"لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا" عبارة تداولها التاريخ تباعا على لسان الراحل مصطفى كامل، حفظها الأجداد وتداولوها ليحفظها الأبناء والأحفاد .. قديما كان "الفخر" هو السائد بعد تداول مثل هذه العبارة، إلا أن الحاضر اختلف فأصبح التنازل عند البعض في عهد الانقلاب العسكري "راحة نفسية".
في أشد الأوقات ظلاما وأصعبها على مدار عقود مر المصريون بما لم تمر به أمة أخرى علي الأقل الأمم العربية. ففي العصر الحديث واجهوا الفساد، والقتل، والظلم، والاعتقال، وانتهاك الحقوق والحريات، ولكن لم نسمع على الاطلاق أن مصريين تنازلوا عن الجنسية، كما ذكرت الصحف المصرية اليوم .
20مصري يتنازلون عن الجنسية
فقد وافق اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية اليوم، بحكومة الانقلاب على طلب 11 مصريا بالتنازل عن جنسيتهم المصرية، مقابل التجنس بالجنسية الألمانية، كما وافق أيضا على طلب 9 مصريين آخريين بالتجنس بجنسيات أجنبية أخرى مختلفة دون احتفاظهم بالجنسية المصرية.
فيما تقدم 20 مواطنا مصري اليوم بطلبات السماح لهم بالتجنس بجنسيات أجنبية عديدة مع احتفاظهم بالجنسية المصرية، حيث شمل قرار الوزير، والذي حمل رقم 227 لسنة 2014 منح 6 مصريين الجنسية الأمريكية، و4 الجنسية البحرينية، والباقي جنسيات مختلفة.
كما تمت الموافقة على تجنس 4 بالجنسية الهولندية، و3 بالجنسية السعودية، وواحد فقط بالجنسية الأمريكية مع عدم احتفاظهم بالجنسية المصرية.
"الجنسية المصرية تسبب الوفاة"
وتعليقا علي الخبر انطلق هاشتاج جديد على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" علق فيه الشباب بطريقة ساخرة، ولكنها في ذات الوقت تبرز معاناة المصريين.
فقد قال محمد ابراهيم: "كلنا نحمل نفس المرض القاتل الجنسية المصرية، عاوزين نهاجر يا حكومة"، أما تسنيم المليجي فعلقت: "نحن جميعا نحمل نفس المرض القاتل الجنسية المصرية"، فيما ذكر أحمد جمال: "الجنسية_المصرية .. خـطـر على الصحة , وتسبب الـوفـاه !".
أما كمال فقال: "نحن جميعا نحمل نفس المرض القاتل الجنسية المصرية"، فيما علق محمد غنيم، قائلا: "الجنسية المصرية سبب كافي للموت عاصفة سانت كاترين".
أما الدكتور سيف الدين عبد الفتاح الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة فذكر عبر حسابه الرسمي علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "20 مصريا يتنازلون عن الجنسية المصرية !! لم يحدث هذا حتى في أوقات الظلام، انظروا ماذا فعل العسكر بالمصريين !!!".
"حد ياخد الجنسية ويديني بدالها موبايل"
وعلى موقع التواصل الاجتماعي – تويتر – فعلق الشباب عبر هاشتاج "الجنسية المصرية" حيث قالت أسماء بسيوني: "حد ياخد الجنسية المصرية، ويديني بدلها موبيل"، وقال شريف "إن الجنسية المصرية التي تتبعها مرفوعة من الخدمة؛ لكي تتمتع بالخدمة من فضلك حاول الحصول على جنسية أخرى"، وردت نورهان: "ضحايا سانت_كاترين ضحايا الجنسية المصرية"، فيما قال آخر: "اللهم اجعل الجنسية المصرية شفيعة لنا يوم القيامة".
قمع لا مثيل له
يأتي هذا في الوقت الذي يمارس فيه الانقلاب أشد أنواع القمع، وانتهاك للحقوق والحريات، ومن أبرزها المحاكمة العسكرية لصحفي شبكة رصد الإخبارية؛ الأربعة الذين يحاكمون أمام القضاء العسكري بعد إقرار المحاكمات العسكرية للمدنين من قبل سلطة الانقلاب بتهم إفشاء أسرار عسكرية على خلفية تسريبات رصد، كما يحاكم 4 من صحفي شبكة الجزيرة الإنجليزية على خلفية تهم بالإرهاب.
هذا غير حملات الاعتقالات المستمرة منذ اليوم الأول للانقلاب التي لا تفرق بين الشباب والفتيات، وأحكام قضائية وصلت في بعض الحالات لـ17عاما كما تم في حق طلبة الأزهر .
بالإضافة لقوانين القمع التي تصدر منذ اليوم الأول؛ كقانون التظاهر الذي يعطي لوزارة الداخلية حق قمع التظاهرات، واستخدام العنف، وقانون المحاكمات العسكرية للمدنيين.
فهل سنري مستقبلا تزيد فيه حالات التنازل عن الجنسية المصرية، كما حدت اليوم للمرة الأولي في عهد الانقلاب ؟
فيما يلي: أسماء من تنازلوا عن الجنسية