شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

السيسي عواطف.. على كل شكل ولون

السيسي عواطف.. على كل شكل ولون
في عالم الغابات، تتطالعنا بعض الكائنات التي تتلون بحسب الظروف المحيطة بها؛ كالحرباء مثلا التي تتلون بحسب ما حولها من...

في عالم الغابات، تتطالعنا بعض الكائنات التي تتلون بحسب الظروف المحيطة بها؛ كالحرباء مثلا التي تتلون بحسب ما حولها من مستجدات وظروف وما تستشعره من خطر، فتارة نجدها بلون أخضر أو أصفر أو لون بني، بل ونجدها قد اتخذت ذات هيئة ما تقف عليه، كأن تكون كجذع شجرة أو ورق شجر.

أما في عالم السياسة، فهناك بعضا ممن يشتغل بها، قد يتلون في أحاديثه وأساليبه بحسب من يحدثه وبحسب المرقف الذي يتواجد به. فتارة يكون اشتراكي أصيل يدعو إلى الدفاع عن الملكية الاجتماعية للنظم الاقتصادية ، وتارة يكون ليبرالي متأصل يدعو إلى الحرية والمساواة بين الأفراد ، وأخرى يفاجأ من حوله بكونه شخص شديد التدين والخشوع متصوف يسيل دمعه مدرارا من فرط حبه لدينه وخدمته إياه، وغيرها كثير.

 

هذا هو الحال الذي يفاجأنا به السيسي كل أسبوع مع أحد الوفود التي يقابلها، فتارة مع وفد النوبة نجده وطني مخلص يملأ قلبه هم الوطن وخدمته ويقول لهم "أسعي لخدمة المصريين جميعاً.. وأدرس مشاكلكم عن قرب" .

وتارة في حواره مع الناصريين والاشتراكيين يمتدح فترة الستينات ويقول أن مصر كانت تتحرك بمستويات غير مسبوقة. بل ويزعم أنه "لولا حرب ٦٧ لكانت مصر في مصاف الدول المتقدمة" . رغم أن فترة الستينات وصفها العديد من المؤرخين والسياسين بأنها فترة سياسية ظالمة قائمة على القمع وتشويه الخصوم والتدليس الاعلامي الممارس على الشعب من قبيل "السر الكبير الذي أخفته القاهرة..صنع طائرة حربية مصرية تفوق سرعة الصوت مرتين" و "قواتنا تتوغل داخل إسرائيل" إبان نكسة ٦٧.

وتلون آخر خلال حديثه مع الطرق الصوفية أمس، بكى لله خشية وتضرعا وجلا من خوفه إياه وطالبا الأجر والفضل منه على ما قدمه للوطن ولشعبه طوال الفترة الماضية، قائلا أنه "يحمي الإسلام" !!

إنه يحمي الإسلام بحسب زعمه حينما قتل الآلاف في غضون بضع ساعات أثناء مجزرتي الفض، وقتله المئات أسبوعيا في التظاهرات الخارجة ضده، وحبسه لأكثر من ٢٣ألف مصري ما بين ١٢٣٢ طبيب و ٢٥٧٤ مهندس و ١٢٤أستاذ جامعي وعالم و ٥٣٤٢ طالب أزهري حافظ للقرآن، و ٣٨٧٩طالب، و٧٠٤ امرأة، و ٦٨٩طفل ،دونا عن آلاف المعتقلين من أصحاب المهن الحرفية. وذلك بحسب الاحصائيات التي نشرتها المنظمات الحقوقية.

كما أنه يحمي الإسلام بسحبه تراخيص ٥٥ألف إمام مسجد بحسب ما نشرتة المنظمة العربية لحقوق الإنسان. ويحميه بإغلاقه للمساجد وبإحراقها كمسجد رابعة العدوية، وإغلاق المساجد أيام الجمعة خشية خروج التظاهرات المعارضة له منها بعد الصلاة.

والتساؤل المثار الآن ما الون الذي سيكون عليه أمام المواطن البسيط ورجل الشارع؟

 

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023