اتفق سياسيون مصريون على أن الانقلاب العسكري المصري وإن طال أمده فهو إلى زوال، بينما اختلفت تقديراتهم حول المدى الزمني الذي يمكن للانقلاب أن يصمد خلاله، أو العوامل التي يجب اتخاذها تباعا لتسريع فترة سقوطه.
في البداية، أكد الباحث والمحلل السياسي المعروف رفيق حبيب، في دراسة له، أن عدم سقوط الانقلاب العسكري في الأسابيع والشهور الأولى، لا يعني أنه قادر على البقاء والاستمرار، بل تعني أنه توفرت له الظروف التي تحميه من السقوط السريع، ولكن سلطة الانقلاب، لا تملك العوامل التي تمكنها من فرض سلطتها بشكل نهائي.
وأضاف أن الحراك الثوري استطاع تحقيق أسباب القوة في مواجهة سلطة قمعية أمنية، مما مكنه من تأسيس عوامل النجاح والانتصار على سلطة الانقلاب، فقد استطاع الحراك الثوري، وضع أسس بناء قاعدة ثورية غير قابلة للإجهاض.
ورأى حبيب أنه استمرار الحراك الثوري، رغم آلة القمع الأمني الشرسة، توفر للحراك الثوري، القوة الشعبية والإرادة الحرة، القادرة على إجهاض الانقلاب. فقدرة الحراك الثوري على الاستمرار بدون توقف، وتنويع أدوات الحراك، مثلت قوة حقيقية في وجه الانقلاب.
واعتبر أن قدرة الحراك الثوري على التصعيد الثوري، بعد كل موجة من موجات القمع الأمني، جعلت الحراك ليس فقط مستمرا، بل وقادرا على الحفاظ على قدرته على التصعيد. وأصبح قرار تصعيد الحراك الثوري، والاستمرار فيه، هو قرار الميدان الثائر، ولا تستطيع سلطة الانقلاب التحكم فيه.
ويؤكد الناشط القبطي، على إبطال الحراك الثوري لأدوات القمع، بعد أن أصبحت غير مؤثرة على وتيرة الحراك الثوري، ولا على قدرته على الاستمرار، ولا على قدرته على التصعيد. فأصبحت أدوات القمع الأمني، ليس لها القدرة على التحكم في الحراك الثوري، وليس لها القدرة على إجهاضه.
ويختتم حبيب الدراسة قائلًا أنه رغم توافر عوامل القوة لدى سلطة الانقلاب، متمثلة في أدوات القمع، إلا أن الحراك الثوري ، استطاع تحقيق نقطة التعادل في القوة. فموجة التصعيد الثوري بين 27 ديسمبر 2013 و 7 فبراير 2014 أكدت أن الحراك الثوري، أصبح يمتلك القدرة على فرض الحالة الثورية على المشهد السياسي، مما أوصله لتعادل القوة مع سلطة الانقلاب.
من جانبها، تقول الإعلامية دينا زكريا، أن الانقلاب قد يسقط في هذا الشهر أو بعد سنوات، ولكن الأمر ليس في وقت سقوط الانقلاب، إنما في فهم المصريين عن خطورة الانقلاب.
وتضيف زكريا، في تصريحات خاصة لـ"رصد" أن سقوط الانقلاب يكون بعد استنفاد الأسباب مع بعض الابتكارات مع التمسك بالسلمية الإيجابية لآخر نفس.. موضحةً أن الأمر في وحدة كل المصريين الأحرار ضد الظلم و نبذ الخلافات.
وتوضح زكريا، أن الأمر سيحدث بعد كل هذا بدون سابق إنذار، وهو في النهاية مرتبط بالأمل المستمر في تحقيق الهدف دون كلل أو ملل أو يأس، اليقين في إسقاط الانقلاب مع كل ما سبق سوف يؤدي لسقوطه.
وفي ذات السياق، يؤكد الناشط السياسي والحقوقي البارز هيثم أبو خليل، أن مصر بدأت تستيقظ، خاصة بعد استقالة عبد الفتاح السيسي "السفاح"، ورغبته بكل بجاحة في أن يكون رئيسًا.. لن أفعل مثل ما يفعل البعض وأقول "الانقلاب يترنح"، وخلاص باقي كام يوم.. لا، الانقلاب أمامه 5 سنوات لكي يسقط، ويجب أن نضع خططنا على المدى الزمني الطويل.
إذا أكرمنا الله، وسقط بعد أسبوع فهذا من فضل الله.. لكن التخطيط الاستراتيجي يُحقق نجاحات ويُغيِّر في بلد ظلت تُحكم بالظلم والفساد 60 عامًا، فالأمر ليس بالهين.
وعلى صعيدٍ متصل، أكد المستشار وليد شرابي، المتحدث باسم قضاة من أجل مصر، أن "الانقلاب" لم يتبق له شيء حتى يسقط سوى بضعة دراهم وريالات ودنانير تتدفق من الدول الخليجية الداعمة له، وعبر صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك", قال شرابي: "إذا توقفت هذه الأموال, ستتوقف آخر آلة ما زالت تعمل في هذا النظام الانقلابي, وهى آلة القتل, التي تدور في مصر بأموال الخليج".
وتابع شرابي، أن النتائج التي حققها الثوار منذ وقوع "الانقلاب" أكثر من أن يتم حصرها, حيث حولوا "خارطة الطريق" إلى "متاهة الطريق", ونزعوا الشرعية الدولية عن هذا "الانقلاب", كما كشفوا "هشاشة العسكر", الذين لا يملكون من مقومات الدولة سوى بندقية لقتل معارضيهم، وفضحوا أيضا حكام بعض دول الخليج وموقفهم الرافض لتطور الشعوب العربية.
من جانبه، يرى الكاتب الصحفي د.أيمن صبري، في تصريحات صحفية، أن الانقلاب لن يسقط إلا باستمرار الاحتجاجات السلمية، مما سيهيئ لجموع الشعب الظروف الملائمة لابتكار إبداعاته الثورية الغير معروفة والغير متوقعة.. فالاحتجاجات السلمية المنظمة لن تسقط النظام.. ولكن انحياز الجماهير الشعبية للثورة سيكون هو العامل الحاسم.. ولن يمنح الله الحرية والكرامة إلا للشعوب التي تستحقها.. "كما تكونوا يولى عليكم".