في الآونة الأخيرة، زاد التعويل على الدور الذي يمكن أن تلعبه ما توصف بـ"الدبلوماسية الشعبية" في تعريف العالم بحقيقة ما يحدث في مصر.
وبين دبلوماسية رافضة للانقلاب العسكري بمصر لا تملك سوي معلومات وحقائق وأرقام عن حجم الاعتقالات والشهداء والخسائر التي لحقت بمصر بعد الانقلاب، ودبلوماسية شعبية أخرى مدعومة بالمال، بخلاف دبلوماسية الانقلاب الرسمية التي تنفق المليارات من أجل طمس الحقائق وإثبات أن ما حدث بمصر ليس انقلابا عسكريا؛ كان لنا هذا الحوار المقتضب مع إسلام لطفي أحد أعضاء وفد الدبلوماسية الشعبية الذي زار سويسرا في أكتوبر الماضي.
بداية إلى أي مدى ترى زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية لسويسرا كانت ناجحة؟
أعتقد أن نتائج الزيارة أكثر من جيدة وألقت الضوء على حجم الانتهاكات التي تتم بحق مناهضي الانقلاب فضلاً عن أن هذا الوفد هو الأول بعد عدد من الوفود غير الرسمية التي سيرها الانقلاب للخارج لإعطاء صورة زائفة حول الوضع في مصر.
إلي أي مدى يمكن التعويل على الدبلوماسية الشعبية الرافضة للانقلاب في توصيف حقيقة ما يحدث بمصر؟
التعويل على وفود الدبلوماسية الشعببة المناهضة للانقلاب كبير جداً من أجل خلق رأي عام عالمي .. وقد بدأنا بالفعل تجهيزات وخطط لجعل الوفود اكثر شعبوية عبر تسيير وفود أكاديميين ورياضيين وأدباء وطلاب، هذا بخلاف وفود السياسيين وممثلي الحركات الشبابية.
ما هي المسارات التي يتخذها الوفد الرافض للانقلاب؟
هناك مسارات متعددة للعمل وأغلبها مهجور ومتروك من قبل المعنيين بالأمر مثل وفود (رسمية) تمثل مؤسسة الرئاسة ووفود الحكومة المطاح بها ووفود البرلمانيين، كما أن الوفد لا يضم أي إخوان مسلمين ولا ممثلين لأي حزب أو تحالف أو ائتلاف، وإذا حدثت تقاطعات فهي غير مقصودة لأن الأفراد المشاركون يمثلون ذواتهم ويعبرون عن مواقفهم الرافضة للانقلاب.
مارأيك في زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية المناهضة للانقلاب إلى روسيا مؤخرًا؟
كون مؤيدي الانقلاب يتوجهون بعدة وفود لروسيا فهذا دليل على عدم اطمئنانهم لموقف الدب الروسي وأنهم يجدون صعوبة في دفعه لدعم جريمتهم.
هل تسطيع وفود الدبلوماسية الرافضة للانقلاب أن تصمد في وجه المليارات المؤيدة للانقلاب خاصة بعد تعاقد حكومة الانقلاب مع كوبري شركات الدعاية الصهيونية للترويج للانقلاب في الوليات المتحدة؟
حتى الآن هم يتفوقون علينا بامكانات الدولة وتسخير وزارة الخارجبة والاذرع المخابراتية لخدمة وفودهم، ونحن نتفوق عليهم بتوفير الحقائق والارقام ونتفوق عليهم ان كل عواصم العالم الحر تؤمن بقوة ان ما حدث هو مجرد انقلاب عسكري غاشم.
وكان وفد الدبلوماسية الشعبية المناهض للانقلاب قد التقى في چينيف في أكتوبر الماضي بممثلي المفوضية السامية لحقوق الإنسان والعديد من المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية في مجال حقوق الإنسان ومنظمات السلم وحل النزاعات.
وهدفت الزيارة إلى شرح الأوضاع الخطيرة التي تعيشها مصر وأهمها:- الانقلاب العسكري على المسار الديموقراطي و الذي تجلي في الإطاحة بكل مؤسسات الدولة المنتخبة والدستور المستفتى عليه شعبياً وغير ذلك من الممارسات والانتهاكات الجسيمة والمستمرة لحقوق الإنسان، والتي شملت وأد كل أنواع الحقوق و الحريات بدءا من الحق في الحياة والسلامة الجسدية وانتهاءً بالحقوق السياسية والمدنية والاجتماعية والاقتصادية.
