نشرت الصحف الغربية والدولية تقريرا بشأن انتخابات العسكر في مصر قالت فيه أنه بالرغم من زعم قائد الانقلاب عبدا لفتاح السيسي بأنه مرشح بناءا علي طلب الشعب، إلا أن الشعب لم ينزل لينتخبه وشهدت اللجان الانتخابية حالة من الفراغ والهدو،ء والتي وصفت بأنها أقل من المتوسط بل أن الإقبال كان ضعيفا بالرغم من الإلحاح الإعلامي على أهمية المشاركة.
فقد نشرت الأناضول للأنباء أنه بينما كانت كل التوقعات تشير إلى أن انتخابات العسكر ستشهد كثافة في المشاركة، لن تقل إن لم تزد عن نسبة من شاركوا في فعاليات 30 يونيو من العام الماضي كما زعم قائد الانقلاب ولكن جاء مشهد انتخابات الرئاسة ليكشف عن حقيقة أن مقولة "المصريون أبهروا العالم"، لم تعد دقيقة بالشكل الكاف، وأصبح من المنطقي استبدالها بـ "المصريون حيروا العالم" .
ودرجت وسائل إعلام محلية على استخدام عبارة "المصريون أبهروا العالم"، في وصفها لتجاوب المصريين مع الاستحقاقات الانتخابية، غير أن ما جاء في تناول الصحف الأجنبية لمشهد انتخابات العسكر، يشير إلى أنهم لم يبهروه، بقدر ما حيروه وأربكوه.
أما الصحف الغربية فقد لفتت أثناء تغطيتها لمشهد انتخابات العسكر الانتباه إلى أن المصريين الذين تجاوبوا مع دعوات وسائل الإعلام للمشاركة في مظاهرات 30 يونيو من العام الماضي، التي صنع مشهدها العسكر وانقلب على الرئيس الشرعي للبلاد محمد مرسي على إثرها، لم يتجاوبوا هذه المرة مع دعواتها في الاقبال على مراكز الاقتراع بكثافة لمنح صوتهم للرجل الذي انقلب على مرسي.
وقالت مجلة "جون أفريك" الفرنسية إن قطاعا من المصريين الذين تجاوبوا مع دعوات 30 يونيو ، قرروا مقاطعة انتخابات العسكر لشعورهم أن ممارسات ما بعد 30 يونيو في مجال الحريات والديمقراطية "غير مشجعة".
واعتبرت الصحيفة أن "هذا القطاع من المصريين أصبح أمام معادلة صعبة محيرة لو قاطع الانتخابات، فإن السيسي سيفوز بنسبة 95% وبالتالي سنعود لعهد النظام السابق، لكن إذا شارك وفاز السيسي بنسبة 65% من الأصوات، فإن السيسي سيردد دائمًا بأنه اختير رئيسا بطريقة ديمقراطية".
من جهتها، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إلى شكل آخر من أشكال الحيرة التي انتابت العالم بشأن الانتخابات الرئاسية، وهي المقارنة بين المشهد الانتخابي بعد ثورة يناير 2011، وبين المشهد في انتخابات الرئاسة في 2014.
وقالت الصحيفة في تقرير لها اليوم الأربعاء، إنه "بعد الثورة المصرية منذ ثلاث سنوات، تحول العديد من الناخبين الحريصين على الديمقراطية إلى التدافع أمام مراكز الاقتراع، وهو ما اضطر المسؤولين في كثير من الاستحقاقات الانتخابية، لمد التصويت ساعات، ولكن الحكومة الحالية واجهت أمس المشكلة المعاكسة".
وأوضحت الصحيفة أن "تمديد المسؤولين فترة التصويت لليوم الثالث، ليس بسبب الصفوف الطويلة، وإنما بسبب ظهور عدد قليل للغاية من الناس".
ويشكل موقف المرشح حمدين صباحي، مظهرا آخر من مظاهر الحيرة، التي توقفت أمامها الصحف الأجنبية في تعاطيها مع مشهد انتخابات العسكر.
وقالت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، عن صباحي قبل يوم من بدء التصويت: "بالرغم من إنه ليس لديه أمل حقيقي في الفوز، لكنه يؤمن بأهمية خوض سباق الرئاسة في مواجهة منافسه عبد الفتاح السيسي".
وأضافت الصحيفة أن "مشكلة صباحى أن كثيرا من المصريين الذين يتحدث عنهم، لا يريدون الدور الذى يتصوره، فكبار السن قد أصابهم التعب بعد ثلاث سنوات من الفوضى التي أثيرت قبل ثلاث سنوات، ويعتقد الشباب، أنه يخون الثورة بمشاركته فيما يرونه عملية وهمية بقشرة من الديمقراطية".
ووفي خضم تلك الأحداث بجد حملة صباحي أعلنت في بيان لها فجر اليوم، استمرار مرشحها في السباق، مع سحب كافة مندوبيها من مراكز الاقتراع الانتخابية، اعتراضا علي قرار اللجنة العليا للانتخابات بتمديد التصويت ليوم ثالث وأخير، لينتهي في التاسعة من مساء اليوم وليس مساء أمس كما كان مقررا، وعللت اللجنة قرارها بأن هدفه "التسهيل علي الناخبين للإدلاء بأصواتهم الانتخابية".
وتراوح الإقبال على مدار اليومين الماضيين، بين الضعيف والمتوسط، باستثناء زيادته في الساعة الأخيرة من اليوم الثاني، والساعات الأولى من اليوم الأول، بحسب ما رصدته بعض وكالات الأنباء، وهو ما حدا بعدد من المسؤولين الحكوميين والإعلاميين المؤيدين لإجراء الانتخابات، للعمل على حشد الناخبين للتصويت بوسائل مختلفة.
وحسبما نشرت الأناضول فإنه على مدار اليومين أيضا، بقى الإقبال التصويتي محصورا بصورة كبيرة في النساء وكبار السن، فيما انعدم مشاركة الشباب.
وتجرى الانتخابات، التي دعي إليها نحو 54 مليون ناخب، وسط إجراءات أمنية مشددة حيث تحولت مراكز الاقتراع إلى ما يشبه "الثكنة العسكرية"، وقد أحيطت بالحواجز الحديدية، كما تم وضع السواتر الرملية أمام أبواب المراكز، وانتشرت الدوريات الأمنية المشتركة بين الجيش والشرطة في محيطها.