شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بعد تهديدات أمريكا لجيش الأسد.. هل سيتكرر مشهد البقاع؟

بعد تهديدات أمريكا لجيش الأسد.. هل سيتكرر مشهد البقاع؟
في الوقت الذي لا يزال يستقوي فيه "بشار الأسد"، رئيس النظام السوري، على المعارضة السورية في بلاده، وقصف جيشه...

في الوقت الذي لا يزال يستقوي فيه "بشار الأسد"، رئيس النظام السوري، على المعارضة السورية في بلاده، وقصف جيشه المتكرر للمدنيين، وحصار القرى؛ لمنع وصول المساعدات الإغاثية إليهم، يقف "الأسد" في موقفٍ محرجٍ أمام التهديدات الأمريكية الأخيرة، حيث حذرت السلطات الأمريكية جيش النظام السوري، من استهداف الطائرات الأميركية حال نفذت غارات ضد مواقع لتنظيم "داعش" في سوريا، فهل سيتكرر مشهد البقاع 1982، حينما تعرضت وحدات الدفاع الجوي السوري لمجزرة دمرت خلالها حوالي 18 بطارية دفاع.

 

التهديد صريح

وقال الجيش الأمريكي، إن لواشنطن فكرة محددة عن مكان تواجد القواعد السورية المضادة للطائرات، وأن الطيران الأميركي سوف يرد في حال كان هدفًا لإطلاق النار من مضادات النظام السوري، ولم يشن الطيران الأميركي أية ضربة على الأراضي السورية حتى الآن.

 

يأتي هذا بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الأربعاء، أنه مستعد لشن ضربات جوية على "داعش" في سوريا، مستبعدًا أي تعاون مع نظام دمشق، الذي كما قال "فقد كل شرعية". وأثارت موافقة الرئيس، استخدام القوة الجوية ضد معاقل الجماعة المتشددة في سوريا، تساؤلات بشأن هل سيرد الرئيس بشار الأسد بطريقةٍ ما.

 

وقال مسؤولون أميركيون كبار، خلال حديثهم إلى الصحافيين، الإثنين، إنه ينبغي للأسد ألا يتدخل؛ حيث أن الولايات المتحدة لديها معرفة جيدة بمواقع الدفاعات الجوية السورية، ومنشآت القيادة والسيطرة. وأضاف أحدهم أنه إذا ظهر جيش الأسد فسيضع الدفاعات الجوية السورية في خطر.

 

وترغب واشنطن في تدريب وتجهيز المعارضة المسلحة السورية، التي تعتبرها معتدلة، للسيطرة على الأراضي التي ستطولها الضربات الجوية الأميركية.

 

وشنت الولايات المتحدة، عشرات الضربات الجوية ضد أهداف لتنظيم "داعش" في العراق، لكنها لم تنفذ حتى الآن أي ضربات في سوريا، مع سعيٍ إلى ترسيخ ائتلاف مناهض للجماعة المتطرفة.

 

هل يستطيع جيش الأسد صد الطائرات الأمريكية؟

يمتلك النظام السوري واحدة من أضخم منظومات الدفاع الجوي في الشرق الأوسط، وهي منظومة معقدة وكثيفة جدًا ومتداخلة، حيث اشتركت هذه المنظومة في ما يعرف بحرب تشرين أو "يوم الغفران"، ثم حرب لبنان 1982، وتعرضت وحدات الدفاع الجوي السوري في الـ"بقاع" لمجزرةٍ دمرت خلالها حوالي 18 بطارية دفاع جوي، من طراز سام (2-3-6)، خلال يومٍ واحد، إضافةً إلى حوالي 100 طائرة.

 

ومع بدء المعارك مع الجيش الحر، منيت بخسائر كبيرة، وخسرت عدد كبير من كتائب الدفاع الجوي، بكافة أنواعه، وكانت هذه الكتائب أسهل الأهداف عمومًا، خلال المراحل الأولى لمعارك الجيش الحر مع قوات الأسد.

 

وتحتوي منظومة الدفاع الجوي الصاروخية، لجيش الأسد، على 25 وحدة، فيها حوالي 150 بطارية دفاع جوي (صاروخي) على أقل تقدير، عدا المدفعية المضادة للطائرات.

 

وتتكون شبكة الدفاع الجوي السوري الصاروخية من العديد من أنواع المحطات الصاروخية (سوفيتية فقط)، سواءً القديمة "سام 2، و سام 3، و سام 6"، أو أنواع أحدث مثل "بوك، والبنتسير" وغيرها، وتحتوي أنواع أخرى متعددة، إضافةً للصواريخ المحمولة على الكتف  مثل "ستريلا، وايغلا"، وقد حاول النظام الحصول على نوعيات أحدث مثل "s300" لكنه فشل.

 

وأفضل ما لدى النظام، كقدرة تغطية ومدى، هو "سام 5 أو s200" الذي يعتبر من منظومات الدفاع الجوي بعيدة المدى، ولديه منه ما يعادل لواءين، ونشرت في حمص والضمير، ومقر قيادة ثالث في جبل المانع، حيث تواجد في سوريا، قبل الثورة، 5 مواقع لبطاريات "سام 5"، ويبلغ مداه حوالي 250 كم، وبارتفاع حتى 35 كم، وتصل منطقة تغطية البطاريات الموجودة في حمص محافظة حمص كاملة، وأجزاء من ريف الرقة ولبنان. فعليًا هو النوع الوحيد الذي يغطي المناطق التي يتوقع أن يحلق فيها الطيران الأمريكي، وهي النوعية الوحيدة التي تحتاج أمريكا لتعطيلها.

 

اضافة لبطاريتي (كفادرات –سام6) تحميان دير الزور التي تحتوي قيادة المنطقة الشرقية، ومطارها كما أسلفنا (دمر الجيش الحر لواء صواريخ دفاع جوي شرقي دير الزور خلال معاركه مع النظام سابقاً).

 

أما باقي الأنواع و المواقع فلن تشكل أي تهديد يذكر؛ كونها خارج مسرح العمليات تمامًا، ولن تضطر الطائرات الأمريكية للطيران ضمن مجالها الفعال، لكن قد يقوم النظام بنقل عدد من بطاريات الدفاع الجوي لديه، إلى مناطق مثل مدينة الحسكة أو القامشلي، أو حتى مطار دير الزور، لكن لن يغير هذا العمل أي شيء؛ فالنتيجة لن تتغير كثيرًا، و سيتم تدمير أي بطارية ينقلها، أو سيتم تعطيلها على أقل تقدير، مع أن نقله لأي بطاريات مستبعد جدًا، وفقًا لترجيحات خبراء عسكريين دوليين.

 

كما تحتوي شبكة الدفاع الجوي على 22 رادار إنذار مبكر، ونصيب المنطقة الشرقية ثلاثة منها فقط، تم تدمير أحدها، وهو الذي كان موجودًا في مطار الطبقة، وتبقى اثنان، أحدهما في دير الزور، والآخر في الحسكة.

 

احتمالية تكرار مشهد البقاع 1982

ويقول الخبير العسكري، اللواء محمود عبد الغفار، في تصريحاتٍ لشبكة "رصد": "يحتمل، في حال قررت أميركا تدمير هذه المنظومة، أو جزء منها أو تعطيلها، أن يتكرر مشهد البقاع 1982، لكن على نطاق أوسع؛ حيث يستطيع الطيران الأمريكي استهداف هذه المواقع، من خارج مداها الفعال؛ بحكم امتلاكه لأنواع من الصواريخ المضادة للرادارات ذات مدى كبير، مثلاً كصواريخ "هارم" (HARM)، والتي يبلغ مداها 150 كم (ضعف مدى صواريخ سام 2)، واستهداف مراكز القيادة والسيطرة للكتائب والبطاريات والألوية، بصواريخ جوالة، وسيتعطل قسم كبير من شبكة الدفاع الجوي، قبل أن تبدأ الأوامر بالاستجابة، علمًا أن الفرق التقني خلال حرب 1982 لم يكن كبيرًا جدًا، أما الآن فالفجوة التقنية هائلة بين تقنيات منظومة الدفاع الجوي للنظام، والإمكانات التقنية للجيش الأمريكي.

 

وأكد "عبدالغفار" أن مشكلة شبكة الدفاع الجوي السوري الحقيقية ليست قدم التجهيزات، بل العقلية التي تحكم طريقة استخدامها، والعقيدة القتالية التي انتهجها النظام خلال عقود حكمه؛ فقد اسقط الصرب عددًا من طائرات الناتو، باستخدام نفس النوعيات من الأسلحة، لكن بطرق وتكتيكات مطورة (إسقاط طائرة f18بصاروخ سامر6، وطائرة شبح f117بصاروخ سام 3).



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023