كعادته في الليل، وتحديدا في الثانية صباحا بتوقيت القاهرة خرج وائل عبد الحميد "20 عاما" إلى شوارع مدينة نصر، شرقي العاصمة، للرسم والكتابة على جدران إحدى المدارس الكائنة بالمنطقة، في محاولة منه للتعبير عن رأيه، غير أن ما صادفه هذه المرة، شل يديه عن الكتابة، فلم يستطع أن يمارس هوايته شبه اليومية.
عبد الحميد، وهو الاسم المستعار الذي طلب الشاب استخدامه في التقرير، رافضا ذكر اسمه الحقيقي لأسباب أمنية، فوجئ بإدارة المدرسة وقد ملأت الجدران المحيطة بها بالآيات القرآنية وأسماء الله الحسني وشهادة التوحيد "لا إله إلا الله.. محمد رسول الله"، فلم تطاوعه يداه على حذفها لكتابة ما كان يرنو إليه، بحسب ما قال لمراسل الأناضول.
وأضاف عبد الحميد، وهو من مؤيدي الرئيس محمد مرسي: "كنت أنتوي كتابة عبارات تعبر عن رغبتي عودة مرسي للحكم، في مقابل أخرى رأيتها قبل يومين في ذات المكان، تتضمن قذفا في حق مرسي وتعبر عن تأييده عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب فلم أستطع أن أمحو ما وجدت من آيات قرآنية أو أسماء الله الحسنى وشهادة التوحيد التي رأيتها مكتوبة على الجدران".
و قامت بعض الجهات المسؤولة فى الآونة الأخيرة بمسح تلك العبارات من على جدران المباني التي تتبعها، مع إضافة "عبارات رجاء" تدعو إلى عدم الكتابة على الجدران مجددا، مؤكدين أنها ليست مجالا للتعبير عن الرأي، غير أن ذلك لم يفلح في إقناع المتنافسين، لذا جاء التفكير في إدراج كتابات ذات طابع ديني، تجبر الجميع على احترام قدسيتها، وبالتالي عدم إزالتها واستبدالها بأخرى، كما قال محمد حلمي "28 عاما" لمراسل الأناضول.
وأضاف حلمي، الذي يقول إنه من مؤيدي السيسي "الآن استرحت.. فأنا لم أكن أكتب على الحائط إلا بعد أن أشاهد كتابات مؤيدة لمرسي، وما دامت هذه العبارات قد اختفت، وحلت مكانها كتابات دينية، فلا مجال للكتابة إذن".
من جانبه، يبدي خالد محمدين، وهو مدير إداري بإحدى مدارس حي مدينة نصر بالقاهرة، سعادته بفكرة كتابة العبارات الدينية على جدران المدرسة، والتي منحت "هدنة لحرب الجدران" بين مؤيدي مرسي والسيسي، بحسب وصفه.
رفض محمدين الكشف عن موقفه السياسي، مضيفا لمراسل الأناضول "ما يهمني كمدير إداري للمدرسة أن أحافظ على شكلها الطيب، ومنع تشويه الجدران سواء بعبارات مؤيدة لهذا الفريق أو ذاك". وأضاف "هذه اللافتات تشوه المظهر الجمالي للمدرسة، والآن أراحتنا الكتابات الدينية من هذه المشكلة، وهو ما يكشف عن مساحة من التدين لا تزل موجودة في الشخصية المصرية"، على حد قوله.