شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مايكل سيدهم لـ”رصد”: علينا التزام السلمية حتى لا نقع في الفخ

مايكل سيدهم لـ”رصد”: علينا التزام السلمية حتى لا نقع في الفخ
السيسي شخص محدود الذكاء وينفذ مخططات خارجية

السيسي شخص محدود الذكاء وينفذ مخططات خارجية

الكنيسة كانت تشجعنا على انتخاب الحزب الوطني نكاية في الإخوان

هناك فرق بين المؤسسة الكنسية والمواطنين المسيحيين

30 يونيو تظاهرات شعبية تحولت لانقلاب في 3 يوليو

 

يرفع يده مشيرًا بالأربع أصابع "رمز يشير إلى اعتصام رابعة العدوية"؛ ليعلن أنه ضد الانقلاب العسكري، ليس هذا المميز، لكن الصليب الذي يشير إلى كونه مسيحيًا على معصمه أسفل الشعار، هو ما يميز العضو المؤسس بحركة "مسيحيون ضد الانقلاب"، مايكل سيدهم، الذي تحدث لـ"رصد" عن حركة "مسيحيون ضد الانقلاب"، وعن رؤيته للمشهد السياسي، وعن تفاصيل كنسية، في السطور التالية..

 

-كيف تم تأسيس حركة "مسيحيون ضد الانقلاب" وما الهدف من إنشائها؟

 

جرى اتصال بيني وبين الأستاذ رامي جان "مؤسس الحركة" في 14 سبتمبر 2013، بعد شهر من فض اعتصامي رابعة والنهضة، وعلى إثره أنشأنا هذه الحركة، التي تهدف إلى إيضاح الصورة الكاملة، بأن هناك مسيحيين يؤيدون شرعية الانتخابات، وبهدف امتصاص حالة الاحتقان الطائفي التي يتم استخدامها لخدمة الانقلاب العسكري الغاشم.

 

– بدايةً كيف ترى المشهد السياسي في ظل الأحداث الراهنة؟

 

المشهد في غاية التعقيد والخطورة، وعلى شفا حفرة من نار ضياع مصر،  وإغراقها والشرق الأوسط، في حالة نزاع على أسس طائفية وعرقية، لا تخدم إلا مصلحة الدول التي لا تريد لنا خير، وعلى رأسها إسرائيل.. وهنا لا أتحدث عن أوهام أو وجهة نظر، بل عن حقائق واضحة في العراق وسوريا ولبنان، وباقي دول المنطقة، وأرى أن هذا النزاع بدأ قبل ثورة يناير بعقود، بين الإسلاميين والحكم العسكري، الذي بدأ بحركة الجيش كما أسميت في يوليو 52، وأرى أن ثورة يناير قد أفرزت حالة من اللحمة الكبيرة بين مختلف طوائف الشعب، أضرت بحكم المستفيدين من هذه الفرقة التي أراها تعود الآن أكثر مما كانت عليه قبل الثورة، والحقيقة التي لا يستطيع عاقل أو مبصر أن ينكرها، أن التيار الإسلامي هو الذي يدفع ثمنًا لهذا، يومًا بعد يومٍ بالتضحيات التي يقدمها، وأرى أنه لا مناص من الاتفاق اليوم أفضل من غد، والغد أفضل من بعد غد، إذ أن الخاسر الأكبر هنا هي مصر الكبيرة، ومواطنها الفقير والمريض والجاهل، الذي يفتقر إلى أساسيات المعيشة والبنية التحتية قبل أن يعيش أصلاً، وأرى أنه لا يُمكن أن تكون هناك مرجعية إلى أي اتفاق إلى بعد الإقرار بما أفرزته نتائج 8 طوابير انتخابات ذهب إليها الشعب من قبل، والإقرار بأن ما حدث في 30 يونيو، هو تظاهرات شعبية حاشدة تعبر عن غضب وحنق شعبي لأسباب معيشية، ونتيجة عدم الإحساس بالتحسن في ظروف المعيشة؛ خاصة بسبب دور تلك الصناعة التي تحتاج إلى إعادة تأهيل وإعادة بناء وهي الإعلام، والإقرار أيضاً أن ما حدث في 3 يوليو هو انقلاب عسكري، جاء مرتبًا في سياقٍ معين تم تحضيره سابقًا، ومعلوم لدى كل متابع للأخبار منذ ذلك الحين، وأن هذا قد تأكد تمامًا خاصة بعد ترشح السيسي للرئاسة، والذي أراه شخصًا محدود الذكاء، يتحرك طبقاً لمخطط أعدته أجهزة خارج مصر من دول أخرى معروفة، ولا تريد الخير لمصر، وتعادي التيار الإسلامي، ولها كثير من العملاء في داخل مصر من المستفيدين سياسياً واقتصادياً من هذا، ويجب أن نعترف جميعاً أن مصر لم تتحسن، ولم يتم إنقاذها من أي حرب أهلية ولا غير أهلية منذ ذلك الحين، بل إن الحياة في اتجاه للأسوأ يومًا بعد يوم في كل مناحي الحياة.

 

– ما هو الموقف الذي أثر في تحول مايكل سيدهم ودفاعه عن الشرعية؟

 

هو ذلك الإحساس الذي لم أشعر بمثيل له في حياتي يوم 11 فبراير، يوم أن سلم مبارك السلطة، وبدأ الأمل في التغيير والتحسن يضئ بين أضلعي حقيقة دون مبالغة، ثم رأيت أن كل هذا ينهار بانهيار رغبة الشعب في 3 يوليو 2013، على أيدي قيادات الدمار والخراب والرجعية، وعودة إلى ما قبل الوراء؛ لمجرد الاعتماد على مشاعر عاطفية انفعالية من الكراهية لدى بعض القطاعات من الناس، لفصيل ينتمي للثورة، وهم الإسلاميين.

 

– من خلال رؤيتك للمشهد المصري.. ما هي الأسباب التي تحول دون كسر الانقلاب؟

 

لا يوجد سبب يحول لكسر الانقلاب، طالما أن الهمة والإصرار الصبر والثقة في النصر موجودين داخلنا.

 

– بين اتهامات انقلابية بالأخونة واتهامات كنسية بالتكفير، تسير حركة مسيحيون ضد الانقلاب.. ما ردك على هذه الاتهامات بصفتك أحد أعضاءها البارزين؟

 

بالنسبة للاتهامات بالأخونة، فأجدها مثيرة للضحك الشديد بالنسبة لي، لأني لم أكن يومًا حتى أعرف أي شخص ينتمي إليها، إلا مرشحين الانتخابات الذين شجعتنا الكنيسة، وقد تربيت فيها منذ صغري، على انتخاب أعضاء الحزب الوطني، نكاية في مرشحين الإخوان عام 2005، ولم أكن مُبالياً وقتها، ولم أفعل هذا، وكان المصريون كافة يعلمون كيف تجرى ما سمي انتخابات في ذاك الوقت، وكيف أن النتيجة تأتي دون الحاجة لامتحان من الأساس، أن هذا مجرد موسم لبعض الوظائف كي تنشط، وهذه قصة حقيقية تدل على دعم الكنيسة لأي من يعادي التيار الإسلامي، وأنا شاهد عليها.

 

وأما بالنسبة لاتهامات الكنيسة، فدعنا نقول أن المسيحية لا تعرف التكفير، وأني شخصياً لم أتعرض لمثل هذه الاتهامات بشكل مباشر، ولكن تبقى حالة التعصب التي تعمي كثير من مسيحيي مصر، ويعتبرون أن من يعارض مواقف الكنيسة السياسية بأنه معارض للمسيحية، وهذا ليس صحيح، فالمسيح دعا إلى حب الأعداء، وقال: "أعط مال قيصر لقيصر وما لله لله"، في إشارة واضحة وصريحة لابتعاد المسيحية عن السياسة تماماً، والمسيحية أيضاً لا يوجد بها تشريع ثابت أو محفوظ، فلا نعرف فكرة الحكم والفتوى وإلخ من تشريعات الإسلام، وسلطة الكهنوت لها حدود لا ينبغي أن تخرج عنها الكنيسة، إذ تنظمها التعاليم وقوانين المجامع الكنسية وغيرها من المراجع والتقاليد والأعراف الكنسية التي بمحضها لا يستطيع كاهن أو أسقف أو غيره أن يتهم أحدًا بالهرطقة، أو الخروج من الكنيسة جزافاً هكذا، وإلا فهذا يعتبر عودة إلى القرون الوسطى، وإلى عهود الدول الثيوقراطية التي تتحكم بها الكنيسة وكهنتها ونحن كحركة سياسية نتحدث في الشأن السياسي العام الذي يتعلق بكافة المواطنين على اختلاف مذاهبهم وأديانهم، فنحن لسنا الكهنة أو الأساقفة أو البطاركة الذين يخرجوا علينا بتصريحات سياسية، وكأنهم ممثلين للمسيحيين، وهذا ليس صحيحاً، أم لعلك تراني ارتدي الفرجية السوداء وامتلك لحية أو أحمل صليباً فهناك فرق كبير بين مؤسسة الكنيسة وبين المواطنين المسيحيين، والربط بين الاثنين باعتبار أن حدهما ينوب أو يمثل الآخر هو خطأ جسيم يقع فيه أغلب المصريين، مسلمين وأيضًا مسيحيين.

 

وماذا عن عبارة "لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين"؟

 

عبارة لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين، بمعنى عدم خلط الدين بالسياسة هو أمر كتابي وتعليم مسيحي خالص، بينما الإسلام هو دين ودولة كما كانت دولة الرسول ودولة الخلافة، ولذلك عجب العجاب هو في عكس الأمور تماماً في المشهد المصري حالياً، وأتساءل حقيقة في تلك العبارة فيما إذا كان الدين يعلي القيم والمبادئ الإنسانية، فكيف لا يؤسس للسياسة إلا إذا كنت تعني تلك السياسة "الميكافيللية"، وأما عدم السياسة في الدين فالسياسة هي "فن الممكن"، والله يريد رحمة لا ذبيحة، يريد عمل الخير قبل التعبد، إلا إذا كان مفهومك للدين يعني التعبد والممارسات الجوفاء فقط!

 

– تولي السيسي منصب "رئيس الجمهورية".. ماذا يُضيف للمشهد المصري؟

 

لا شيء، إلا أنه أمر متوقع، ونشكره على هذه الخطوة، لأنها اعتراف واضح بأن هذا انقلاب عسكري كامل، كما قال اللواء أحمد وصفي قائد الجيش الثاني، والعجيب في هذا الأمر أن نجد من كانوا بالأمس يهتفون "يسقط حكم العسكر" بكل انفعال وغضب، يصفقون اليوم بعيون القطط إلى السيسي، رغم أنه شخص بلا تاريخ يمكن مقارنته حتى بأي من قيادات أخرى في الأسماء العسكرية التي تم طرحها علي الساحة!

 

– هناك سخط شبابي على الجيل السابق.. هل تتفق مع هذا السخط؟

 

بالتأكيد، ولكن أرى أنه جيل يتصرف غصبٍ عنه، وأدعو الشباب لاحتمال هذا الجيل، ومعاملته معاملة المريض الذي لا يعرف بمرضه، وأن ينظروا إلى حياة هذا الجيل الطويلة التي عاشت الذل والمهانة والفقر والمرض، واعتبارهم دافعًا يثبتنا على الطريق الذي اتخذناه لتغيير هذا المنظر لأنفسنا ولأبنائنا، ودعني أذكرك أن هذا الجيل لم يمر بظروف كمثل ظرف جيلنا، في البحث عن الوظيفة وإيجاد الشقة وثمنها.. إضافة إلى ظروف الحياة الصعبة التي نشأنا نحن فيها وليس هم.

 

– كيف ترى الليبرالية والعلمانية في مصر.. وهل الديمقراطية التي يدعونها كـ"صنم العجوة"؟

 

ليس لدي أي مشكلة مع العلمانية أو الليبرالية في العالم كله، ولذلك أدعو من يسمون أنفسهم ليبراليين وعلمانيين في مصر، إلى معرفة العلمانية والليبرالية، ومن وجهة نظري، فأنا أعتقد أنه من المستحيل عملياً خلق نظام علماني في المنطقة، إذ يتنافي مع طبيعتها بمختلف التوصيفات التاريخية والديموغرافية، وأرى أنه من الممكن أن يتم مناقشة حجم الدين في السياسة والعكس في الأنظمة الديمقراطية في المنطقة، وأعتقد أن هذا حل يفضي إلى توازن، ولكن ينبغي أن يتم كل هذا في إطار احترام الأقلية لخيارات الأغلبية، أياً كانت هذه الأقلية، وأياً كانت هذه الأغلبية، فإذا لم نحتكم للأغلبية، فإلى من سنحتكم إن اختلفنا؟، وأرى أنه كما -نعلم جميعاً- فان الديمقراطية أن يحكم الشعب نفسه بنفسه، وأنه يُمكن تطبيق هذا بوسائل وأنظمة مختلفة، ولذلك يمكن أن تكون هناك حلول كثيرة، ولكن تبقى في إطار احترام الأقليات للأغلبية، وإلا فتلك الأنظمة تعتبر غير ديمقراطية، وأمنية ورجعية وتعسفية، ولن تؤول إلى أي إصلاح أو أي حل لمشاكل الوطن، ولذلك هناك مفهوم خاطئ يجعل مفهوم الديمقراطية يختلط بالليبرالية، ثم يتشبث هؤلاء بآرائهم ويحاولون فرضها، ومن هنا تتحول هذه الفكرة في أذهانهم إلى "صنم" وعبادته هي مزيد من التشبث مما يتنافي مع أبسط معاني الإنسانية، بعيداً حتى عن المفاهيم الدينية، مما يتعارض حتى بديهياً مع أسس ومبادئ العلمانية، التي تقوم علي الإنسانية، ولذلك نجد كثيرين من الذين يعيشون في الغرب وفي دول علمانية وليبرالية، وترفض مثل هذه الإجراءات غير الإنسانية التي تمارسها الأجهزة التي تصف نفسها بالعلمانية والليبرالية في مصر.

 

– كيف ترى الانقلاب في عين المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكنًا نحو المجازر التي ارتكبت ضد مناهضي الانقلاب؟

 

أري أن هناك فرقًا بين الشعوب والدول، فالدول تبحث عن مصالحها وهذا حقها وواجبها، ويا ليتنا نتعلم منهم، وأن نهتم بمصالحنا، ولكن شعوب هذه الدول تقف كثيراً إلى جانبنا، ونشاهد هذا في الصحف الصادرة في بلادهم، وغيره من مشاهد تعاطفهم معنا، ولكن يبقى أنهم يعلمون أن هذا شأننا، وليس شأنهم، ولذلك هم يساعدون كثيراً في الأمور التي تتعلق بالإجراءات الدولية التي يتم أخذها ضد المتهمين بالإجرام في هذا الانقلاب أمام الهيئات الدولية.

 

– هل يقبل الشعب المصري أن يسقيه الإعلام الانقلاب بالملعقة؟

 

للأسف حينما يكون هناك ورقة بيضاء، فأي شيء ستكتبه فيها سيظهر واضحاً، ولن تجد صعوبة في أن تكتب أي شيء في أي مكان في تلك الصفحة، وهذه هي المشكلة الحقيقية، أن هناك قطاعًا كبيرًا من الشعب يعتبر محدود الثقافة، وهو ضحية أنظمة الحكم العسكري في الـ60 عاماً، وضحية وزارة فاروق حسني، ودائماً أقول شيء في هذا الموضوع وهو "طالما فيه زبون فالعيب مش على البياع"، بمعني أنه يجب أن نتعلم ثقافة الاختيار؛ لنتعلم كيف نفرز بين الحقيقة والزيف والاستماع إلى ما يستحق المشاهدة فعلاً، وهناك مثل أمريكي معناه أن طريقة تصويتك في كل شيء في حياتك، هي في المكان الذي تدفع فيه أموالك، فيجب أن نتعلم كيف ندعم ما يستحق، وأن نقاطع ونتكاتف ضد ما لا يستحق.

 

– كيف يطور مناهضو الانقلاب من آلياتهم في ظل القمع الأمني؟

 

أدعو الشباب إلى الالتزام بالسلمية، وأعلم أن هذا الأمر صعب، ولكنه مفتاح النجاح الوحيد؛ لأن كل ما يرغبون فيه هو إسقاطنا في مشهد السلاح، إذ سيتمكنون ساعتها من الحسم في وقت قصير، إذ يمتلكون المعدات والسلاح الحقيقي، وهناك وسائل كثيرة للسلمية يمكن إتباعها في التظاهر والضغط على السلطة الحالية، وهكذا كانت ثورة يناير التي ورودها وحلولها أسقطت مدرعات وبنادق الجيش والشرطة.

 

– كيف ترى مواقف كل من الدكتور البرادعي، وعمرو حمزاوي، ووائل غنيم، وغيرهم ممن ابتعدوا عن المشهد السياسي؟

 

موقف خايب لأنه بيفكرني بمثل "قاله يابا علمني أبقى جدع، قاله يا بني تعالي في الهايفة واتصدر" ولكن يبقى موقف د.حمزاوي يُحترم، إذ أنه ثابت على موقف يتسق مع منطقه، وإن كنت أراه متخاذلًا بعض الشيء في ظل المشهد الدموي الآن، فهو اعترف أنه انقلاب، ولكن وصفه بالناعم، ولا أرى أي منطق في نعومة قتل الآلاف واعتقال الآلاف وإصابة آلاف.

 

– أخيرًا ما تقول لمن تسرب اليأس إلى نفوسهم؟

 

"الصبر مفتاح الفرج"، ففي المعارك التاريخية يصل الطرفان إلى حالة من اليأس، ولذلك الذي يبقى علي الصبر والثبات واليقين في المبادئ هو الذي ينتصر، فعلى سبيل المثال كان تشرشل رئيس وزراء إنجلترا في الحرب العالمية الثانية، قد وصل لمرحلة كبيرة من اليأس قبل أن ينتصر الحلفاء علي النازيين في مايو 1945.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023