وجه الأكاديمي الإماراتي الدكتور عبد الخالق عبد الله، المعروف بصلاته ببعض دوائر السلطة، نقدا ناعما وغير مباشر لسياسة بلاده حيال الأزمة المصرية، وذلك في سياق تغريدات تحدث من خلالها عن انطباعات أخذها من زيارة إلى القاهرة للمشاركة في ندوة حول مستقبل الاتحاد الخليجي.
وقال عبد الله إنه "ليس سرا أن الإمارات استثمرت سياسيا في مصر بقوة، وتراهن على عودة الاستقرار"، لكن السؤال برأيه هو: "هل هذا الرهان في محله؟". وأتبع ذلك بما قال إنها عينة من آراء المحللين، كي لا يتحمل مسؤوليتها على ما يبدو، لكن رسالتها كانت واضحة لمن يقرأ.
وفي حين رأى عبد الله أن "الاستثمار السياسي في استقرار مصر جديدة وواعدة في محله"، نظرا لأن مصر ستكون "رصيدا إستراتيجيا للإمارات"، إلا أنه عقب على ذلك بالقول إن "هناك خشية من أن الإمارات تضع ثقلها السياسي في غير محله، وتستثمر في عودة الدولة الأمنية التي ستُرفض بشدة من الشعب المصري الذي ما زال في مزاج ثوري".
وقال عبد الله إن "استثمار الإمارات السياسي في مصر سيكون في محله، إذا ساهمت في عقلنة السلطة الراهنة ودعم الحل السياسي وليس الحل الأمني لأزمة مصر."
وتأتي تغريدات الأكاديمي الإماراتي وسط معلومات تقول إن محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، وشقيقه عبدالله، وزير الخارجية لا زالا على موقفهما الداعم لسياسة الحل الأمني في مصر، خلافا لآخرين، وهما يدفعان باتجاه استمرار سياسة الاستئصال ضد الإخوان، ورفض أية جهود لإجراء مصالحة، أو حتى تهدئة معهم تخفف أجواء الاحتقان في البلاد.
كما أن الخلاف برز حين صرّح محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة، ورئيس الوزراء وحاكم دبي عن عدم تأييده لترشيح السيسي نفسه للرئاسة، وإن عاد عن رأيه إثر تدخلات كما يبدو.
وجاءت تغريدات الأكاديمي الإماراتي بعد عدد من التغريدات الأخرى التي تتحدث عن تقييم للوضع المصري نفسه استقاها من لقاءات له مع سياسيين ومثقفين مصريين كما قال. وكانت في معظمها تؤكد عودة الدولة الأمنية، ونوايا إلغاء إرث ثورة يناير برمته، كما ذهبت حد القول إن الزمن لا يسير لصالح السيسي رغم أنه رجل مصر القوي الآن.
وقال عبد الله إنه سمع "في مصر أن قطاعات شعبية كبيرة بدأت تفقد الثقة في السيسي، ولم تعد ترى أنه رجل الضرورة والبطل المنقذ"، مضيفا "هذه الصورة تراجعت وأخذت تتلاشى". وقال إنه سمع في مصر أيضا أنه "أنه لو جرت انتخابات الرئاسة اليوم، ربما يحصل السيسي على 80% من الأصوات، وإذا جرت في يوليو، فلن يحصل على 60 إلى 70% فقط لا غير".
وعن الإعلام قال عبد الله إنه سمع أن "الحريات تراجعت بشكل شنيع، وبرز إعلام الصوت الواحد، وأصبح كل من يعارض السيسي طابور خامس وخائن".