قال خبراء عسكريون لبنانيون، اليوم الجمعة، أن الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية في غزة على الاحتلال الصهيوني "استراتيجية بالنسبة لمداها"، لكن أهميتها بتأثيرها "النفسي"، ونجاحها بأن يفقد جيش الاحتلال "قوة الردع" التي هي في صلب عقيدته.
وأشاروا إلى أن اجتياح القطاع سيكون "مكلف جدًا"، ولن يمكن الجيش الإسرائيلي من احتلال وسط مدينة غزة.
وقال مدير "مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري (انيغما)"، "رياض قهوجي"، إن تأثير هذه الصواريخ "محدود" لكنها تدخل في باب "حرب الأعصاب وشل الحركة الاقتصادية في المدن الصهيونية وتوتير الحياة اليومية".
وبحسب "الأناضول" اعتبر "قهوجي" أنه لكي تكون لهذه الصواريخ فاعلية عسكرية على الأرض يجب أن تعيق خطوط الإمداد العسكرية للجيش الإسرائيلي، أو أن تدمر مراكز ومواقع عسكرية واستراتيجية "وإلا ستبقى دون أي تأثير تكتيكي فعلي".
وأضاف أن: "الصواريخ البعيدة المدى التي أطلقت على مدينة "حيفا"، على بعد أكثر من 150 كم شمال قطاع غزة، أتت من إيران وسوريا عبر مصر".
فيما أشار إلى أن وضع "حماس" إذا نفذت هذه الصواريخ مع تدمير النظام المصري الانقلابي الجديد للأنفاق بين سيناء وغزة "سيكون غير واضح وغير محدد".
وقال قهوجي أن احتمال إقدام جيش الاحتلال على دخول "غزة" ستكون محدودة وأن احتلال القطاع سيكون مكلفًا على جميع الأصعدة لكافة الأطراف.
فيما قال العميد المتقاعد من الجيش اللبناني والخبير العسكري، "هشام جابر": "إن تأثير صواريخ المقاومة في غزة "إستراتيجي بالنسبة لمداها، بالرغم من عدم وجود آثار تدميرية كبيرة على أرض الواقع" كمااعتبر أن "تأثيرها نفسي أكثر من كونه عسكري وتدميري".
أضاف "جابر" أن هذه الصواريخ التي قد تكون بالمئات أو الآلاف "لا تشكل ردعًا حقيقيًا لإسرائيل" وتابع أنه "يجب على المقاومة في غزة أن تحتفظ باحتياطي استراتيجي من الصواريخ" كي لا تستنفد في حال طالت مدة المعركة الزمنية.
وأكد أنه بالغرم من وضع "حماس" الصعب ماديًا وسياسيًا بسبب علاقتها "السيئة" في الوقت الراهن مع إيران وسوريا ومصر "إلا أن المقاومة ستستمر ولن تسكت ولا خيار أمامها إلا هذا الخيار"
وأضاف أن الهدف الأهم للاحتلال حاليًا "هو تركيع حماس وإجبارها على توقيع إتفاقية هدنة وفقًا لشروط الاحتلال".
وأضاف "جابر" أن المعركة البرية "ليست سهلة ومكلفة جدا"، وأن جيش الاحتلال الصهيوني يمكنه أن يدخل إلى أطراف قطاع غزة فقط "أما دخوله إلى قلب مدينة غزة فصعب جدا ومكلف جدًا عليه وليس من مصلحته أبدا".
وقال "صقر أبو فخر"، الباحث الاستراتيجي في الشأن الفلسطيني، أن صواريخ المقاومة الفلسطينية "أثبتت أن جيش الاحتلال فقد أهم ركيزة في عقيدته وهي أن يمتلك دائما قدرة الردع".
وأشار إلى أن هذه الصواريخ "أظهرت أن الاحتلال لا يمتلك هذه القدرة حاليًا، بالرغم من ضعف فاعليتها التدميرية على الأرض وهذا بحد ذاته إنجاز".
وقال "أبو فخر" إن معركة غزة الحالية أثبتت أنه "لا حماية لأي موقع صهيوني على الإطلاق وأن تقنيات التصنيع المحلية لهذه الصواريخ تتطور لتصبح فيما بعد أكثر تدميرًا في العمق الإسرائيلي".
وأكد أنه لا خوف من نفاذ كمية الصواريخ التي تمتلكها المقاومة في غزة فـ"لدى المقاومة هناك، وفي الوقت الحالي وبالرغم من كل الحصار، قدرة كبيرة على تهريب الصواريخ والأسلحة إلى داخل القطاع".
وأضاف أن تكلفة الحرب على الاحتلال الصهيوني مرتفعة جدًا وإن تطورت الحرب أكثر فسيكون ثمنها على الاحتلال أكبر وأكبر.
وفي نفس السياق، قال العميد المتقاعد من الجيش اللبناني والخبير العسكري "إلياس حنا"، أنه "لا يمكن أن تكون الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين متكافئة عسكريًا"، و أن صواريخ المقاومة "ذات تأثير نفسي" أكبر من كونها تتمتع بقوة تدميرية على الأرض، مشيرًا إلى أن "كتائب القسام لا تمتلك التكنولوجيا والبنية التحتية لتصنيع الصواريخ البعيدة المدى، التي هُرّبَ العدد الأكبر منها الى داخل قطاع غزة منذ فترة"، مضيفًا أن المقاومة في "غزة" لديها صواريخ بعيدة المدى "لم تستخدمها بعد".