآن وبعد 3 سنوات قضاها الفرعون- الذي حكم مصر 30 عامًا- في السجن، فهو على وشك الخروج من السجن، بحسب تقرير نشرته مجلة "الايكونومست" البريطانية.

 

ويضيف التقرير "أنه قبل أُسبوعين فقط من الذكرى الرابعة للإطاحة به أصبح مبارك الآن حرًا طليقًا يستطيع السير في الشوارع، بعد إلغاء جميع الأحكام الصادرة ضده حتى الآن".

 

ورأت "الايكونومست" : "أن هذا الحكم ليس في صالح قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي الذي يقول دائمًا إنه يقف مع ثورة يناير، في حين يراه عديد من المصريين رمزًا للثورة المضادة''.

 

ويُضيف التقرير "أنه بحسب عدد من المنظمات الحقوقية قتل أكثر من 800 متظاهر في ثورة 25 يناير، التي استمرت 18 يومًا ضد مبارك، وبالرغم من ذلك حصل مبارك على براءة من تهمة قتل المتظاهرين.

 

 

قبل أيام من ذكرى الثورة الرابعة، اُطلق سراح علاء وجمال نجلي مبارك، الذي قال محاميه فريد الديب: "إنه أصبح حرًا طليقًا ولكنه سيبقى في مشفى عسكري في القاهرة، لأنه يعاني من بعض المتاعب الصحية.

 

وقد كشفت مصادر مُقربه من عائله مبارك ، "أن نجليه علاء وجمال، اللذان غادرا سجن مزرعة طرة  زارا قبر محمدعلاء مبارك  قبل التوجه لزيارة والدهما في العاشرة صباح الثلاثاء، بصحبة والدتهما سوزان ثابت وزوجتيهما هايدي راسخ وخديجة الجمال ، واقاموا احتفالاً صغيرًا داخل المشفي".

 

كما شهد العام نفسه اعتقال أبرز وجوه ثورة الـ 25 مثل علاء عبد الفتاح، الذى صُدر بحقه حكمًا غيابيًا بمعاقبته و24 آخرين، بالسجن المشدد لمدة 15 عامًا، وتغريم كل منهم مبلغ 100 ألف جنيه، ووضعهم تحت المراقبة الشرطية لمدة 5 سنوات من تاريخ صدور الحكم، وذلك إثر إدانتهم في قضية أحداث التظاهر أمام "مقر مجلس الشورى" في 26 نوفمبر من العام الماضي.

 

وفي ديسمبر 2014 القضية المعروفة بـ"أحداث مجلس الوزراء" حُبس الناشط السياسي أحمد دومة، ثلاث سنوات وتغريمه 10 آلاف جنيه، لإهانة المحكمة، بعد سؤاله القاضي، هل لديك حساب على "فيس بوك" من عدمه.

 

وفي أبريل الماضي، أيدت المحكمة الحكم الصادر ضد أحمد ماهر، وأحمد دومة، ومحمد عادل، بالحبس 3 سنوات لاتهامهم بخرق قانون التظاهر، ورفضت هيئة المحكمة الاستئناف المُقدم من المتهمين ضد قرار حبسهم.

 

وبعد الاستئناف قضت محكمة جُنح مُستأنف مصر الجديدة، قبول استئناف سناء عبد الفتاح، شقيقة الناشط السياسي علاء عبد الفتاح و22 آخرين، على حبسهم 3 سنوات جلسة النطق بالحكم في القضية المعروفة إعلاميًا بقضية "مسيرة الاتحادية" وتخفيف الحكم إلى سنتين فقط مع الشغل.

 

في المقابل، حصل رموز نظام مبارك على قرارات بإخلاء سبيل، وكان أشهر المُخلى سبيلهم ابن نظام مبارك المدلل أحمد عز، رجل الأعمال والرجل الثاني في الحزب الوطني، بعدما قررت نيابة الشؤون المالية أغسطس الماضي إخلاء سبيله بعد سداده 11 مليون جنيه، وتقسيط المبلغ المتبقي على 3 دفعات.

 

وفى تصريح سابق له قال أحمد عبد ربه -استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة: "إن مصر تشهد تصفية حسابات سياسية ضد كل من عبر عن ثورة يناير… ما يحدث يعكس وجهة نظر الدولة في الثورة". ويعتبر عبد ربه أن الهدف من الملاحقات القضائية لشباب الثورة هو "إخافة كل من يريد أن يقوم بالتغيير في الشارع".

 

كما أكد  القيادي في جبهة طريق الثورة، خالد عبد الحميد، "أن نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك لم يسقط منذ رفع شعار "الشعب يريد اسقاط النظام" في ميدان التحرير منذ أربع سنوات".

وقال لـ"عربي21": "إن الثورة المضادة أعادت النظام القديم من جديد، وهو الذي يحكم الآن"، موضحًا أن "الثورة لم تُسكتمل بعد، ويجب على الثوار الصمود والمقاومة".
 


وبيّن أن الحراك الثوري "لم ينتهِ ولم يتوقف"، مضيفًا أنه "واهمٌ من يظن أن الأمور استقرت على ما هي عليه الآن، فالقهر سيولّد الانفجار في أي لحظة، ما دام النظام الحالي ينتهج نفس سياسات نظام مبارك، بل وأشد".

 

تشويه رموز ثورة يناير:

 

محاولات التشويه طالت كل الحركات التي شاركت فى الثورة،  فقد بدأت مرحلة تكسير العظام وتنفيذ الخطة الأصلية في تخوين جزء من الشعب، والبطش بكل الـمُعارضين".
 

لا صوت سوى الصوت المؤيد الذي يطبل بمهارة، لإسكات كل الأصوات – بتأييد شعبي–، مواجهة كل التظاهرات تحت مُسمى الحرب على الإرهاب، تخوين الإخوان – بتأييد شعبي– ووصف كل مُعارض بأنه إخوان يُريد الانقضاض على الدولة.

 

تخوين ثورة 25 يناير، ووصفها بأنها مؤامرة أجنبية، وتدليل ذلك بتسجيلات سابقة لأفراد من رموز الثوار، التسريبات التي طالت كل رموز الثورة .

 

وكانت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة حكمت في سبتمبر  2013، بحظر أنشطة جماعة الإخوان المسلمين التي نظمت احتجاجات شبه يومية منذ انقلاب يوليو

وفي فبراير 2014 أعلنت المحكمة الإخوان "جماعة إرهابية محظورة." 

 

وقضت المحكمة أيضًا  فى 30 اكتوبر، بحظر أنشطة حركة 6 أبريل التي كان لها دور في تنسيق الانتفاضة، التي أطاحت  بالمخلوع مبارك عام 2011,وفي 29 أبريل 2014، أصدرت محكمة الأمور المستعجلة، حكمًا بحظر أنشطة الحركة ومصادرة مقارها.

 

ميدان التحرير في مصر فجر شرارة ثورة عربية شاملة، هددت أًسس نظم الاستبداد في المشرق والمغرب، فكان لا بد من الانقضاض عليها في محاولة وأدها بشراسة وبطش لا سابق لهما في التاريخ المصري الحديث


لم يُشكل شعار "عيش، حرية عدالة اجتماعية" خطرًا على الأنظمة العربية فقط، بل على تبعية الأنظمة السياسية والاقتصادية لدوائر القرار والمصالح العالمية، فهناك نظام عربي عالمي لا يسمح بإرادة سياسية مستقلة، أو ببناء اقتصاد وطني منتج.

 

الحرية والعيش الكريم


عيش –حرية –عاد اجتماعية، هو شعار ثورة يناير الذى لخص به المصريين في ميدان التحرير طموحات الشعوب العربية إلى نظام عربي وعالمي جديد، ووضع الشعب المصري أمام قوة عاتية، لم يكن الثوريون مستعدين له، لأن الشعار بقيَ من دون رؤية ، أو خطة استراتيجية، ما سهّل مهمة الثورة المضادة.

 

 قد تنجح الثورة المضادة في القضاء على التنظيمات السياسية التي استفادت من الحراك الثوري، لأنها كانت أكثر تنظيمًا، لكنها لاتستطيع القضاء على وعي الشعوب وتطلعاتها نحو الحرية والكرامة، وإذا فشلت التنظيمات السياسية في إدارة هذه المرحلة "فإن المجتمعات ستُفرز قياداتها الجديدة القادرة على التعبير عن تطلعاتها وأشواقها نحو الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية".

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023