حالة من الشك تحوم حول خبر إعلان جيش الاحتلال الصهيوني عن وقوع أحد ضباطه في أسر المقاومة الفلسطينية، حيث أعلنت سلطات الاحتلال في بيان لها عن خطف ضابطٍ صهيوني اليوم الجمعة، يدعى "هدار جولدين"، من مدينة "كفار سابا" الواقعة شمال تل أبيب المحتلة.
يأتي ذلك فيما تنفي فصائل المقاومة الفلسطينية ادعاء سلطات الاحتلال، إذ قال "سامي أبو زهري" المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن "إعلان إسرائيل أسر أحد جنودها محاولة للتضليل وتبرير تراجع تل أبيب عن التهدئة والتغطية على المجازر الوحشية، التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي وخاصة في رفح".
ومن جانبه قال "أسامة حمدان"، عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، إن "هدم عملية تهدئة العدوان الغاشم من قبل قوات الاحتلال على قطاع غزة تمت بنية مبيتة من جانب إسرائيل بعد ترويج رواية أسر أحد ضباطها فى صفوف المقاومة"، لافتاً إلى أنه حتى الآن لم تعلن فصائل المقاومة عن أسرها لهذا الضابط، الأمر الذي يدعم الرأي بأن الاحتلال الصهيوني يستغل الشائعات لتبرير "جرائمه"، الأمر الذي حدث مع مقتل المستوطنين الثلاثة قبيل العدوان على غزة.
وأضاف "حمدان" خلال اتصال هاتفي بفضائية "بي بي سي" العربية، قائلًا: "إن هذا يرسم علامة استفهام حول العقلية النازية التى تدير إسرائيل في هذه الأيام".
أما حركة "الجهاد الإسلامي"، فقد أكد أنها ملتزمة بالتهدئة "طالما التزم بها الإسرائيليون".
وكانت قوات الاحتلال الصهيوني قد خرقت الهدنة المتفق عليها، والتي بدأت اليوم الجمعة في الساعة الـ8 صباحًا، حيث كان من المقرر أن تمتد لـ72 ساعة. وأعلنت عن استئناف عملياتها الهجومية على قطاع غزة، بعد ما قالت إنه "فشل في التهدئة".
تحرك دولي مع الاحتلال
طالب الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون"، اليوم الجمعة، بالإفراج الفوري غير المشروط عن الجندي الصهيوني الأسير، فيما أعرب عن قلقه لاستئناف "الجهمات الإسرائيلية" على غزة.
من جهة أخرى، أدان وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" بـ"أشد العبارات الممكنة" قتل المقاومة الفلسطينية لاثنين من جنود الاحتلال آخر، واصفًا الأمر بأنه "انتهاك شائن لوقف إطلاق النار الذي تم التفاوض بشأنه خلال الأيام القليلة الماضية، وللتأكيدات المقدمة للولايات المتحدة والأمم المتحدة"، داعيًا "حماس" أن تفرج عن الضابط المأسور.
وأكد "كيري" أنه "لا يتعين أن يؤدي الهجوم إلى المزيد من المعاناة أو فقدان الأرواح على الجانبين، وأن على المجتمع الدولي أن يركز على إنهاء هجمات حماس على إسرائيل"، حسب قوله.
وعلى الصعيد الميداني، قتل خمسة فلسطينيين، بينهم طفلان وامرأة، في قصف لقوات الاحتلال استهدف مناطق عدة في قطاع غزة، بحسب ما أفاد به المتحدث باسم وزارة الصحة بقطاع غزة.
وقال "أشرف القدرة"، متحدث وزارة الصحة الفلسطينية بغزة: "استشهد خمسة مواطنين في عدة غارات وقصف مدفعي عدواني، إذ استشهد طفل وامرأة في قصف مدفعي على بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع، واستشهد طفل في قصف بوسط القطاع، كما استشهد ثلاثة مواطنين من عائلة واحدة باستهداف سيارة في حي الزيتون، شرق مدينة غزة.
