شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مآسي “البوتجاز” توقظ ذاكرة نضال “عودة” ضد الفساد

مآسي “البوتجاز” توقظ ذاكرة نضال “عودة” ضد الفساد
  الأزمات هي التطور الطبيعي للاقتصاد في ظل انقلاب 30 يونيو الأسود، وهو ما بات تعجز عن مواجهته حكومة الانقلاب...

 

الأزمات هي التطور الطبيعي للاقتصاد في ظل انقلاب 30 يونيو الأسود، وهو ما بات تعجز عن مواجهته حكومة الانقلاب بدون أي "فكاكة"، بعدما اختطف وزير الدفاع الجنرال السيسي "سلم" الشرعية من الشعب، وقام بتقديم رئيس الجمهورية إلى محاكمة هزلية صفق لها المهرجون كثيراً.

 

ففي بورسعيد وليس بعيداً عن القاهرة افترش التجار وبعض الأهالي شارع محمد علي والثلاثيني الرئيسيين في اعتصام مفتوح لحين تنفيذ مطالبهم، التي تنادي بإعادة المنطقة الحرة، ومصادرة أي حاوية مخالفة، وغلق مدقات التهريب إلى الإسماعيلية والتي أدت إلى كساد السوق.

 

وفي القاهرة انفجرت أزمة اسطوانات البوتاجاز في وجه الانقلاب، وتصدرت واجهة المشهد الاقتصادي القاتم، والذي يئن تحت هزيان سياسة فاشلة من حكومة يترأسها د.حازم الببلاوي العائد من تابوت القرن الماضي، وتفاقمت الأزمة ودخلت غرفة الإنعاش ووصل سعر الأسطوانة الواحدة في بعض أحياء القاهرة إلى 70 جنيهاً..قولاً واحداً ودون فصال!

 

كوارث الانقلاب

وبينما تتداعى الكوارث والأزمات الاقتصادية وتنهال على رأس الانقلاب من كل جهة، يتمسك قادة الانقلاب وحكومته "الفاشلة" بالحل الأمني ، معطين ظهورهم إلى الأزمة ومتفرغين لقمع رافضي الانقلاب، ومسلمين حدود مصر وقناة السويس لإسرائيل لحمايتهم!

 

وبالحديث عن الأزمات بات من المظاهر العادية بعد انقلاب 30 يونيو ،مشاهدة طوابير "العيش" في شارع، ثم طوابير البوتاجاز في شارع آخر، ختاماً بطوابير السولار و البنزين في كل محطات الوقود.

 

وهو ما أكده أحد المواطنين لـ"رصد" بقوله:"الناس واخدة في نفسها وساكتة ومحدش قادر ينطق. لكن قريبا سينطقون ويتحدون. طبعا مسيرات الشرعية مش محتاجة كلام.غضب كبير ولكن خوفا من شماتة الإخوان الثوار والنشطاء مش بيتكلموا".

 

مضيفاً:" الجيش بيحمي التحرير وبيجري ورا عيال المدارس.ضابط إسرائيلي بيسوق للانقلاب.محافظ بور سعيد بيسب الدين للناس في ميكروفون الجامع.".

 

أما السيدة "ل.د" من المنيا، فأكدت لـ"رصد" أن :"الأنبوبة بـ 70 جنية ومش موجودة .واصلا المستودعات قافلة"، موضحة:"طيب أسرة من 5 أفراد حتتغدى 3 علب تونة العلبة بقت بـ 9 جنية .معاهم 5 جنية عيش .معاهم 5 جنية طماطم .معاهم 3 جنيه خيار.هيكون المجموع 40 جنية فقط لوجبة واحدة من ثلاث وجبات".

 

واستطردت :" الخيارات في ظل غلاء الأنابيب كلها مكلفة. ده ممكن بس بـ 4 جنية فول .ومعاهم 5 جنية عيش .ومعاهم 5 جنية شيبسى .ومعاهم 5 جنية طماطم .ومعاهم 2 جنية خس .يكلف أسرة بسيطة 21 جنية في طقة واحدة".

 

وتابعت:" أو 2 كيلو سمك مشوي في حدود 40 جنية ومعاهم 5 جنية سلطة ومعاهم 5 عيش أو رز . هيكون المجموع 50 جنية.مين يقدر على كده"، موضحة:" ولو حاول رب الأسرة اختصار الطريق والحصول على خمس علب كشرى بـ 5 جنية العلبة .وطبعا العيال حتطلب مهلبية بـ 2 جنية العلبة هيكون المجموع 35 جنية".

 

وختمت حديثها بالقول :" خيارات رب الأسرة في ظل التدهور الاقتصادي معدومة. والأسعار اللي ذكرتها من أسواق متوسطة ولم اذكر مطاعم أو أكلات غربية. الخلاصة الله يحرقك يا سيسى".

 

يرحم أيام مرسي

ومقارنة باختفاء الأزمة أثناء تولي الدكتور باسم عودة وزارة التموين في عهد الحكومة الشرعية بقيادة الدكتور هشام قنديل ، عادت أسعار الأسطوانات ترتفع بجنون بعد أن فشلت حكومة الانقلاب في مواجهتها.

 

وفي شبين القناطر بمحافظة القليوبية تشاجر بين الأهالي بالأيدي والشوم وأحياناً بالأسلحة البيضاء إذا لزم الأمر يومياً أمام المستودع بسبب انتظارهم لسيارة "الأنابيب" المحتجزة داخل المستودع من الساعة الثامنة صباحاً ، وعند خروجها يتم توزيعها علي تجار السوق السوداء وأصحاب الوساطة والمحسوبية دون رقيبٍ في ظل تواجد سيارة شرطة تراقب الوضع ولكنها ترفع شعار "الشرطة في خدمة من يدفع" .

 

وتترحم السيدة "أم محمود" -البالغة من العمر 60 عاما- على أيام الدكتور مرسي، بينما تقف في طابور طويل بمنطقة عرب العليقات بمركز الخانكة تنتظر دورها في جلب أسطوانتها وتقول :" نصيبنا كده قعدنا سنة كاملة في حكم الرئيس مرسي من غير أزمة أنابيب ورجعنا تانى لحكم العسكر بطوابيره اللي مش بتنتهى " وبدأ عليها لحظات الغضب والحزن وهى تشكوا إلي الله ممن قالوا إن إسقاط الرئيس محمد مرسى سيحقق مطالب المواطنين.

 

لا يوجد مخزون

وبينما يقف المواطن بأنبوبته الفارغة في انتظار الفرج، يعترف مصدر في حكومة الانقلاب بأن أزمة البوتاجاز ستزيد حدتها الأيام القادمة بسبب عدم وجود مخزن كاف، متوقعاً ارتفاع سعر الاسطوانة الواحدة لأكثر من 60 جنيهاً، مشيراً إلى ضرورة توفير موارد النقد الأجنبي لسد الأزمة.

 

وقال مصدر مسئول بالشركة العربية البحرية إن هناك شحنة بوتاجاز مستوردة لصالح الهيئة العامة للبترول تم احتجازها في عرض البحر لعدم سداد قيمتها البالغة 40 مليون دولار، مضيفا أن هيئة البترول تسعى لإيجاد مخرج للأزمة لحين وصول شحنة السعودية المجانية.

 

وكعادة حكومة الانقلاب، فإن أي أزمة يواجهها، يحاول إلصاق أسبابها لمعارضيه، أو بالأحرى لجماعة الإخوان المسلمين، إذ لم يبدو غريباً أن يخرج الدكتور محمد أبو شادي، وزير التموين والتجارة الداخلية، ليقول إن سبب الأزمة إنما يعود لسيطرة الإخوان على مستودعات الأنابيب لافتعال الأزمات، بينما يعود المواطن حاملا "أنبوبته" على ظهره وعينه تفيض من الدمع مرددا في سره "تتشل الأيادي"!

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023