ينظم فريق IEEE (آي تريبل إي) "معهد الهندسة الكهربية والإلكترونية" يوما للإبداع والابتكار بكلية الهندسة بجامعة المنيا للسنة الثالثة على التوالى على مدار يومين حيث تتنافس مشروعات صممها طلاب بالجامعة وطلاب بالمرحلة الثانوية فى مسابقة تبشر بعقول مبدعة تعيش فى صعيد مصر حيث الإهمال والتجاهل لكل ما هو واعد ومبشر
المشاركون صمموا مشروعات تعتمد على أفكار إبداعية توجد حلولا عملية لمشكلات يعانى المجتمع المصري الأمرين منها فى ظل نظام جاء عن طريق انقلاب عسكرى على السلطة المنتخبة وحكومة تفشل فى حل أبسط مشكلات مواطنيها .
هؤلاء الطلاب صغيرو السن مبدعوا الفكر أوجدوا حلولا بسيطة وعملية تعتمد على تقنيات حديثة لمشكلات تلمس واقع المجتمع المصري بوضوح مثل مشكلات الوقود والكهرباء وموارد الطاقة المحدودة والزحام المروري ومشروعات لتوليد الوقود الحيوي وتوليد الطاقة الكهربية عن طريق المطبات الصناعية على الطرق وعن طريق خلايا شمسية دوارة توجه نفسها نحو أشعة الشمس طوال اليوم وعن طريق طاقة الرياح ووسائل أخرى وامتدت أيضا لحلول ترفيهية كمشروع المنزل الذكي الذي يتحكم فيه صاحبه عن طريق تطبيق على الهاتف الجوال ومن أى مكان فى العالم ومشروعات للآليين الذين يمكن استخدامهم فى المطابخ والمطاعم والمصانع على حد سواء
عبد الله عاصم الطالب بالصف الثالث الثانوي بمدرسة دار حراء الإسلامية بأسيوط – والتى جمدت سلطة الانقلاب أموالها بحجة أنها تدعم الإرهاب – هو أحد المشاركين فى يوم الابتكار صمم نظاما إلكترونيا يسمح للمعاقين بشلل رباعي باستخدام الكمبيوتر وأجهزة أخرى عن طريق نظارة تتبع حركة بؤبؤ العين وتترجمها لحركة تشبه حركة فأرة الكمبيوتر ليستخدم المعاق الكمبيوتر بشكل طبيعي .. هذا المشروع الذي اختير ليمثل مصر فى معرض العلوم الدولى بلوس أنجلوس بكاليفورنيا فى الولايات المتحدة الأمريكية فى منافسة مع ستين دولة أخرى
ويواجه الطلاب مشكلات مع الروتين الذي يعرقل مجهوداتهم فى الحصول على قطع تكنولوجية من خارج البلاد لا تسمح السلطات بدخولها كقطع خاصة بشبكات الـ GSM والاتصال بالأقمار الصناعية مما اضطر بعضهم لتقليص فكرته ومشروعه لتناسب ما يستطيع الحصول عليه من القطع والمكونات
يوم الابتكار بهندسة المنيا يثبت أن عقولا مفكرة ومبدعة فى طريقها للبزوغ فى جيل شباب هذه الأمة .. عقول تعرف جيدا مشكلات مجتمعها الملحة وتفكر في حلول ناجعة لها ، وتوقد الشموع بدلا من أن تلعن الظلام .. لكن هل تجد هذه العقول حاضنا يشجعها ويدعمها ويتبناها فى ظل نظام سياسي غير مستقر واقتصاد فى طريقه للانهيار؟
