من جديد، وفي القرن الحادي والعشرين، عادت لمبات الجاز لتتصدر المشهد كوسيلة أساسية يلجأ إليها الطلاب في محافظة أسيوط بصعيد مصر لتمدهم بالضوء اللازم للمذاكرة، معيدين بذلك أمثلة العلماء الذين نشأوا على ضوء لمبات الجاز في أوائل القرن الماضي، وذلك بعد أن أصبح انقطاع التيار الكهربي مألوفا وعادة متكررة لساعات طويلة مع قرب امتحانات آخر العام.
وتنامت في المحافظة الصعيدية مشاعر الغضب وتعالت الصيحات "حر، وظلام، وخراب ديار"، وكان لسان حال المواطنين فى المحافظة وقراها، بعد أن تحولت أزمة إنقطاع التيار الكهربائى إلى أزمة مستعصية الحل، وتخطى الأمر مجرد الظلام والحر إلى تلف الأجهزة الكهربائية بسبب الارتفاع المفاجئ للتيار الكهربائي عند عودته.
ويعانى الطلاب على وجه الخصوص من انقطاع الكهرباء؛ حيث لا يستطيعون استذكار دروسهم فترة انقطاع التيار التي تخطت الـ6 الساعات، مع اقتراب موعد الامتحانات، الأمر الذي اضطر الطلاب إلى المذاكرة على ضوء الشموع ولمبات الغاز التي أقبل المواطنين على شرائها في الفترة الآخيرة كبديل سريع للإضاءة.
هذا بالإضافه الى الخسائر المادية التي يتعرض لها التجار، ارتفاع أسعار الشموع التي أصبحت عبئا إضافياً يقع على كاهل الفقراء.
وقد عبر أحد الطلاب بأسيوط عن غضبه الشديد قائلا: "كيف أذاكر في هذا الظلام وكيف أجيد التركيز على ضوء شمعة!؟" من سينفعني ويفيدني إذا رسبت، وانقطاع الكهرباء يتحول من السيئ إلى الأسوء.
فيما قال أحد التجار بقرية منقباد إن انقطاع التيار يتسبب له فى خسائر مادية كبيرة حيث تفسد الأطعمة والبضائع الموجودة بالثلاجات، الأمر الذي اضطره إلى شراء مولدات كهربة وهي مكلفة جداً بالنسبة له.
وأضاف أحد المواطنين الذين يعانون من مشاكل الفقر بأسيوط، الحكومة تكتفي بالصراعات السياسية ولا تهتم بمواطنين الدولة، الأسعار ارتفعت جداً حتى أسعار الشموع، وعند انقطاع الكهرباء لمدة طويلة يفسد الطعام بالثلاجة "ذنبنا إيه في كل ده والحكومة عايشة في جنة".