شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

3 قوائم غائبة عن مشهد معاناة المصريين بالخارج

3 قوائم غائبة عن مشهد معاناة المصريين بالخارج
  تستمر معاناة المصريين بالخارج، وإهانة كرامتهم، دون أي رد...

 

تستمر معاناة المصريين بالخارج، وإهانة كرامتهم، دون أي رد رادع من سلطات الانقلاب المصرية، للمطالبة بحقهم، كان آخر هذه الإهانات ما قررته السلطات الكويتية أمس الجمعة، بإبعاد مصري لأنه هاجم موظفاً في قنصلية بلاده في الكويت، وذلك رغم تنازل موظف القنصلية عن حقه في مقاضاة المعتدي إلاّ أن سلطات الأمن اتخذت الإجراءات القانونية تجاهه؛ حتى يكون ذلك رادعاً لكل من يحاول القيام بتلك الفعلة – حسب تصريحات كويتية.

 

معاناة ليبيا

وتأتي تلك الحادثة بعد ساعات من مقتل طبيب مصري مسيحي وزوجته، على يد مسلحين،  بمدينة سرت بليبيا، واقتياد إحدى بناتهما إلى مكان مجهول، بينما تركوا الطفلتين الأخريين في المنزل الذي كان مسرحا للجريمة، ليعثر بعدها مواطنون على جثة الفتاة .

 

ويعيش المصريون بليبيا معاناة، فأغلب المصريين هناك إما مفقودًا أو مشروع رهينة أو محتجزًا على أيدي بعض الكتائب المسلحة في ليبيا، وعلى فترات زمنية تسلم السلطات الليبية جثث مواطنين مصريين عثر عليهما مقتولين، تركوا في الصحراء بلا طعام ولا شراب ولا مأوي، فكان مصيرهما الهلاك.

 

كما انقذت العناية الإلهية نحو مائة شخص من الموت المحقق في الصحراء الشرقية بين مصر وليبيا، بعد أن ضلوا الطريق وتركتهم العصابة الليبية عمداً للهلاك بسبب الخلاف على تسديد مقابل تهريبهم إلى داخل ليبيا، فمات منهم عدد ونجحت فرق الإنقاذ الليبية في انتشال بعضهم بعد أن أرشد ناجون منهم عن باقي رفاق رحلة الموت في قلب الصحراء.

 

فضلا عما يحكيه العمال المصريون المرحلون من هناك من سرقة جميع ممتلكاتهم من أموال وأوراق من قبل عساكر الجمرك الليبي، حتى يستطيعوا مغادرة البلاد إلى مصر، كما أنهم بداخل البلاد لا يستطيعون السير عقب المغرب خشية جرائم القتل التي تتم بحقهم، وكثيرا ما يتم إلقاء القبض عليهم دون سبب، ويدفعون الرشاوى والإتاوات للخروج من المحبس.

 

حكومة انقلاب عاجزة

وعلى الرغم من التصريحات التي يلقيها مسئولون مصريون بسلطات الانقلاب تدين بها ما يحدث للمصريين في الخارج، إلا أنها لم تقدم أي رؤية بعيدة لتأمين سفر أو عمل المصريين في ليبيا، ووقفت عاجزة عن حسم هذه الأزمة التي تحولت لانتهاكات صارخة يتعرض لها مواطنون دفعتهم الاوضاع الاقتصادية المتردية في مصر إلي البحث عن بدائل أفضل في ليبيا.

 

وبحسب مصادر دبلوماسية مصرية لمصر العربية، فإن البعثة المصرية في طرابلس تضطر إلى التفاوض مع قادة ميليشيات مسلحة من أجل الإفراج عن بعض المصريين، كما حدث في عملية تحرير 74 سائق شاحنة تم احتجازهم في منطقة أجدابيا شرق ليبيا، كما أن غياب الحكومة والجيش والتداخل الكبير بين نفوذ الكتائب والجهات الحكومية يسهم في عجز مصر لوقف عمليات الاحتجاز المتكرر للعمال والمواطنين المقيمين على الأراضي الليبية".

 

كما أدى عدم توافر الحماية الحكومية اللازمة إلى تشجيع الكثير من الليبيين على استغلال المصريين وهضم حقوقهم، بل وتعذيبهم والتنكيل بهم في بعض الأحيان، حيث تشير المؤشرات إلى أن الوضع القاسي للعمالة المصرية في ليبيا مرشح لما هو أسوأ، خاصة في ظل غياب الاستقرار وعدم وجود جيش وشرطة ليبية قادرة على توفير الحماية ليس للمصريين فقط، بل لليبيين أيضاً.

 

غائبون عن المشهد

وبين هذا وذاك نجد أن هناك ثلاثة قوائم أو جهات غابت عن المشهد  في عهد الانقلاب العسكري، وخمدت أصواتها، بعد أن كانت تدين وتنتقد وقتها كل مايقوم به الرئيس محمد مرسي.

 

أولها؛ النشطاء السياسيون، وكان أبرز انتقاداتهم في هذا الأمر، ما قاموا به من تظاهرات أمام مقر السفارة السعودية بالقاهرة احتجاجا على احتجاز المحامي المصري أحمد الجيزاوي بالسعودية، وقت حكم الرئيس محمد مرسي، والذي صدر ضده حكم سعودي بجلد عامل وحبسه 20 عامًا لاتهامه بالعيب في الذات الملكية، رافعين أحذيتهم، مطالبين بسرعة تدخل الحكومة والمسئولين للإفراج عنه وباقي المحتجزين المصريين بالسعودية، مرددين هتافات مناهضة للنظامين السعودي والمصري، إلا أنهم في الوقت الحالي، على الرغم مايحدث تجاه المصريين المغتربين لم نجد التظاهرات والاحتجاجات أمام السفارات مثلما كان يحدث.

 

ثانيا؛ الكنيسة، على الرغم من أنها كانت تقف للرئيس محمد مرسي بالمرصاد، وكثيرا ماطالبته بحقوق الأقباط، زاعمين أنها مهدرة ومهمشة، إلا أنها الآن صامتة تجاه ما يحدث للمصرين المسيحيين، آخرها حادثة مقتل طبيب مصري مسيحي وزوجته وابنتيهما، في مدينة سرت، وسط ليبيا على يد مسلحين،  بعد ترجيحات بأن الجريمة ارتكبت بدوافع دينية أو سياسية  كون القتيل من الديانة المسيحية.

 

ثالثا؛ تمرد، تلك الحركة التي كانت أحد الأسباب في الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، بعد الحملة التي دشنتها لسحب الثقة منه، جمعت خلالها توقيعات على ورقة تحمل عدة أمور منها  كرامة المصريين في الخارج، وإهانتهم، وبعد أن تحقق ما تريده، فهي الآن تصمت إزاء إهانة كرامة المصريين بالخارج، وإن كان ما قامت به إزاء مايحدث للمصرين بليبيا، تنديد ومطالبة حكومة الانقلاب بالتدخل، لكننا لم نرها طالبت قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي باعتزال السلطة.

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023