أثار بيان وزارة الأوقاف الذي يتهم جماعة الإخوان المسلمين بأنها لا تختلف كثيرًا عن "داعش" ردود أفعال كثيرة.
حيث أصدرت وزارة الأوقاف الانقلاب بيانًا اعتبره المواطنين والخبراء عجيبا وخارج تماما عن سياق الأحداث التي تمر بها البلاد حاليا وخاصة ما يحدث في غزة وما يحدث على الحدود الليبية من حروب، تقول فيه أنها اكتشفت أن هناك روابط عديدة تربط بين تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق وسوريا" والمعروف باسم "داعش" وبين جماعة الإخوان المسلمين ، وقال البيان أن كلا الاثنين يمارس الحرب على الأوطان والتدمير والقتل بالوكالة لصالح أعداء الأمة المتربصين بها ، إضافة إلى وجود رابط آخر مهم حسب بيان وزارة الأوقاف أن كلاهما يدعو إلى جهاد النكاح أو نكاح الجهاد ، التعبير للبيان نفسه ، ودعا البيان إلى الالتفاف حول القوات المسلحة درع الوطن ، وهو إقحام آخر للقوات المسلحة في سياق غريب ، بدا وكأن أحدا طلب من الأوقاف ذلك أو أملاه عليها.
ومن جانبه قال جمال سلطان، الكاتب الصحفي: "حاولت أن أصل إلى أي معنى أو مناسبة أو مبرر لهذا البيان ففشلت ، والبيان يبدو من صيغته واضطرابه وعدم تناسقه بأنه مجرد شتيمة وسباب لجماعة الإخوان بطلب من جهة ما ، لأن "الجاهل" الذي كتب هذا البيان أو طلب نشره لا يعرف أن داعش تكفر الإخوان المسلمين كما تعتبر أن فترة حكمهم لمصر كانت غير شرعية ، وهو نفس رأي وزير الأوقاف بالمناسبة ، كما أن داعش في العراق تحارب الحزب الإسلامي الممثل للإخوان هناك وتعتبر أعضاءه مرتدين عن الإسلام ، فكيف استقام في وعي هذا الجاهل، أن داعش والإخوان نسخة واحدة مرتبطة ، أيضا حكاية جهاد النكاح وهي أكذوبة روجتها مخابرات بشار الأسد إعلاميا وثبت أنها خرافة ومحض سباب ولعبة مخابرات ، يكون من العار والفضيحة أن يرددها بيان الوزارة المسؤولة عن منابر المساجد والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وأنه إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ، وقولوا للناس حسنا".
وأضاف سلطان أن توظيف الدين ومؤسساته في هذا الصراع المتدني يمثل إهانة للدين بل جريمة في حقه، وينبغي أن لا يكون الدين ومؤسساته ومنابره مطية كل من أراد أن ينافق السلطة أو يتزلف إليها التماسا لعطائها أو بحثا عن "التثبيت" في كرسي مهتز، وقد لاحظت أن بعض كبار رجال الكنيسة المصرية أخذوا تصريحات وزير الأوقاف وغردوا بها على موقع "تويتر" .
وأكد سلطان أن ما يزيد من فداحة الأمر ويجعلنا أمام اصطياد طائفي لسقطات المؤسسة الدعوية الإسلامية الأكبر في مصر، كما أنه تورط للكنيسة في صراع سياسي له خلفيات دينية، والحقيقة أن هذا الذي حدث ويتكرر بدرجات متفاوتة يجعلنا نصر على الدعوة إلى فصل المؤسسات الدينية عن السلطة التنفيذية ، ومنحها استقلالا لا يقل عن استقلال السلطات القضائية أو التشريعية ، لأن دين الله ليس لهوا يلهوا به المستهترون نفاقا وتزلفا ، ولا هو مطية لأصحاب الأهواء والأغراض الدنيئة.
ومن جانبه قال الدكتور جمال عبد الستار أستاذ العلوم بالأزهر، إن تنظيم داعش هو من صنع القوات المسلحة وسلطات الانقلاب في مصر، مشيراً إلى أن البيان الذي أصدرته وزارة الأوقاف بشأن تشوية جماعة الإخوان المسلمين وإلصاق إتهامات باطلة لها بأنه كذب واضح وليس له أي أساس من الصحة.
وأضاف خلال لقاء له على قناة "الجزيرة مباشر مصر" قائلاً:" تنظيم داعش الحقيقي هو السلطة الحاكمة الآن التي تقوم بالاغتصاب والقتل والتدمير والتخريب".
وتعجب دكتور عبدالستار من الخوض في أعراض بنات الإخوان وبنات المسلمين مشيراً إلى أنه لا يجوز أن يتحدث وزير الأوقاف الانقلابي عن بنات الإخوان وإلصاق إتهامات جهاد النكاح بهن.
وتساءل عبدالستار مستنكراً: من منح وزير الأوقاف الانقلابي صفة للتحدث بإسم الاسلام؟ وكيف له أن يصف الإخوان المسلمين بأنهم سبب تدمير البلاد أو كداعش التي هي بالأساس تكفر الإخوان؟