في الوقت الذي لا يزال يشهد فيه العالم بانتصار المقاومة في غزة، على العدوان الصهيوني الغاشم، الذي بدأ بالعدوان في السابع من يوليو الماضي، وانتهى بمعاهدة تمت في صالح غزة، بدأ الرئيس الفلسطيني خطابه في اجتماع وزراء خارجية العرب، بشن هجومٍ كاسحٍ على حركة "حماس"، التي خرجت لتوها من عدوانٍ مدمرٍ، قتل خلاله أكثر من ألفي شهيدٍ لم تجف دمائهم بعد، الأمر الذي دفع أمين عام الجامعة العربية إلى طرد الصحافيين، وإغلاق الجلسة تجنبًا لهذه الفضيحة.
الكشف عن النية
كشف "عباس" عن نيته السير وحده، حينما شرح استراتيجيته الجديدة في الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار بالاعتراف بدولة فلسطينية على حدود الاراضي المحتلة عام 1967، كخطوةٍ أولى لاستئناف المفاوضات للاتفاق على حدودها، طالبًا دعم الحكومات العربية لهذه الاستراتيجية، ومحاولة منع الولايات المتحدة الأمريكية من استخدام حق النقض (الفيتو)؛ لإحباط صدور قرار بهذا الخصوص، والتي تعد بالقبول للاحتلال دون أي نقاط موضوعة مسبقًا، وفقًا لبقية الفصائل الفلسطينية.
دعم سيسي وعربي
تلقى الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" دعم "عبدالفتاح السيسي"، وجامعة الدول العربية لخطته السياسية، التي تستند إلى توجهه بطلب اعتراف أممي من مجلس الأمن، لتعيين سقف زمني (ثلاث سنوات) ينتهي خلاله انسحاب الاحتلال من الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتفاوض أولاً على ترسيم الحدود بين الدولتين على أساس خط 4 حزيران 1967.
كما تلقى عباس دعمًا آخر، بتمسك مصر والسيسي بالتحدث مع سلطة فلسطينية واحدة لفتح معبر رفح، عوض التحدث مع فصائل، وربط السيسي فتح المعبر بوجود سلطة فلسطينية مسؤولة عن المعابر والحدود مع القطاع.
"حماس" تدعو للحوار والنفير
وفي المقابل، دعت "حماس" الرئيس "عباس" إلى إعطاء الفرصة للحوار، قائلةً إن تصريحاته ظلم للشعب والمقاومة.
وعلق الناطق باسم الحركة، سامي ابو زهري، بأن تصريحات الرئيس "عباس" ضد "حماس" والمقاومة غير مبررة، والمعلومات والأرقام التي اعتمد عليها مغلوطة، ولا أساس لها من الصحة، وفيها ظلم لشعبنا وللمقاومة التي صنعت هذا الانتصار الكبير.
وأكد أن "حماس"، و"فتح" اتفقتا على عقد لقاءٍ قريبٍ بينهما؛ لاستكمال الحوار والبحث في تنفيذ بقية بنود المصالحة، داعيًا "عباس" إلى التوقف عن الحوار عبر الإعلام وإعطاء الفرصة للحوار والتفاهم بين الحركتين.
بينما دعا نائب رئيس المكتب السياسي لحركة، موسى أبو مرزوق، إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية جديدة، معللاً ذلك بفشل حكومة التوافق الحالية في معالجة الأزمات الداخلية.
كما دعت الحركة، الثلاثاء، الفلسطينيين إلى النفير الشامل والتصعيد الشامل في وجه المحتل الصهيوني في مناطق الضفة الغربية، وذلك عقب وفاة الأسير رائد "الجعبري"، ومقتل الشاب "عيسى القطري".
وفي بيانٍ لها، قالت الحركة إن الدعوة تشمل النفير الوطني، والتصعيد الشامل في وجه المحتل، وبمختلف الأدوات، مشيرة إلى تحويل مواكب وداع الشهداء إلى "ثورة تحرق الأخضر واليابس".
الجامعة العربية تبدأ التحرك
من جانبها أعلنت الجامعة العربية، عن بدء التحرك على المستوى الدولي لمتابعة تنفيذ قرارات مجلس وزراء الخارجية العرب، بشأن دعم خطة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس؛ لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي، وفق جدول زمني، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني".
وأشار مساعد الأمين العام في الجامعة العربية لشؤون فلسطين، محمد صبيح، في حديثٍ صحفيٍ، إلى أن هذا التحرك يتضمن خطة عمل الجامعة العربية للتنسيق مع المجموعات الإقليمية، والجغرافية، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، المقررة الشهر الحالي، والاجتماعات الوزارية التي سيعقدها الجانب العربي مع المجموعات الوزارية الإقليمية.
وتعد حدود 67 هي حدود الأمر الواقع، لما قبل حرب 1967، وقد اعتمد اعتبار هذه الحدود أساسًا للحل بين الفلسطينيين والصهاينة، عبر الاتفاقات التي جرت بين منظمة التحرير، وحكومة العدو الصهيوني، من خلال المفاوضات، والتي تعد أيضًا قبولاً بالاحتلال.