فوجئت مع غيرى بإعلانات تملأ شوارع القاهرة وغيرها من المدن تحث الناس على الاستفتاء بـ"نعم" على الدستور الجديد لأن هذا يعنى تأييدا لثورة30 يونيو و25 يناير! ولا أدرى لماذا تذكرت على الفور العهد البائد قبل ثورة يناير، فهذا هو أسلوبه فى الدعاية الفجة لنفسه!
وفى الاستفتاء على دستور الشعب السنة الماضية خرجت الملايين من تلقاء أنفسها دون دعاية ولا إعلانات فى الشوارع، بل كانت هناك حرب شعواء من القوى المضادة بهدف أن يكون الإقبال ضعيفا، ومع ذلك رأينا تصويتا لصالحه بأغلبية كبيرة بلغت 63% وهى نسبة محترمة جدا من الإقبال بالدول الديمقراطية.
وإذا نظرنا إلى الوضع الحالى نجده قد ارتد إلى الأسوأ، فقد تم وضع دستور العسكر وسط انقسام لم يسبق له مثيل فى تاريخ بلادى، وهناك ما يشبه الحرب الأهلية، واستشهد بعد الانقلاب آلاف من الأشخاص، وتجد آلافا غيرهم فى السجون والمعتقلات، والمظاهرات وأعمال العنف لا تنقطع ضد الاستبداد، فهل يعقل أن يتم وضع وثيقة للمستقبل تجتمع الأمة حولها وسط هذه الأجواء؟!
وإذا عدنا من جديد إلى الإعلانات الضخمة التى تملأ الشوارع للتصويت بنعم فإننا لا نعرف مصدرها، ولا من قام بتمويلها، وكم تكلفت، ومع ذلل أتوقع مقاطعة ضخمة لهذا الهزل، رغم أن الدولة مصممة على أن يحوز هذا الدستور على إقبال ضخم.
وسيتم التعبئة لهذا الهدف بكافة الوسائل، خاصة أجهزة الأعلام التابعة للانقلاب، وبالذوق أو بالعافية لا بد من خروج الملايين للتصويت بنعم حتى لو تم السماح للموتى بالخروج من قبورهم للإدلاء بأصواتهم!!
ألم أقل لكم إنها عودة للعهد البائد.. يعنى للخلف در!