ليس الأمر مقصورا على الولايات المتحدة وحدها، ولكن ذلك حاصل أيضا في مختلف الدول الديمقراطية،
لست في مجال تحري صحة الشائعات وبالتأكيد ليس عندي أي دفاع عن الإدارة الأمريكية ورئيسها،
في هذا الصدد فإنني أزعم أن الفرق بين صدى نقد السياسات عندهم وعندنا في العالم العربي يكمن في اختلاف النظر إلى مفهوم الدولة لدى الطرفين.
الذاكرة العربية تحفل بالقصص والروايات التي تدلل على أن بلادنا لا تزال تدار بعقلية القبيلة رغم أنها تحمل اسم الدولة وشكلها.
لا أريد أن أسترسل في سرد مثل هذه القصص، لأنني أريد أن أتوقف عما جرى بين مصر وتركيا في الآونة الأخيرة، الأمر الذي تسبب في طرد السفير التركي من القاهرة، وألقى بظلاله على كل أوجه العلاقات بين البلدين.
إن عقل الدولة في الموقف الذي نحن بصدده كان ينبغي أن يضع في الحسبان حجم الأضرار السياسية والاقتصادية التي تترتب على مخاصمة دولة بأهمية تركيا، خصوصا في الظرف الراهن الذي تتغير فيه الموازين ويعاد رسم خرائط المنطقة، وهي المصالح العليا وثيقة الصلة بدور مصر وأمنها القومي.