لم تفرق رصاصات الغدر ما بين مؤيد أو معارض أو ناقل للأحداث.. كانت آخرها هذه الرصاصات من نصيب الصحفية ميادة أشرف.. أثناء تغطيتها إحدى التظاهرات المناهضة للانقلاب بمنطقة عين شمس.
الاتهامات تتسارع إلى الإخوان المسلمين من جانب الانقلاب، بعد لحظاتٍ من إعلان النبأ، وهو نفس ما يحدث على الجانب الآخر من المناهضين، دون التأكد من الخبر، ولكن تحركنا القناعات العاطفية قبل العقلية.
اتهامات للداخلية
يقول الناشط السياسي والحقوقي هيثم أبو خليل: "بين الحسيني أبوضيف وميادة أشرف.. مات العشرات من الصحفيين، لكن هل تتحول التجارة واستغلال الأحداث إلى تحرك قوي ضد القاتل الحقيقي؟".
ويضيف "أبو خليل"، في تدوينة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "هدية الانقلابيين للصحفيين في 10 أيام فقط حبس صحفية بجريدة الحرية والعدالة سنة ظلمًا، وقتل صحفية الدستور بدم بارد".
ويؤكد "الناشط السياسي" أن إعلام العار من فضائيات وصحف ومواقع يريدون أن "يُلبسوا" قتل الصحفية ميادة أشرف للإخوان بأي طريقة ؛لأن قول الحقيقة بقتل الداخلية لها سيخرسهم ويضعهم مع السيسي في هشتاج "#انتخبوا_…"، على حد وصفه.
فيما قال أحد نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "الإخوان نزلوا المظاهرة بالسلاح.. وسابوا الظباط والعساكر اللي بينفخوهم.. وضربوا المراسلة اللي ميعرفوش هي تبع مين!".
وعن التشابه بين مقتل الحسيني أبوضيف وميادة أشرف، قالت الإعلامية دينا زكريا في تصريحات خاصة لـ"رصد"، أن التشابه الواضح بين الاثنين في أنهم كانوا معارضين للإخوان، ويقدر الله أن يتواجد الاثنين في فعاليتين يقوم فيها أنصار الرئيس مرسي بالدفاع عن حقهم ورأيهم، فيكون مصير الصحفيين الموت برصاص أعداء أنصار الرئيس، و في نهاية المشهدين اختلاف واحد، أن الحسيني تمت المتاجرة بقضيته أما ميادة فموتها كان سببًا لكشف الحقيقة.
الداخلية تتهم الإخوان
فيما زعم المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبد اللطيف، في تصريحات تلفزيونية، أن الصحفية «ميادة» تم احتجازها مرتين من قبل جماعة الإخوان المسلمين، وأنه تم الإفراج عنها بتدخل أمني، على حد قوله.
وأشار إلى أن قناة «الجزيرة» قامت بالمتاجرة بدم الشهيدة «ميادة»، مُحذرًا الجميع من المتاجرة بدماء المصريين الأبرياء.
وأكد أن مقتل «ميادة» كان بنفس أساليب مقتل الصحفي الحسيني أبوضيف، زاعمًا أنها كانت مستهدفة من جماعة الإخوان المسلمين.
صديقة ميادة
وعلى الصعيد الآخر، تروي صديقة ميادة، تفاصيل استشهادها وتقول في تصريحات إعلامية، أن ميادة كانت تجري معها عندما بدأ إطلاق النار، وكان أنصار الرئيس مرسي، يجرون أمامهما، والداخلية تضرب من الخلف، مؤكدةً أن الطلقة التي أصابت ميادة من الخلف، ولكنها لم ترَ القاتل بعينيها.
رسالة من ميادة
فيما تداول النشطاء، صورة من رسالة ميادة عبر رسائل الفيس بوك إلى إحدى صديقتها، تحدثها أنها ضد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بعد فض اعتصام رابعة، ولكنها في نفس الوقت ضد الإخوان، واصفةً نفسها بـ"الطابور الخامس".