بعد أحداث فض ميداني رابعة العداوية والنهضة راهن الانقلابيين على كسر شوكة أنصار الرئيس محمد مرسي، ورافضي الانقلاب، إلا أن الجرائم التى أرتكبها الانقلابيين تجاه المعتصمين، وما أعقبها من جرائم في سيناء ودلجا وكرداسة تحت مسمي "محاربة الإرهاب"، التى أيدها المواطنون تحت وطأة إعلام يختلق الأكاذيب و يخلق بطولات واهية ويتصيد حتى يجعلك تعادى، وتزيد كره للآخر، نجحت في زيادة شريحة الرافضين الانقلاب، لما رأوا فيه من ردة للوراء.
وخلال ما يقرب شهرين ونص من مرور أحداث الفض في 14 من أغسطس الماضي لم تتوقف تظاهرات أنصار الرئيس ورافضي الانقلاب رغم المطاردة من البلطجية في حماية الجيش والشرطة، و حملة الاعتقالات اليومية التى تطول أنصار الرئيس ، والكثير من المتظاهرين العاديين المشاركين في التظاهرات السلمية، التى أنكرها الاعلام ثم أخذ يذكرها بعد اختراقها الأحياء والأزقة بعد أن وجد فيها فرصة جديدة لمعاودة تزيف الحقائق حيث يدفع الانقلابيون بالبلطجية التى تقتل المتظاهرين ثم يخرج الإعلام متحدثًا عن المتظاهرين الإرهابين الذين يعتدون على المنشآت والمواطنون كما حدث أحداث الدقي وبني سويف في ذكرى نصر أكتوبر.
الطلبة وإشعال لهيب الصراع
ومع بدء العام الدراسي كانت السيطرة الواضحة للقوة العسكرية على المدارس حيث صورة الظابط في منتصف الطابور الصباحي شاهر سلاحه مؤكدًا أنه هو الشرعية المسلحة التى يجب أن يرضخ لها الجميع في كل فعل وقول و إلا كان الإعتقال هو السبيل دون تفرقة بين طالب في المراحل الاولى من التعليم أومدرس أو ولي أمر .
وأكسبت الدراسة تظاهرات رافضي الانقلاب لون مختلف، حيث خرجت تظاهرات لطلبة المدارس، وشُهدت سلاسل بشرية ووقفات نظمها الطلبة بشكل يومي، تلك التى كانت بمثابة دليل واضح على إدراك الطلبة لحقيقة ما يدور وعزمهم على لعب دور في كشفه، واستمر الحال هكذا مع بعض الاعتداءات على طلبه الجامعات حتى بدأ العام الدراسي في مدراس، وجامعات الأزهر بعد تأجيل طويل تحت حجة الإصلاحات.
الإعلام يعاود الكرة
وكانت تظاهرات طلبة الأزهر كالشرارة التى أعادت للموقف سخونته، فخرج الطلبة والطالبات في تظاهرات حاشدة أمتدت لخارج الجامعة وخاصة فرع القاهرة ، وأجبرت تلك التظاهرات الانقلابيين وإعلامه على استثماره، و تناوله بالشكل المعهود " أطلق البلطجية وحول الضحية لمجرم"، ففي الوقت الذي استخدم فيه لغاز والرصاص الحي ضد طلبة أزهر القاهرة ودخلت قوات الشرطة بأذن من رئيس جامعة الأزهر، الدكتور أسامة العبد الحرم الجامعي ، شهدت جامعات المنصورة والزقازيق تعاون بين إدارات الجامعات والبلطجية ضد الطلبة الرافضين للانقلاب، مما أسفر عن إصابة العشرات منهم، كان أحاديث الاعلام عن اتهامات باستغلال قيادات الإخوان- المعتقليين في سجون الانقلاب- للطلبة في بث الفوضي، ونشر العنف، وممارسة العمل الحزبي كما جاء على لسان الإعلامي وائل الإبراشي مع رئيس جامعة المنصورة ، فضلًا عن حث الإعلامية لميس الحديدي لنائب رئيس جامعة القاهرة، ورؤساء الجامعات على السماح بدخول الشرطة للتعامل مع الطلبة، متهمة إياهم بالفشل في إدارة الموقف، والخوف من إستعادة الشرطة.
وبعد كل تلك التمهيدات كان قرار، مجلس وزراء الانقلاب أمس في اجتماعه الأسبوعي، بالموافقة على تواجد قوات من الشرطة خارج بوابات الجامعات، من أجل مساعدة الأمن المدني في ضبط حركة الدخول إلى الجامعات، والتحقق من هويات الداخلين ، مؤكدًا على التصدي بكل قوة للمحاولات اليائسة التي تقوم بها مجموعات من المنتمين لهذه الجماعة من أجل إثارة الفوضى وتعطيل العملية التعليمية، على حسب ما أكدت الحكومة.
وإلى جانب ذلك القرارفعاد المسئوليون والسياسيون أيضًا يكررون نغمة " لا للمصالحة ..نعم للحلول الأمنية" ، فبعد يومين من تأكيد زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء، على أهمية المصالحة بين الحكومة والإخوان واللجوء للحلول السياسية بدل الأمنية ، خرج ليقول أن الإجراءات الأمنية ضرورية، وأن الحكومة تدرك أهمية المصالح ولكن الإخوان هما من يماطلوا ويقفوا في طريق إتمامها، كل تلك الشواهد تدفعنا للقول بأنه كلما قوى ساعد الطرف الرافض للانقلاب كلما ذهب تفكير الانقلابيين لإزاحة الخلية النشطة وكسر شوكتها التى تتجسد في تلك المرحلة في الشراراة الطلابية وهو ما يجعلنا نتسائل هل الطلاب على موعد مع مذبجة جديدة، وهل سيفلحوا في إدارة الصراع بشكل مغاير أم سنري مزيد من الدماء.