لاشك أن أزمة الكهرباء فى مصر من الأزمات الطاحنة والمؤثرة على المواطن بشكل مباشر ، بالاضافة إلى التأثير على الانتاج فى المصانع ، ومشكلاتها المتكررة فى المستشفيات والمنشئات الحيوية الأخرى.
المؤامرة وزيادة الأزمة فى عهد الرئيس مرسى :
تعتبر أزمة انقطاع الكهرباء فى مصر من أهم الأسباب التى مهدت للانقلاب على الرئيس محمد مرسى ؛ حيث زادت عدد ساعات الانقطاع بعد أن تكرر بشكل يومى خلال الأشهر الأخيرة من حكم الرئيس مرسى.
ونشرت حركة "مهندسون ضد الإنقلاب" مستندات سرية تابعة لوزارة الكهرباء إبان حكم الرئيس مرسي تشير إلى تورط مسؤولين كبار بوزارة الكهرباء في قيادة مؤامرة ضد الرئيس عن طريق تعطيل بعض المولدات وإتلافها لتكرار قطع الكهرباء بطريقة لا يحتملها المواطن المصري.
استمرار الأزمة وزيادتها بعد الانقلاب :
وبعد الانقلاب على الرئيس – فى الثالث من يوليو الماضى – انفرجت الأزمة قليلًا ، وبدا وكأن الأمور قد عادت إلى نصابها، ولكن سرعان ما عادت الأزمة من جديد بعد مرور أشهر قليلة من عمر الانقلاب وبشكل أكبر مما كانت عليه فى فترة الرئيس مرسى ، وتتكرر انقطاع الكهرباء يوميًا وبمعدلات كبيرة وعادت من جديد أزمات الوقود والكهرباء فى مصر.
ولم يستطع الانقلاب حل مشكلة الكهرباء أو تحسنها ولو بشكل بسيط ؛ حيث فشل فى حلها ولم يستطع انقاذ المنشئات الحيوية مثل "مطار القاهرة" من انقطاع الكهرباء به ، وهذا ما لم يحدث فى وقت تولى الرئيس محمد مرسى .
تلاعب " الاعلام المصر " بأزمة انقطاع الكهرباء :
ويذكر أن "أزمة انقطاع الكهرباء" أحد العوامل الرئيسية التى لعب بها الإعلام المصرى لخروج احتجاجات 30 يونية والمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة.
وتم ترويج العديد من الاشاعات فى ذلك الوقت ؛ حيث ذكر أن الرئيس مرسى يسمح بتصدير الوقود لقطاع غزة على الرغم من الأزمة الطاحنة الموجودة فى مصر ، والظلام الذى تعيشه بسبب نقص الوقود ، وغير ذلك ..
ولم نسمع صوت الاعلاميين الصاخب وتعليقهم على وصول المشكلة إلى المناطق الحيوية بالبلاد ، ولزم الكثير منهم الصمت ، وتحدث الآخرين عن المبررات وتحميل نظام الرئيس مرسى المسؤلية.
الكهرباء تتأثر سلبا بنقص الوقود :
ومن المعلوم أن الكهرباء تتأثر سلبا بنقص الوقود ، والذى تعمل به الكثير من محطات توليد الكهرباء فى مصر ، ويؤكد المتخصصون إن أزمة الطاقة فى مصر لا يمكن حلها ولو بصورة مؤقتة إلا برفع الدعم جزئيًا عن الطاقة، وهو القرار الذى قد يضاعف من الاحتجاجات الشعبية ضد نقص الوقود المستخدم يوميًا وخاصة فى ظل رغبة السيسى للترشح للرئاسة الأمر الذى يجعل دعم الإمارات والسعودية والكويت لترشح المشير مستمر بضخ كميات كبيرة من الغاز والمازوت لمواجهة العجز الذى تعانيه مصر من الطاقة فى الفترة الحالية.
نقص انتاج الغاز .. يزيد الأزمة :
وتأتى أزمة الكهرباء الحالية على خلفية ما تواجهه وزارة البترول خلال الفترة الحالية من نقص فى إنتاج الغاز، وذلك لتأخر عمليات تنمية حقول الغاز فمن بين حوالى 5.3 مليار قدم مكعب من الغاز يوميًا، يتم استخدام نحو 400 مليون قدم مكعب يوميًا داخل الحقول لتشغيل معدات الاستخراج نفسها، بالإضافة إلى تصدير الشركات الأجنبية لنحو 180 مليون قدم ، ومن ثم يتبقى 4.7 مليار قدم يتم توجيهها للسوق المحلية، تستحوذ محطات توليد الكهرباء على 70% من إجمالى كميات الغاز الموجهة إلى السوق المحلية.
ويبلغ إجمالى الكهرباء المتاحة للشبكة يوميًا – بحسب تقرير القابضة للكهرباء – 20.100 ألف ميجا وات تقريبًا، بينما يبلغ الاستهلاك فى الذروة 22.500 ألف ميجا وات ، مما يسبب عجز قدره 2400 ميجا وات.
نموذج إنارة وزارة الكهرباء لن يحل المشكلة :
قامت وزارة الكهرباء بإنارة المبنى الرئيسى لها عن طريق الطاقة الشمسية فضلاً عن استهدافها إنارة 25 فرعًا للوزارة عن طريق الطاقة الشمسية.
وأكدت الوزارة أن لديها العديد من المبادرات لاستبدال الطاقة الشمسية بالطاقة التى تستخدم فى الوقت الراهن، كما تسعى لتعميم فكرة استخدام تسخين الشمس فى فنادق البحر الأحمر و جنوب سيناء فضلًا عن استخدامها فى بعض قرى مرسى مطروح.
أزمة الكهرباء تهديد حقيقى للرئيس القادم :
قد زادت حدة انقطاع الكهرباء فى معظم محافظات مصر فى الفترة الأخيرة ، فتواصل انقطاع التيار الكهربائى بعدد من المحافظات لسعات طويلة وعلى أكتر من فترة فى اليوم الواحد ، خاصة محافظات الدلتا والمدن الساحلية وصعيد مصر بحجة عدم توفير الاحتياجات اللازمة من الوقود لتشغيل المحطات.
مما أدى إلى زيادة شكاوى المواطنين فى الفترة الأخيرة من الانقطاع المتكرر للكهرباء لعدة ساعات سواء فى القرى أو فى المدن حتى أن بعض المستشفيات قامت بتوفير مولدات كهرباء خوفًا من انقطاع التيار بشكل مفاجئ حرصًا على حياة المرضى بالأقسام المختلفة والحضانات الخاصة بالأطفال ، ويؤدى انقطاع الكهرباء بشكل مستمر إلى تعرض المواطنين لخسائر يومية فادحة.
ونتيجة لذلك ، قرر بعض المواطنون فى الفترة الأخيرة عدم دفع فواتير الكهرباء، واتنشرت الحملات الداعية للامتناع عن دفع فواتير الكهرباء والتى تفاعل معها الكثير.
