أعلن قائد الانقلاب إستقالته من الجيش و عزمه الترشح للإنتخابات الرئاسية و ظل طوال 9 أشهر يسعى لتأمين نفسه خشية الانقلاب عليه ،سواء من داخل المؤسسة العسكرية أو عندما يصبح رئيسا للبلاد فخشى أن يلقى مصير سلفه و بنفس الأدوات التى إستخدمها فكان لابد عليه أن يؤمن نفسه ، فاتخذ ثلاث إجراءات تأكد من خلالها أنه على إستعداد لكسر أي محاولة للانقلاب عليه فى الفترة المقبلة و موافقته على الترشح للرئاسة وتتمثل هذة الاجراءات فى :
1- إحداث حركة تنقلات داخل المجلس العسكرى و كان أبرزها نقل اللواء أحمد وصفى من قيادة الجيش الثانى الميدانى إلى هيئة التدريب ،و قد أشيع عقب 3/7/2013 أن وصفى لم يحضر الإجتماع الذى أتفق فيه على الانقلاب علي الرئيس المختطف محمد مرسي ، وأنه كان معارضا لذلك ، ويعد نقل وصفى إلى هيئة التدريب تأكيدا على أن السيسي خشى على نفسه من وصفى ومن قيادته للجيش الثانى الميدانى .
2- قبيل إعلان إستقالته بسويعات أعلن السيسى عن تشكيل قوات التدخل السريع لمواجهة أخطاء الداخل والخارج ، وبالتالى أصبح للسيسى قوات حرس إنقلابى لحمايته من أي انقلاب عليه عندما يصبح رئيسا للبلاد ،و خاصة أن صلاحيات وزير الدفاع التى وضعت فى دستور الانقلابيين واسعة ، وكفيلة بأن يحدث إنقلاب على أي رئيس منتخب .
3- تعيين صدقى صالح وزيرا للدفاع ،و تعيين محمود حجازي رئيسا للأركان ، بالرغم أن كل المؤشرات والتكهنات كانت تشير إلى تولى عبدالمنعم رئاسة الاركان .
ويأتى تعيين حجازى لهذا المنصب الأقوى فى المجلس العسكرى فى صالح السيسى ،خاصة أن حجازي هو الذى رشحه السيسي لكى يخلفه فى إدارة المخابرات الحربية ،و نجح حجازى فى تنفيذ المخطط الذى وضعه السيسى لإسقاط أول رئيس مدنى منتخب ، وبالتالى تمكن السيسى من الإستحواذ على أقوى منصب فى القوات المسلحة من خلال ذراعه الأيمن والرجل الأول محمود حجازى .
ويتضح من هذة الإجراءات أن السيسى ستظل له اليد العليا فى القوات المسلحة ، وسيكون على علم بكل صغيرة و كبيرة فيها ،وبالتالى آمن الانقلاب عليه إذا حقق حلمه و هو أن يكون رئيسا للبلاد .