أراهنُ أنّ عنوان مقالي هذا لفت نظرك؛ واستنكرته بشدّة وأنت تتساءل: كيف تكون البلاوى التى تشهدها بلادي بعد الانقلاب مجرد تداعيات سهلة وبسيطة ؟!
وهذا الكلام المرفوض جملةً وتفصيلاً نشرته الصحف المصرية ذاتها نقلا عن وزير الدفاع الفريق "عبد الفتاح السيسى" فى حواره مع رؤساء تحرير ثلاث صحف كويتية.
وعندى أربعة ملاحظات على حديث قائد الانقلاب وكأنه يمثل إشارة رابعة!!
1- أنه من الواضح أن وزير الدفاع بكلامه عن التداعيات السهلة والبسيطة!! لا يدرى شيئا عما يحدث فى أرض الواقع، ولا يعلم أن قطاعا واسعاً من الرأى العام ضد الانقلاب، بل يتصور أن تلك التظاهرات التى لا تنقطع وراءها حفنة من الإخوان أو من تبقى منهم لأن غالبيتهم العظمى فى السجون حاليا!!
2 – من كلام الفريق السيسى حول احتمال ترشحه للرئاسة يتضح بجلاء مناورته فى هذا الصدد، وأنه غير صادق فيما أعلنه أكثر من مرة أنه لن يفعل ذلك! بل يقول لرؤساء تحرير الصحف الكويتية: دعونا نرى ما تحمله لنا الأيام.
3- إذا قرأت هذا الحديث فإنه سيتضح لك على الفور أن الصحفيين الكويتيين لا يدرون شيئا عن مهنتهم!! لقد التقوا بالفريق"السيسى" ليشكروه على الانقلاب الذى قام به نيابة عن دول الخليج، ورأيناهم يكيلون المديح له ويهاجمون الإخوان!! فهذا ليس بالحوار الجاد الموضوعى الذى يمكن للصحفى الشاطر أن يفتخر به.
4- وعندما سئل "السيسى" عن أسباب اختياره وزيرا للدفاع قال: يعز من يشاء ويذل من يشاء!! وتلك إجابة أى كلام هرب بها من السؤال، والإجابة الصحيحة: اختارنى الرئيس محمد مرسى لأنه كان يثق بي، ورآنى مخلصا له، ولكننى لم أكن على مستوى الثقة!!
ومرسى لم يكتشف ذلك!
!