يعيش اللاجئون السوريون فى مصر أوضاعا سيئة للغاية، مما دفع كثير منهم الى التفكير فى الهروب عبر البحر الابيض المتوسط الى اوروبا. وكان السوريون قد قرروا اللجوء الى مصر هروبا من الحرب الاهلية فى بلادهم الا ان الوضع فى مصر كان اسوء.
وسلطت صحيفة "لوموند" الفرنسية الضوء على الظروف القاسية والقهرية التى يعيشها السوريون فى مصر والتى جعلتهم يحاولون الهروب منها الى أوروبا لاسيما المشاكل التى يواجهونها سواء فيما يتعلق بإيجاد محل للإقامة فى أماكن غير صحية تفوح منها رائحة الصرف الصحى فضلا عن ملاحقتهم وتوقيفهم بتهمة "محاولة الهجرة غير الشرعي".
وقررت مصر حسب الصحيفة اعادة توطينهم لكن هذا الحل بالنسبة لغالبية السوريين صعب للغاية وغير آمن، فهناك احتمال أن يتم إيقافهم من قبل السلطات السورية، ومن ثم يتعرضون للتعذيب بل ويصل الامر الى قتلهم فى بعض الاحيان.
وجدير بالذكر أن مصر كانت قد فتحت أبوابها لاستقبال اللاجئين السوريين، واستضافت ما يقرب من 300 ألف سورى، فتح بعضهم محلات تجارية لكسب لقمة العيش والتحق اخرون بالمدارس والجامعات لكن بعد الانقلاب العسكري تغير كل شىء فقد وصفتهم بعض وسائل الاعلام ب"انصار الرئيس مرسى" حسبما ذكرت اللموند وتم استهدافهم خلال هجمات تشنها سلطات الانقلاب .
وأضافت اللوموند أن السوريين لم يواجهوا تلك التهم فقط بل تم اتخاذ تدابير قسرية ضدهم. وفقا لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، تم اعتقال أكثر من 150 سورى بشكل تعسفى فى يوليو وأغسطس الماضيين وألقى القبض على ما يقرب من ألف آخرين أثناء فرارهم عبر البحر من مدينة الاسكندرية الساحلية وهو مانفته السلطات المصرية.
وتتهم المنظمات غير الحكومية سلطات الانقلاب، وهى من الدول الموقعة على الميثاق الدولى بشأن مكانة اللاجئين عام 1951، انها لا تحترم مبدأ عدم الإعادة القسرية، الذى ينبغى أن يحمى اللاجئين من العودة الى بلد تنتهك فيها حقوق الإنسان بشكل خطير.
ويعيش الان كثير من السوريين تحت وطأة الخوف من العودة الى ديارهم، فمازال الوضع هناك غير آمن وغير إنسانى، لكنهم فى ذات الوقت لا يستطيعون البقاء فى مصر حيث يعانون من ظروف معيشية سيئة، مؤكدين على عدم وجود مستقبل لهم فى هذا البلد الشقيق.