كانت ثورة 25 من يناير أشبه بخروج أصواتهم للنور بعدما خَفِتِت أعواما وأعوما، فبعد قفزهم على ثورة يناير وانضمامهم إلى معسكرها، وقولهم المزعوم بأنهم كانوا من الداعمين لها، وأنهم واجهوا حكم المخلوع، ودخلوا المعتقلات، مع علم الجميع بأنهم حرموا الخروج على الحاكم، والمشاركة في التظاهرات أثناء الثورة وقبلها.
وطالما سادت بينهم وبين جماعة الإخوان فُرقة على المستوى السياسي، وقل اتفاقهم في بعض الأمور كالتصويت بنعم على دستور 2012، وكاستفتاء الأول على مواد الدستور في مارس 2011.
إلا أن أمورا انكشفت، وأزالت الستار عن غموض بعض مواقف الحزب، عندما قال الفريق أحمد شفيق من قبل أن حزب النور التقى به قبل نجاح الدكتور مرسي بأيام معدودة لينسق معه في حال نجاحه.
النور: الإخوان يكفرون المجتمع
ليطرح سؤال نفسه، هل معنى ذلك أن الإخوان خدعوا في حزب النور بدعمهم للدكتور مرسى في المرحلة الثانية من انتخابات الرئاسة السابقة، بعد دعمهم للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في الجولة الأولى، وبعد وصفهم للإخوان اليوم بأنهم يعانون من خلل في التربية والأخلاق والسلوك والعقيدة.
فطبقا لما ذكره رئيس حزب "النور" السلفي يونس مخفيون في جريدة "الجريدة" الكويتية قائلا: "إن جماعة "الإخوان" تكفر المجتمع وتكفرنا، مؤكدا أن هذا يعكس الخلل في التربية الأخلاقية والسلوكية والعقائدية الذي تعانيه تلك الجماعة"
وحمل جماعة "الإخوان "مسئولية عوده فلول "الحزب الوطني" حين استعدوا الجميع فضلا عن استعداء مؤسسات الدولة مثل الجيش والشرطة والقضاء والإعلام، مشيرا الي أن هذا تسبب في غضب شعبي، وهو الأمر الذي استغله فلول الحزب الوطني في 30 يونيو الماضي مما ساعدهم على تصدر المشهد.
الحزب يناقض نفسه
إلا أن مخيون ناقض نفسه ففي مقطع مصور له في فترة حكم الرئيس مرسى، ذكر أن الاختلافات بسيطة جدا بين الإخوان والسلفيين، وأنهم كانوا يسعون إلى إصدار تشريعات واحدة.
وذكر عبد المنعم الشحات في فترة سابقة إبان حكم مرسى أن الإخوان يؤمنون بالتدرج حسب المراحل أما حزب النور فإنه يؤمن بالثوابت!
أخونة الدولة!
بينما وقف حزب النور ضد الرئيس محمد مرسى واتهمه بأخونة الدولة، وبتجاهل قضية الضباط الملتحين، وبتخليه عن السنة والدفاع عنهم.
إلا أن الأمر اتضح بعد كشف العميد طارق الجوهري عن قضية الضباط الملتحين، وذكر أنها كانت لإيقاع الدكتور مرسى في حرج.
النور والانقلاب
وبالإشارة إلى مشاركة حزب النور في الانقلاب العسكري بالثالث من يوليو من العام الماضي بحضور جلال مرة الأمين العام للحزب وشهادتهم على مقتل الآلاف من المصريين في كل المجازر التي شهدتها مصر وفص اعتصام رابعة وحرق ميدان النهضة.
وبدوره رأى نادر بكار المتحدث باسم حزب النور أنه يجب مكافأة وزير داخلية الانقلاب الحالي محمد إبراهيم، وذلك ببقائه في منصة لأنه فص اعتصام رابعة والنهضة.
يبقى السؤال مطروحا: هل خدع الإخوان بحزب النور …أم إن حزب النور ينسق مع العسكر منذ مطلع الثورة ؟!
