أحيانا تكون بعض الأرقام ، فزاعة للبعض ، وتكون مصدر ألم عند تذكرها ، كذلك هو تاريخ 11-9 ، أو المعروف إعلاميا بـ 11 سبتمبر ، والذي هو بمثابة فزاعة للأمريكان ، حيث استيقظ العالم على صرخات أمريكية ، حيث شهد ذلك اليوم اصطدام 4 طائرات ببرجي مركز التجارة العالمي بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية، ما أدى لسقوط قرابة آلاف القتلى وآلاف الجرحى.
وكانت الهجمات أبرز حدث في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم يستقبل الرئيس الأمريكي "جورج دبليو بوش" في ولايته الأولى في فترة وصفت بالحرجة في تاريخ أمريكا، أعطت الضوء الأخضر لواشنطن لإعلان الحرب على الإرهاب، وتوسيع تلك الحرب لتشمل دولا أخرى غير أفغانستان وضعف ما يسمى بتيار العزلة الجديدة كما توجهت أكثر نحو التصرفات متعددة الأطراف والاستعانة بالحلفاء.
وقد كان الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش يواجه انتقادات داخلية حادة يقودها التيار الديمقراطي الذي تمكن من رسم صورة "فكاهية" عن بوش الابن وبدا المواطنون غير راضين عن مستقبل البلاد وهو ما أدخل أمريكا في أزمة مؤسساتية تدهورت فيها ثقة المواطنين في هيئات الدولة بشكل رهيب.
وقالت الرواية الرسمية للحكومة الأمريكية،آنذاك، إنه يوم الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 نفذ 19 شخصا على صلة بـتنظيم القاعدة هجمات باستعمال طائرات مدنية مختطفة، حيث انقسم منفذو العملية إلى أربعة مجاميع ضمت كل منها شخصا تلقى دروسا في معاهد الملاحة الجوية الأمريكية. وتم تنفيذ الهجوم عن طريق اختطاف طائرات نقل مدني تجارية، ومن ثم توجيهها لتصطدم بأهداف محددة، حيث تمت أول هجمة حوالي الساعة 8:46 صباحا بتوقيت نيويورك، حيث اصطدمت إحدى الطائرات المخطوفة بالبرج الشمالي من مركز التجارة العالمي. وبعدها بدقائق، في حوالي الساعة 9:03، اصطدمت طائرة أخرى بالبرج الجنوبي، وبعد ما يزيد على نصف الساعة، اصطدمت طائرة ثالثة بمبنى البنتاغون، الطائرة الرابعة كان من المفترض أن تصطدم بهدف رابع، لكنها تحطمت قبل الوصول للهدف.
وقد أدت ضربات11 سبتمبر إلى خسائر فنية قدرت بنحو 100 مليون دولار، لأن المبنى احتوى على صناديق وودائع لأعمال وتحف فنية قديمة وقيمة جدًا، ووجدت العديد من الكنوز بين الحطام فتم العثور على 437 ساعة، 144 خاتم زفاف، وآلاف الدولارات
وبعد ساعات من أحداث 11 سبتمبر، وجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن، و حدد مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) أسماء 19 شخصا عربيًا بينهم مصري، قال إنه يشتبه بأنهم خطفوا الطائرات الأربع التي ارتطمت في الحادي عشر من سبتمبر ببرجي مبنى التجارة العالمي بنيويورك ومبنى البنتاجون بواشنطن في حين سقطت الرابعة في حقل بولاية بنسلفانيا.
وقد حدثت تغييرات كبيرة في السياسة الأمريكية عقب هذه الأحداث، والتي بدأت مع إعلانها الحرب على الإرهاب، وأدت هذه التغييرات لحرب على أفغانستان وسقوط نظام حكم طالبان، والحرب على العراق، وإسقاط نظام صدام حسين هناك أيضا.
وبعد أقل من 24 ساعة على الأحداث، أعلن حلف شمال الأطلسي أن الهجمة على أي دولة عضو في الحلف هو بمثابة هجوم على كافة الدول التسع عشرة الأعضاء. وكان لهول العملية أثر على حشد الدعم الحكومي لمعظم دول العالم للولايات المتحدة ونسي الحزبان الرئيسيان في الكونغرس ومجلس الشيوخ خلافاتهما الداخلية. أما في الدول العربية والإسلامية، فقد كان هناك تباين شاسع في المواقف الرسمية الحكومية مع الرأي العام السائد على الشارع الذي كان أما لا مباليا أو على قناعة بأن الضربة كانت نتيجة ما وصفه البعض "بالتدخل الأمريكي في شؤون العالم".
وبالرغم من مرور أكثر 13 عاماً إلا أن الروايات قد اختلفت ، من معرفة مدبر الحادث الحقيقي ، فظلت هناك عشرات بل مئات الروايات والتوقعات ، فمنهم من قال بيقين أنها خدعة دبرتها أمريكا ، لمحاربة الإرهاب ، وقتل المسلمين ، ثم احتلال دولة العراق ، وأن كل ما حدث كان بتدبير أمريكي من البداية للنهاية ، ومنهم من قال أنها مجموعة من تنظيم القاعدة بتخطيط من أسامة بن لادن ، ومنهم من قال أن ما حدث كان مخطط له من داخل أمريكا نفسها ، حيث تبعت الهجمات العشرات من التحليلات التي كشفت العديد من المفارقات بعضها منطقي إلى حد كبير، منها أنه في سبتمبر 2000 وقبل استلام إدارة جورج دبليو بوش ظهر تقرير أعدته مجموعة فكرية تعمل في مشروع القرن الأمريكي الجديد، كان أبرز المساهمين بها هم ديك تشيني، دونالد رامسفيلد، جيب بوش، باول ولفووتز، سمي هذا التقرير إعادة بناء دفاعات أمريكا، ذكر به أن عملية التغيير المطلوبة ستكون بطيئة جدا بغياب أحداث كارثية جوهرية بحجم كارثة بيرل هاربر.
وظهرت اعتقادات بوجود مؤامرة على الشعب الأمريكي من قبل صانعي القرار، وظهرت بعد ذلك عدة تقارير ساهمت في تعزيز نظرية المؤامرة منها أقامت منظومة نوراد الدفاعية قبل سنتين من العملية الفعلية تدريبات وهمية لضرب برجي التجارة ومبنى البنتاغون وكانت هناك مناورات لاختبار عمل هذه المنظومة الدفاعية في نفس يوم وقوع الهجمات.
المفارقة الأخرى تتمثل في أن البنتاغون بدأ في 24 أكتوبر 2000 تدريبات ضخمة أطلق عليها اسم ماسكال. تضمنت تدريبات ومحاكاة لاصطدام طائرة بوينغ 757 بمبنى البنتاغون.
ومازال حتى يومنا هذا وبعد مرور 13 عاماً ، لا دليل على مرتكب ذاك الحادث ، ولا تزال الحقيقة الواحدة هي مقتل الآلاف من المدنيين ، واجتياح العراق واتهام الدول العربية بتهمة الإرهاب .