يشهد يوم الثامن من مارس من كل عام الاحتفال باليوم العالمى للمرأة وفيه يحتفل عالميًا بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء.
بينما تشهد المرأة التكريم الكبير فى ذلك اليوم فى معظم دول العالم وفيه تعبر عن إنجازاتها تكون المرأة المصرية إما شهيدة أو قيد الاعتقال لتروى لنا الحكايات عنها بعد الموت أو عقب صدور حكم بالسجن ظلمًا لمدة كبيرة …ولا يحدث لها كل هذا إلا لأنها وقفت فى وجه الانقلاب ونادت بسقوط العسكر وعودة الحق إلى أهله.
المرأة … وثورة يناير
كشفت ثورة 25 يناير عن وجه جديد للمرأة المصرية لم يعتده مجتمعنا من قبل منذ ثورة 1919 وكان مفاجأة بكل المقاييس للعالم ،هذا الوجه الجديد للمرأة المصرية الثائرة جنبا إلى جنب مع الرجل فى ساحة ميدان التحرير تندد بالفساد والقمع والظلم وتتلقى نفس الضربات الموجعة وتنال الشهادة فى سبيل حرية الوطن.
وبحسب الإحصاء المقدم من موقع "ويكى ثورة"كان هناك 23 شهيدة من النساء فى ثورة 25 من يناير فى 18 يومًا عمر الفترة التى شهدت التظاهرات والاحتجاجات فى الميدان المختلفة حتى إسقاط المخلوع حسنى مبارك .
وشهدت المرأة بعد أن رحل المخلوع حسنى مبارك نشاطا ملحوظا لها فى الشوارع والميادين من خلال الانتخابات والمشاركة فى بعض الاحتجاجات والفعاليات اعتراضا على حكم العسكر ..بالإضافة إلى المشاركة فى جميع الاستحقاقات الانتخابية التى شهدتها مصر فى الفترة من مارس 2011 وحتى إقرار الدستور المصرى فى 2012 .
عاشت المرأة المصرية فى تلك الفترة فترة حرية لم تشهدها من قبل عدا بعض التجاوزات التى تمت خلال فترة حكم المجلس العسكرى من تعرية الفتاة بأحداث مجلس الوزراء .
المرأة فى وجه الانقلاب
ولازالت المرأة المصرية تثبت قدرتها على التفاعل والحراك في ميادين الشرعية وخاصة ميدان رابعة العدوية، الذي طالما أثبت قدرته على الثبات والصمود منذ اللحظة الأولى للاعتصام للدفاع عن الشرعية منذ الانقلاب العسكري في مصر.
فالميدان يرسم صورة تلاحم الثوار نساء ورجال في سيموفونية غاية في الروعة أكدتها مجزرة الحرس الجمهوري ورمسيس ومجزرة فض رابعة التي دفعت بالآلاف من النساء إلى الاحتشاد في ميدان رابعة العدوية للدفاع عن الشرعية والوقوف فى وجه الانقلاب.
ولقد أثبتت النساء أنه لا خوف على وجود المرأة جنبا إلى جنب بجوار الرجل في رابعة العدوية وميادين مصر في المحافظات المختلفة .
واحتفت منصة رابعة العدوية بعدد من النساء العاديين اللائي جئن إلى رابعة من المحافظات المختلفة وسيناء ليؤيدن الشرعية ويطالبن بعودة د.محمد مرسي الرئيس ومن أعلى المنصة خطبت السيدة الفلاحة التي جاءت إلى رابعة سيرا على الأقدام .
واستشهد فى رابعة العدوية وميدان النهضة ومختلف المحافظات نساء كثر أريقت دمائهن عبر طلقات الرصاص من قبل قوات أمن الانقلاب وما "حبيبة وأسماء البلتاجى" وغيرهم عنا ببعيد.
حركات نسائية ضد الانقلاب
تعددت الحركات النسوية بعد انقلاب 3 من يوليو وأسست حركة نساء ضد الانقلاب وبعض الحركات بالجامعات المصرية كطالبات ضد الانقلاب بالإضافة إلى حركة فتيات 7 الصبح التى انطلقت فى البداية بالإسكندرية ثم انتشرت فى مختلف المحافظات .
وتهددت الاحتجاجات ضد الانقلاب من جانب الفتيات بجامعة الأزهر والقاهرة والمنصورة وغيرها ..وشهدت جامعة الأزهر أعلى احتجاجات من جانب حركة طالبات ضد الانقلاب بالجامعة وسط تهديدات أمنية كبيرة لهن بالفصل والاعتقال بل وصلت إلى القتل واقتحام الجامعة والمدينة الجامعية بالغاز المسيل للدموع والخرطوش وطلقات الرصاص الحى التى استشهد على إثرها بعضهن .
وفى ظل تواصل الاحتجاجات من قبل الطالبات حتى إضرابهن عن الامتحانات الذى أدى إلى تعنت من قبل أمن الانقلاب وتم اعتقال الطلبات بشكل عشوائى ينبأ عن كارثة وتم تأجيل الدراسة عدة مرات على إثر ذلك .
وشهدت بنات الأزهر أحكاما قاسية من قبل المحاكم المصرية لرفعهن شارة رابعة فقط أو لهتافهن بسقوط العسكر" وتأتى الأحكام ب 5 سنوات وغرامة مالية 100 ألف جنيه .
بينما قررت بعض الفتيات التعبير عن رفضهن للانقلاب وأسسن حركة سياسية جديدة ومختلفة تحت اسم 7 الصبح. لكن لم يعرفن أن أول نشاط سيلقي بهن 11 عاما في السجون.
إنهن 21 سيدة وبنتا من الإسكندرية، خرجن في الصباح الباكر يوم 31 أكتوبر الماضي، في مسيرة تأييد للرئيس محمد مرسي. مسيرة "7 الصبح" اختارت التوقيت المبكر للتقاطع مع الطلبة والموظفين في الطريق إلى أشغالهم، لكن محكمة جنح سيدي جابر أقرت اتهامهن بالتجمهر، والبلطجة، إتلاف ممتلكات المواطنين، وحيازة أدوات الاعتداء على مواطنين، وكان مجموع العقوبات لهذه الاتهامات11 عاما وشهرا لكل سيدة، مع إيداع القاصرات مؤسسة الأحداث إيداعا مفتوحا،خففت بعد ذلك لتصبح عامًا مع الشغل دون النفاذ.
وهناك الحديث عن كلام متناثر هنا وهناك عن قضايا تحرش واغتصاب جسدى لبعض النساء المناهضات للانقلاب العسكرى غير السحل والضرب الذى يشاهد على الشاشات عيانًا.
دور المجلس القومى للمرأة .. غياب الوعى
وفى ظل تلك الإهانات القوية للمرأة من قتل وتعذيب وسحل واغتصاب واعتقال يقف المجلس القومى لحقوق المرأة فى مصر كـ "الصنم "لا يعلق على أى انتهاك أو حدث" ولم يذكر إلا كلمة العنف مجردة فقط.
بينما اهتم المجلس القومى للمرأة في تقريره السنوي لعام 2013 ما نصه "
الفترة الراهنة بقضية العنف نظرا لتفشى الظاهرة فى المجتمع المصرى بشكل لافت للنظر فى الآونة الاخيرة وفى هذا الإطار :
عقد عددا من جلسات الاستماع والحوار مع عضوات الجمعيات النسائية ومنظمات المجتمع المدني، لتتادل الآراء حول النصوص الواج تضمينها في القانون، واقتراح تعديلات تشريعية تحقق مزيدا من الردع للمخالفين، وقد تجلت هذه الجهود في إعداد مشروع قانون لمكافحة العنف ضد المرأة.
عقد سلسلة اجتماعات مع وزارة الداخلية لتحث توفير سبل الأمان للمرأة المصرية، تكللت بإنشاء وزارة الداخلية لبحث "وحدة مكافحة العنف ضد المرأة" التابعة لقطاع حقوق الإنسان والتواصل المجتمعى قوامها 2 ضابطات ، وضابط .
توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة الداخلية لتسهيل قيام محامو مكتب الشكاوى بالمجلس بالإطلاع على تحرير محاضر للمرأة المعنفة، ودعم وتعزيز أطر التعاون فى مجال حماية المرأة والتأكيد على حقوقها .
هذه هى المرأة فى مصر فى ظل الانقلاب ..قتل وسحل واعتقال ..فى ذكرى اليوم العالمى للمرأة وسط غياب دور المجلس القومى الذى يمثلها .