طوابير طويلة من السيارات التي تصطف في الشوارع وأمام محطات الوقود، تنبعث منها أبخرة تزيد الجو حرارة وتزيد المواطنين توترا وغضبا، بينما تحتدم المشادات الكلامية وربما المشاجرات في سيارات نقل الركاب بعدما قرر السائقون رفع الأجرة دون رضا من المواطنين والركاب.. إنه المشهد اليومي في العديد من شوارع مدن ومراكز محافظة الشرقية.
ويوماً بعد يوم تشهد مدينة الزقازيق خاصة -لكونها عاصمة المحافظة -تفاقماً كبيراً في أزمات المرور وتوابعها، حيث إن هذه المشكلة تشغل حيزاً كبيراً الآن من نقاشات المواطنين ركاباً كانوا أم سائقين لما تشكله لهم من عائق يومي أثناء مزاولة أعمالهم.
وتعاني المدينة من عدة أزمات بداية من مشكلة التكدس المروري والازدحام وحتى مشكلة البنزين، حيث تشهد مدينة الزقازيق تكدساً مرورياً في أغلب أوقات اليوم خاصة في بعض الشوارع والمناطق الحيوية مثل كوبري الزراعة ومنطقة الجامعة والمرور ومنطقة المحافظة وغيرها.
وتزداد نسبة التكدس المروري يومي الأحد والخميس بشكل كبير وخاصةً في أوقات الصباح والفترة المسائية حيث يعود ويرجع المواطنون من أشغالهم سواء كانوا طلاباً أم عاملين.
وتزامناً مع هذا الازدحام المروري اليومي تتم في شوارع المدينة الرئيسية الآن أعمال صيانة وحفر وترميم للشوارع والذي قد يكون هذا أحد أسباب الازدحام في غياب التنظيم والإرشاد من قبل رجال المرور أو الشرطة.
كما يتم إغلاق بعض الجسور العلوية كـ"كوبري الزراعة" و"الساغة" في وقت متأخر من الليل من قبل شرطة المرور مما يسبب أيضاً ازدحاماً وتذمراً من قبل السائقين
حرارة الجو وأبخرة السيارات وغلاء الأجرة والأسعار ترفع بدورها حرارة المشاجرات بين السائقين ورجال المرور سواء بسبب المخالفات أو أعمال سرقة أو شغب أو مشاجرة فقط لتنفيث الغضب.
ويستغل معظم سائقي "الميكروباصات" الظروف التي تمر بها البلاد سواءً كانت اقتصادية أو سياسية في رفع الأجرة للضعف حيث أصبحت أجرة الزراعة جنيهاً بدلاً من نصف جنيه وكذلك الجامعة وفي أحد المراكز "أبو حماد" ازدادت لتصبح جنيهين ونصف بدلاً من جنيه ونصف، وفي الغالب لا يخبر السائق الركاب بزيادة الأجرة إلا بعد أن يكتمل تحميل السرفيس ويمضي في طريقه مما يسبب تذمر الركاب وحدوث المشاجرات بينهم.
وفي ردٍ على أحد الركاب المتذمرين يقول الاسطى محمد (سائق ميكروباص): "هنعمل ايه يعني البنزين غلي والدنيا كلها غليت وعايز أخلص شقتي".
ولكن هل يعتبر هذا مبرراً أو عذراً له ليحمل الركاب ذنب الغلاء؟.. لا يعتقد الركاب ذلك.. ولم يسلم المواطنون كذلك من زيادة أجرة التاكسيات أيضاً، فحالة الضيق امتدت لتشمل سائقي التاكسي حيث علق أحدهم غاضباً "والله الواحد قرف، أنا كرهت السواقة دي خالص"..
وفي سؤال للمواطنين عن أسباب هذه الأزمات المرورية قالت إحدى المواطنات " البلد كلها بقت مشاكل والشرطة مش فاضية تحل أي حاجة في البلد فاضيين يفضوا المظاهرات مش فاضيينلنا"
مع غيابٍ تام لدور رجال المرور الهام وفساد المؤسسات وغياب الثقافة بين المواطنين وعدم الانضباط وعدم احترام تعليمات المرور، بالتأكيد لن نجد إلا الاستغلال من قبل البعض للبعض الآخر وسوف يستمر التذمر وتستمر الشكوى، ولكن أين الحكومة ودورها في إيجاد الحلول؟!