في بداية العام الماضي وبعد فض رابعة كانت الاستراتيجية الأمنية تجاه الحراك الطلابي هي العشوائية والعنف المفرط تجاه عموم الطلاب لتركيع الحركة الطلابية لكن ذلك أتى عليه بنتيجة عكسية استفزت المارد الطلابي بصورة أكبر، هذا فضلا عن تصدير صورته القبيحة والتي لم تستطع ترسانته الإعلامية ترقيعها، مما جذّر من إفشاله في تسويق نفسه كبديل مستقر للحكم لدى الشارع والخارج كذلك، (صوره في التعامل مع الطالبات بوحشية كمثال).
بعد فترة أدرك الأمن غباءه الاستراتيجي أو لُقن ذلك، أنه في حاجة إلى تسويق نفسه بشكل مقبول لدى رجل الشارع العادي ولدى الخارج، وإيجاد المبررات له في ضرب الحراك الطلابي إذا استدعى الأمر وبدأ يطور نفسه في إطار هذه الإستراتيجية الجديدة (التسويق قبل القمع).
الاعتماد على شركة أمن مدني (فالكون) يأتي في إطار هذه الإستراتيجية فهو يسوق في الداخل والخارج أنه غير منتهك للحرم الجامعي، وحينما تدنس مدرعاته الحرم الجامعي وتقتل الطلاب يتذرع باعتداء الطلاب على موظفي الأمن (المدني) الذين هم في الحقيقة خط القمع الأول له، ولذلك لا تتعجب من ترويج فيديو ساخر على قناة يوتيوب للتعبير عن موظف الأمن الغلبان الذي ذهب للجامعة وهو مسرور لتأمين إخوانه الصغيرين الطلاب فإذا به تنقض عليه سلاحف النينجا !! إلى غير ذلك من الاسطوانات المشروخة والمفهومة، كأن تستعرض شركة الأمن عضلاتها في مشهد استفزازي قبل بدء الدراسة، تستكمله صبيحة اليوم الدراسي الأول بتعمد الاستعراض والإهانة للطلاب والأساتذة وتوقفهم في طوابير طويلة وتفتيش مهين، ثم تفر أمام الطلاب في آخر اليوم الدراسي، ليخرج التوك الشو في المساء ليولول نواحه "لابد من استدعاء فرق الـ777 إلى الجامعات لتأديب الطلاب!!".
هذه هي الاستراتيجية العامة، أما الاستراتيجية العملياتية أو التنفيذية في القمع فهي تختلف حسب المسئول الأمني المنفذ في كل مكان، فتجدها مثلا تمت فى جامعة القاهرة بمحاصرة الحرم الجامعي بـ 14 مدرعة !! غير مدرعتين تجوب داخل الحرم، أما في الأزهر فاختار المنفذ الاعتقال العشوائي ليرضى غرور مسئوله الأمني ردًا على معركة "البنطلون" الفاضحة!!
على الطلاب أن يعوا استراتيجية الأمن القمعية جيدًا، وأن يكسروا دومًا حملته التسويقية في تبرير القمع في خطابهم الإعلامي، فكان عليهم أن يقدموا مشاهد الإهانة وطوابير التفتيش التي قامت بها (فالكون) في الصباح بصورة واسعة تصل للمستوى الذي حظي به (البنطلون) في المساء.