بعد أن أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا من حياة المجتمع ، وجزءًا أصيلًا عند كثيرين، انتشرت في الآونة الأخيرة، ظاهرة صفحات لحلول المشكلات الاجتماعية والعاطفية، وكأنها أخذت دور الطبيب النفسي الذي يعرض عليه صاحب الأزمة مشكلته منتظرا العلاج.
وسبقت تلك الصفحات- التي يقوم عليها شباب ليس لهم علاقة بالعلاج النفسي، أو علموا من قبل كباحثين اجتماعيين- سبقتها صفحات لأطباء ومرشدين نفسيين، أو أخصائيين اجتماعيين، وتكون الحلول هنا منطقية على السائل لأنها تأتي من خبير في التخصص.
ومن أشهر الصفحات التي تمرست بنفس هذا العمل "SOCIETY "PROBLEM، "BRIDE GROUP"، وأخرى "Problem Counselling Center of Bride Group"، وتشترك معظم الرسائل التي يتم إرسالها على هذا الصفحات بجملة يكتبها صاحب المشكلة يطلب خلالها من أدمن الصفحة بعد ذكر اسمه خلال عرض المشكلة، التي ما إن تعرض على صفحة منهم يتحول كل مستخدمى الفيس بوك إلى محللين نفسيين واجتماعيين، وقضاة أحيانًا.
أزمات مفرطة في الغرابة
ومع المشكلات التى يتم عرضها ترى منها قصصا تقليدية، وثانية تتطلب حلا بالفعل، وأخرى مفرطة في الغرابة، وتجد الردود إما تأخذ منحى الجد، وكثيرا ما تتحول لسخرية، وغضب من صاحب المشكلة، واتهامات من القراء باختلاق الصفحة لأزمات وعرضها، وهكذا.
وتجد من بين المشكلات، شاب يريد أن يتزوج بفتاه ولكنه يشكو من قصرها، على الرغم من أن طولها 160 سم، ويجد ذلك عائقا في الزواج منها، وآخر متخصص في أمور الجن ويريد أن يبعث لحبيبته كتاب من تأليفه عن الجن في عيد ميلادها.
وآخر، يطلب حلا لان خطيبته ستجري عملية بالقلب، وهو يخشى على الشبكة التي قدمها لها إن توفيت، ويسأل إن كان ينهي خطبته الآن خشية من ضياع الشبكة أم يستمر، في الوقت الذي يتوقع فيه أن تبقى على قيد الحياة بعد إجراء العملية، وإن بادر بفسخ الخطبة يكون قد خسرها لأنه يحبها.
وفتاة تقدم لخطبتها شاب، تقول أنه جيد، ولكنها تري أن المشكلة تكمن في أنه رفيع جدا، وأخرى تطلب شاب ليتزوجها مقابل 200 ألف في مقابل أن يطلقها بعد فترة، حتى تهرب من زيجات أرادوها أهلها، وهي في الأصل تخشى من الزواج، ومشاكله.
مشكلة تنتهي بالطلاق
وفي واحدة من تلك الصفحات، مشكلة عرضتها قارئة وبدلا من أن تجد الحل، انتهى الموضوع بالطلاق من زوجها، في أول رد له عليها عبر الصفحة والتي تسمى "SOCIETY "PROBLEM"، إذ قررت سيدة أن تواجه زوجها بطريق غير مباشر ووجهت له رسالة عبر الصفحة التى تعرف أنه يتابعها، قالت فيها إنها تعرف أنه يخونها، ومعها الدليل، وطالبته بالتوقف عن خيانته من أجل بيته وابنه، وإلا ستفضحه.
وزاد الأمر سخونة عندما تدخلت خطيبته الأولى الذي اتهمته زوجته بأنه على علاقة بها، وسبتها في أحد التعليقات، ما دفع الزوج هو الآخر إلى التدخل بمراسلة الصفحة نفسها ومحاولة الدفاع عن نفسه، والأسوأ من هذا إعلانه قراره بالطلاق والانفصال عن زوجته، وانهالت عليه المزيد من الانتقادات والشتائم والاتهامات لخطيبته بأنها هى المذنبة وليست زوجته، وأن هذا القرار أفضل لزوجته لأنه زوج غير مناسب، ما دفعه لمحاولة التوضيح.
