السؤال الصحيح هنا هو: هل هدفهم تأخير البرلمانية، أم تبكير الرئاسية، أم كلاهما؟
توجد احتمالات عدة:
1- هم يقولون أن الانتخابات البرلمانية من شأنها أن تقسم المقسم، وتفرق المفرق، وهذا يعني "عودة الإخوان"..
2- كذلك يقولون أن البرلمانية هي "لعبة الإخوان" وبإمكانهم التسلل إلى البرلمان والسيطرة عليه..
3- احتمال آخر أنهم يرصدون تراجع شعبية السيسي، لذلك لو انتظروا حتى انقضاء البرلمانية، لبلغت شعبيته الحضيض، فقرروا التعجيل بطرحه رئيسا..
4- ومن المحتمل أنهم مع إدراكهم لتراجع شعبيته، قرروا الدفع بغيره مبكرا حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة..
5- احتمال وارد أيضا، أنهم يخشون من أن تعيد الانتخابات البرلمانية ترتيب القوى السياسية بموازين جديدة، ربما تدفع البعض للخروج عن طاعة العسكر ولو قليلا..
6- يبدو أن الانقلابيين اكتشفوا الضعف البالغ للمؤقت، وأنه يراوح ما بين قيود العسكر على تحركاته، وعجزه الذاتي عن إثبات وجوده، فأصبح مركز الرئاسة يعاني من فراغ يساهم في اختلال المشهد..
7- القدرة على تزوير انتخابات الرئاسة بعد الانتخابات البرلمانية، ستتقلص لدرجة كبيرة، خاصة مع احتمال تشكيل حكومة جديدة، وهم لا يتحملون أي مفاجآت فيما يتعلق بالرئاسة تحديدا..
8- موضوعيا، لا توجد أي ترجيحات حاسمة تجعل الرئاسية أولا هي الأفضل بالنسبة للانقلابيين، أو العكس، فقد يؤول ما يخططون له إلى حصول ما يخشونه، فالحسابات معقدة ومتداخلة لدرجة كبيرة، وقد هداهم تفكيرهم من قبل إلى تقديم البرلمانية، لكنهم تراجعوا، وهم فقدوا الثقة تقريبا في أغلب السيناريوهات..
اجتهد المؤقت في اجتماعه مع القوى السياسية أن يخيفهم من "شبح عودة الإخوان" بصيغ مختلفة، حتى أنه حذرهم من أن الجيش لن يتدخل مرة أخرى ولن يكرر ما فعله في 30 يونيو، وهذا تصريح غاية في الرعونة، فإن كان ما فعله الجيش حقا، فما المانع من تكراره مرات وليس مرة أخرى؟
فكأني به يقول: أن الجيش لن يستطيع أن يُسقط انتخابات شرعية كل عام، فقوموا بدوركم..
ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله..