حرية الصحافة لا تقدر بثمن رغم المخاطر التي تواجهها المهنة يوما بعد يوم، وما يتعرض له الصحفيون من مضايقات في سبيل المساهمة في ضمان الشفافية، بالفعل هناك تحديات ضخمة تواجه العمل الصحفي في مصر سواء من القمع الأمني من الدولة نفسها ضد أبنائها الصحفيين أو اعتقالهم أو قتلهم وذلك لتكميم أفواههم لعدم عرض الحقيقة أمام العالم.
واعتبر حقوقيون أن الصحفيين في مصر قد تحولوا إما إلى قتلى سفكت دماؤهم في الشوارع وجرى استهدافهم بشكل مباشر ومتعمد، أو معتقلون يقبعون في ظلمات السجون، أو أولئك الذين تم تكميمهم أو كمموا أفواههم طواعية خوفا من مصير زملائهم.
قالت منظمة «فريدوم هاوس» الأمريكية، إن العام الجاري هو الأسوأ خلال العقد الأخير بالنسبة لحرية الصحافة، خاصة في مصر وأوكرانيا فيما يتعلق بمسائل الأمن القومي.
وأضافت المنظمة، في تقريرها السنوي، أن 14% فقط من سكان العالم يتمتعون بصحافة حرة، وأن 44% من سكان العالم يعيشون في مناطق لا تتمتع فيها الصحافة بالحرية، بينما يعيش 42% في مناطق حرية الإعلام فيها مجتزأة.
وأظهر الترتيب العالمي لحرية الصحافة لعام 2014، الصادر عن منظمة «مراسلون بلا حدود»، تدهورًا كبيرًا بأوضاع الصحافة في بلدان مختلفة منها مصر والولايات المتحدة، موضحا أن مصر تحتل المرتبة 159 دون تغيير من بين 180 دولة.
حملة تضامن
وتزامنا مع ذكرى حرية الصحافة تطلق شبكة الجزيرة الإعلامية اليوم حملة تضامن عالمية مع مراسليها المعتقلين في سجون مصر.
وتتضمن الحملة -ووسمها على صفحات التواصل الاجتماعي (FreeAJStaff)- بثّ "بروموهات" (فقرات ترويجية) تذكّر بمعاناة الصحفيين المعتقلين، وتدعمها 17 منظمة دولية متخصصة في مجال حماية الصحفيين وحرية الصحافة.
كما تتضمن الحملة وقفة بالدوحة يشارك فيها صحفيون ومهتمون بحرية الصحافة، وتنظمها إدارة الحريات بالشبكة ومركز الدوحة لحرية الإعلام، وتشارك فيها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) ومركز الأمم المتحدة للتدريب والتوثيق في مجال حقوق الإنسان. الصحافة تحتضر
وقال المرصد المصري للحقوق والحريات في ذكرى الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة إن حرية الاعلام والصحافة في مصر تحتضر والصحفيين إما قتلى او معتقلون 113 انتهاكا بحق الصحفيين بعد 10 أشهر في ظل النظام العسكري وإفلات متعمد من العقاب لمرتكبي الجرائم بحق الصحفيين. و52 اعتداء بدنياً، 8 قتلى، 36 معتقلا، وتلفيق تهم جنائية ومحاكمات عسكرية للصحفيين بخلاف غلق 8 قنوات فضائية من القنوات المستقلة والمعبرة عن نبض الشارع المصري.
وأكد المرصد أن أغلب التهم الموجهة لأغلب الصحفيين الذين تم اعتقالهم وتعذيبهم لانتمائهم لوسائل إعلام رافضة للانقلاب العسكري تهم ملفقة ولا أساس ولا دليل على صحتها، إلا ان الرغبة في كسر إرادة الصحفيين ودفعهم للعزوف عن القيام بدورهم المهني والأخلاقي في نقل حقيقة الانتهاكات التي تحدث للمواطن المصري، وهو ما يدفع السلطات الحالية لاستمرار حبس هؤلاء الصحفيين.
وضرب المرصد العديد من الأمثلة التي تبين وحشية السلطات الحالية وإهدارها لكل القيم والمعايير والقوانين الخاصة بحرية الصحافة والإعلام، فقد تم اختطاف الإعلامي حسن خضري مراسل قناة مصر 25 المغلقة وأحرار 25 من أمام جامعة الزقازيق، واقتياده إلى مبنى الأمن الوطني بالمدينة لموقفه الرافض للانقلاب العسكري الدموي.
وتم إحالة محمد بدر مصور قناة الجزيرة مباشر مصر إلى محكمة الجنايات بتهم جنائية غير صحيحة ولا منطقية.
كما تم إحالة العاملين بموقع "الإسلام اليوم" محمود محمد عبد اللطيف محرر صحفي، يعمل بجريدة الخليج، ووائل علي فني صور، وعبد اللطيف سيد مراجع لغوي، إلى محكمة الجيزة الكلية وذلك بعد غلقه من قبل قوات الأمن هذا بخلاف اختطاف الصحفي كريم مصطفي من قبل قوات الأمن، إثناء متابعته لفعاليات الثورة الشعبية في محافظة الإسكندرية، واحتجاز الإعلامي أحمد لاشين مراسل قناة أحرار 25 بعد اختطافه من منزله في محافظة البحر الأحمر.
واحتجاز قوات الأمن للإعلامية أماني كمال المذيعة المستقيلة من راديو مصر عضو حركة إعلاميون ضد الانقلاب بعد توقيفها في كمين بالجيزة وتفتيش سيارتها التي وجدوا بها بوسترات للرئيس محمد مرسى وإشارة رابعة.
وطالب المرصد بالإفراج عن الصحفيين المعتقلين قائمة بأسماء المعتقلين ومنهم على سبيل المثال، أحمد عز الدين – صحفي ومحلل سياسي، ابراهيم الدراوي صحفي ومحلل سياسي، أحمد سبيع اعلامي ومحلل سياسي، هاني صلاح الدين – صحفي ومقدم برامج، خالد حمزة – إعلامي حقوقي وكاتب سياسي، حسن خضري صحفي ومراسل تلفزيوني، عبد الله الشامي – مراسل تلفزيوني، عمرو سلامة القزاز، سماح إبراهيم صحفية "حكم حبس بسنة".
