إذا استمعت لتصريحات محافظ القاهرة فإنك ستدرك حتماً أنه لا وجود لأزمة البوتاجاز، بل إن الرفاهية التي تسعى الحكومة لتوفيرها للشعب وصلت إلى حد توصيلها للمنازل برسوم خدمة 4 جنيهات فقط.. أما إن كنت من متابعي تصريحات وزير التموين في حكومة الانقلاب، فإنك بلاشك قد حفظت عن ظهر قلب تصريحه المتكرر بشأن قرب انتهاء أزمة البوتاجاز…
أما إن كنت من الذين يقفون يومياً بالساعات أمام مستودعات الأنابيب في انتظار أنبوبة غير موجودة من الأساس، أو ممن يرضخون لبائعي الأنابيب بأسعار تتجاوز الـ 50 أو الـ 80 جنيهاً، فتأكد أن الأزمة التي يبشرك البعض بنهايتها، إنما هي في مراحلها الأولى!
التصريحان المتناقضان من محافظ القاهرة ووزير تموين الانقلاب، كشفا حجم التخبط والارتباك لدى سلطات الانقلاب، والتي ما تزال عاجزة عن مواجهة أزمة كان المصريون قد تناسوها تماماً خلال فترة تولي باسم عودة مهمة وزارة التموين.
وكان جلال مصطفى سعيد محافظ القاهرة قد أصدر قرارا بتحديد سعر خدمة توصيل إسطوانات البوتاجاز للمنازل بالقاهرة لمن يرغب بقيمة 4 جنيهات للإسطوانة المنزلية تضاف إلى السعر الرسمي، و8 جنيهات قيمة توصيل الاسطوانة التجارية تضاف أيضا لسعر الاسطوانة، إلى أن يتم التزام كافة المستودعات بتوصيل الاسطوانة إلى محل الطلب خلال 48 ساعة من تلقى البلاغ على الخط الساخن رقم 19492.
وكلف المحافظ مدير مديرية التموين بالقاهرة بمتابعة التنفيذ والرقابة والتأكد من قيام المستودعات وشباب الخريجين بالالتزام بالتسعيرة المحددة والتسليم في الموعد المحدد.
هذا الموعد المحدد، لم يأت بعد، فالخط الساخن الذي أشار إليه المحافظ، نادراً ما يستجيب مع المتصل، ولكنه في النهاية لا يقوم بمهمته، حيث كشف نشطاء عن أنهم اتصلوا بهذا الرقم، الذي وعدهم من رد عليهم بإيصال الأنبوبة خلال 48 ساعة، وهو الوعد الذي لم يتحقق رغم مرور أكثر من أسبوعين!
محافظ القاهرة زاد في تصريحاته «الدرامية» حينما زعم أن الحصة المقررة يومياَ خلال الأسبوع الماضى وصلت حوالى 115% ووصول حصة المحافظة المقررة يومياَ لعدد 58762 إسطوانة منزلية (عبوة 12.5كجم) بالإضافة إلى 7334 إسطوانة كبيرة تجارية (عبوة 25كجم)، مؤكداً أنه يتم بيعها جميعاً وفقاً للسعر المحدد سلفاً (8 جنيهات).
وبالانتقال لتصريحات من نوع آخر، بطلها هنا، وزير التموين نفسه محمد أبو شادي، تكتشف فجأة أن هناك أزمة بالفعل، على عكس ما قاله محافظ القاهرة، إلا أن أبو شادي لم يرد أن يحب المصريين مدعياً أن هذه الأزمة ستنتهي خلال 48 ساعة، وهي الـ 48 ساعة التي لم تأت بعد!
وقال أبو شادي في تصريحات للتليفزيون المصري، السبت، إنه لابد وأن يكون هناك انفراجه فى أزمة البوتاجاز خلال 48 ساعة القادمة لأن الكميات التى يتم توزيعها أكثر من الطبيعي.
الغريب في هذا التصريح، حديث الوزير عن أنه «لابد» أن تنتهي الأزمة، وهو الأمر الذي يثير تساؤلاً حول ما إذا كانت هذه التصريحات للاستهلاك الإعلامي كعادة مثيلاتها من التصريحات، أم أنها أمنية للوزير، ربما كانت تحتاج أيضاً منه زيارة لأولياء الله الصالحين!