شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هل تنجح المقاومة السلمية؟ – محمد ربيع

هل تنجح المقاومة السلمية؟ – محمد ربيع
1- هل تنجح المقاومة السلمية في ازالة النظم الاستبدادية؟ بعد مرور أكثر من ثلاثة شهور على الانقلاب، أصيب البعض...

1- هل تنجح المقاومة السلمية في ازالة النظم الاستبدادية؟

بعد مرور أكثر من ثلاثة شهور على الانقلاب، أصيب البعض بالاحباط وبدأ يتساءل عن جدوى المقاومة السلمية. هل تنجح المقاومة السلمية في ازاحة النظم الاستبدادية؟

في دراسة حديثة أجرتها الباحثتان إريكا تشينووث و ماريا ستيفان على 323 حركة مقاومة سلمية ومسلحة في جميع أنحاء العالم من سنة 1900 إلى سنة 2006 تبين أن نسبة نجاح حركات المقاومة السلمية في تحقيق جميع أهدافها بلغت 54% في حين أن نسبة نجاح المقاومة المسلحة لا تتجاوز 25%

 

وقد تبين من خلال الدراسة أن فرص نجاح المقاومة السلمية في تصاعد حتى أن نسبة نجاح المقاومة السلمية في السبع سنوات الأخيرة في الدراسة 2000-2006 بلغت 70% في حين أن فرص نجاح المقاومة المسلحة في انخفاض حتى أنها بلغت 20% فقط في السبع سنوات الأخيرة من الدراسة.

 

لكن السؤال: هل كانت حركات المقاومة تلك تواجه نظم استبداد قمعية؟ أم أنها كانت تواجه نظم ديمقراطية؟ وما فرص نجاح المقاومة السلمية في تغيير النظم الاستبدادية؟

 

كثير من حركات المقاومة السلمية نجحت في ازاحة نظم استبدادية قمعية ومن أمثلة ذلك:

1- نظام سلوبودان ميلوسوفيتش الذي سقط في يوجوسلافيا عقب عدد من الأحداث انتهت بمظاهرات كثيفة في عام 2000

2- النظام العسكري القمعي في اليونان والذي سقط في أعقاب الثورة الشعبية عام 1974

3- نظام مارتينز الفاشي في سلفادور والذي سقط في أعقاب عدد من الاحداث انتهت باضراب طلابي عام شل الدولة في سنة 1944

 

ومن تلك الحركات مالم يكن على هوى الإمبراطورية الأمريكية مثل ما يطلق عليها الثورة الإسلامية في إيران ضد نظام الشاه القمعي والذي سقط في أعقاب تلك الثورة عام 1979

في الواقع أن الدراسة توضح أن فرص نجاح المقاومة السلمية في إزاحة النظم الاستبدادية أعلى بكثير من فرص نجاح المقاومة المسلحة.

 

2- عامل النجاح الرئيسي

توضح الدراسة أن الميزة الرئيسية في المقاومة السلمية هي إمكانية المشاركة الشعبية الكثيفة بالمقارنة للمقاومة المسلحة. العقبات النفسية والجسدية والمعلوماتية في المشاركة السلمية أقل بكثير من مثيلاتها في المقاومة المسلحة. كذلك الالتزام بالمشاركة أسهل كثيرا في حالة المقاومة السلمية.

 

هذه المشاركة الكثيفة تتيح مرونة في أساليب الضغط على النظم وتساعد على الإبداع في التكتيكات وتمدد مساحة تعطيل الحياة المدنية مما يرفع تكلفة النظام للحفاظ على الوضع الراهن. كما أنها تشجع على تغيير الولاء من الولاء للنظام إلى الولاء للمقاومة.

 

لذلك من المهم جدا العمل على توسيع قاعدة المشاركة الشعبية قدر الامكان وذلك من خلال توحيد مطالب المقاومة الشعبية والنزول بها لأعلى مستوى متفق عليه بين أكبر قطاع من الجماهير. كذلك يجب الحفاظ على حيوية الثورة من خلال استمرارية فعالياتها والابداع في تلك الفعاليات وتوسيع نطاق تلك الفعاليات. كما أنه من المهم جدا العمل على اقناع المعادين للثورة بأهدافها وتنويع أساليب محاورتهم وتبيين نبل أهداف الثورة وأنها لا محالة منتصرة.

إذا انتشرت روح الأمل واستقرت بين أنصار الثورة وإذا فشت روح اليأس بين أعداء الثورة فإن الثورة لا محالة منتصرة ولو بعد حين.

 

وأهداف الثورة المصرية ضد انقلاب 30 يونيو واضحة وهي عودة الشرعية الدستورية المتمثلة في:

1- الرئيس الشرعي محمد مرسي

2- دستور 2012

3- مجلس الشورى المنتخب

 

3 – الحراك الداخلي أم الدعم الخارجي؟

تخلص الدراسة إلى أن الحراك الداخلي هو الأهم في المقاومة السلمية بينما الدعم الخارجي هو الأهم في المقاومة المسلحة.

وهذه نقطة هامة في الحالة المصرية فقد تبين بما لا يدع مجالا للشك الدعم الأمريكي للانقلاب العسكري في مصر. فالدعم المالي للجيش المصري مازال مستمرا على الرغم من مخالفة ذلك للقوانين الأمريكية التي لا تسمح بدعم أي جيش قام بانقلاب عسكري ماليا.

على الرغم من وجود معارضة داخلية أمريكية لهذا الانقلاب إلا أن تلك المعارضة لا ترقى لدرجة إحداث أي تأثير في القرار الأمريكي.

لكن هناك عدد من الدول المشاكسة للامبراطورية الأمريكية ويجب على الثورة المصرية العمل بقدر المستطاع على استمالة تلك الدول والحصول على دعم تلك الدول علة المستوى العالمي.

4- كيف تسقط النظم الاستبدادية؟

هناك عدة سيناريوهات لسقوط النظم الاستبدادية. من تلك السيناريوهات ما رأيناه في الحالة التونسية حيث تدخل الجيش وسلم السلطة للمدنيين ليتداولوها ديمقراطيا.

ومن تلك السيناريوهات الانهيار الاقتصادي التام للنظام الاستبدادي وينتج ذلك عن الاضرابات العالمية إذا استمرت لفترات طويلة.

كما تسقط النظم إذا شل الشعب حركتها فلم تعد قادرة على السيطرة على مفاصل الدولة

وكذلك تسقط عند اشتداد الضغوط الخارجية عليها بالتوازي مع الحراك الشعبي

– وربما يكون السيناريو الثاني أو الثالث هما الأقرب في الحالة المصرية لشيوع الفساد في مؤسسات الدولة ولوجود دعم خارجي من الولايات المتحدة للانقلاب مما يجعل السيناريو الأول والرابع بعيدي الحدوث.

 

5- كم يستمر الحراك الشعبي حتى يسقط النظام؟

– تراوحت مدد الحراك الشعبي في 106 حركة مقاومة سلمية في الدراسة بين أقل من عام إلى ستة أعوام حتى نجحت تلك الحركات في تحقيق كامل أهدافها في 54% من الحالات ونجحت نجاح جزئي في 25% من الحالات وفشلت في حوالي 21% من الحالات.

 

إذن فالمقاومة السلمية تنجح في إزاحة النظم الاستبدادية عبر الحراك الشعبي الداخلي الكثيف في مدة تتراوح بين أقل من عام إلى ستة أعوام

– وتسقط النظم داخليا شعبيا عن طريق الفشل الاقتصادي أو شلل مفاصل الدولة

 

والنظام المصري الفاسد المستبد ليس بدعا من النظم السياسية وهو ساقط لا محالة إذا استمرت المقاومة السلمية في تقويض أركانه.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023