نشر الموقع الألكتروني لجريدة الأهرم تجاوزا إداريا في حق محافظ الشرقية الأسبق، حيث كشف الدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم عن إجراءات صارمة، تم اتخاذها لتصحيح قرار محافظ الشرقية الأسبق عزازي علي عزازي، بالتعاقد مع 39 ألف معلم خلال الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير، والمفاجأة أن هؤلاء المعلمين "ملهمش مكان"، بمعني أن المحافظة لم تكن في حاجة للتعاقد معهم.
كانت "بوابة الأهرام" قد نشرت تفاصيل الفضيحة التعليمية بالمحافظة، بعد التعاقد مع 1387 معلمًا، للتدريس في مدرسة بها 183 طالبًا فقط، وتحمل اسم "وادي الملاك الابتدائية بأبوحماد"، رغم أن القوة الأساسية للمعلمين بالمدرسة 21 معلمًا فقط.
وصرح وزير التعليم أنه تم الاتفاق مع محافظ الشرقية الحالي على تشكيل لجنة لضبط حضور وانصراف المعلمين والعاملين بهذه المدرسة، حتى يمكن التعامل معهم قانونيا، وتوزيعهم على مدارس الإدارة التعليمية بأبوحماد، لتحسين سير العمل بمدرسة "الملاك الابتدائية" ، مؤكدا "من يحضر للعمل بانتظام، وقام بالتوقيع بشكل يومي في دفاتر الحضور والانصراف سيستمر، ولم يتغيب لمدة 15 يوما متواصلا سيتم فسخ التعاقد معه نهائيا".
وأفاد الوزير أنه يجري تشكيل لجنة لفحص العقود المشكوك في صحتها، من بين الـ39 ألف عقد تم تحريرها بالشرقية مع بداية ثورة 25 يناير، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاههم، حيث يوجد نحو 9 آلاف معلم تم التعاقد معهم بأوراق مزورة.
وكانت المفاجأة الجديدة التي كشفها مصدر مسئول بوزارة التربية والتعليم أن الـ1387 معلما الذين يعملون في مدرسة بها 183 طالبًا فقط، غالبيتهم "سافر للعمل في إيطاليا"، مستغلين في ذلك، عدم وجود دفاتر للحضور والانصراف بالمدرسة.
وكشفت مذكرة رسمية مقدمة من يوسف سليمان، وكيل أول وزارة التعليم بالشرقية للدكتور محمود أبوالنصر وزير التعليم، أن غالبية المعلمين الذين تم التعاقد معهم خلال عام 2012، هم من مشرفي الأنشطة، وغير موجودين بالمدرسة من الأساس، ويعملون في أماكن أخرى، ولا يحضرون إلى المدرسة نهائيًا.
وأظهرت المذكرة أن عدد طلاب المدرسة في الصف الأول الابتدائي 37 والثاني 23، الثالث 34، الرابع 30، الخامس 27، والسادس 34 طالبًا.
ووفقًا لنفس المذكرة، فإن المتعاقد معهم بينهم: 367 من أصحاب المؤهلات العليا و487 مشرف نشاط و490 إداريًا و34 عاملاً.
وتبين لـ"بوابة الأهرام" أن المدرسة لا يوجد بها دفاتر حضور وانصراف معتمدة للمعلمين أو الإداريين، وربع عددهم يوقع يومًا واحدًا لباقي أيام الأسبوع كاملة، وأن العدد الباقي لم يحضر للمدرسة.
وكانت الكارثة الكبرى التي كشفت عنها المذكرة، أن المدرسة بها عجز في معلمي الرياضيات واللغة الإنجليزية، وأن جميع المتعاقدين لم يتم تكليفهم بأي أعمال داخل المدرسة، فضلاً عن أنه لا توجد أي مستندات رسمية بالمدرسة لجميع المتعاقدين.
