كثيرة هي القرائن الدالة على تنامي الحساسية في مصر إزاء الجيش، الأمر الذي دفع البعض للدعوة إلى تفرده بأوضاع خاصة تميزه عن بقية مؤسسات الدولة، بما يضفي عليه قدرا من الاستقلالية السياسية، التي تتجاوز بكثير حدود الاستقلالية المهنية المتعارف عليها في جيوش العالم.
هؤلاء لا يكتفون بالدفاع عن احترام القوات المسلحة وتقدير دورها النبيل في الدفاع عن الوطن، ولكنهم يريدون تحويل الاحترام إلى نوع من التقديس،
تصادف أنني تابعت حلقة تليفزيونية جرى بثها في الأسبوع الماضي، قام من قدمها بمحاكمة مديرة لإحدى المدارس، يبدو أنها تحفظت على إقحام موضوع الجيش في اليوم الدراسي،
ما ضاعف من قلقي أن الغلاة والمزايدين الذين تتزايد أعدادهم في الوقت الراهن، خصوصا بعدما تواترت الروايات عن احتمال ترشيح الفريق السيسي نفسه لرئاسة الجمهورية،
في هذا السياق لاحظت أن الدكتور مصطفي النجار، وهو ناشط سياسي من رموز ثورة 25 يناير، منع له مقال كان عنوانه «الجيش مؤسسة أم دولة»، فبثه على موقعه الإلكتروني.
أكرر أننا نريد أن نبادل الجيش الاحترام من منطلق الثقة والمحبة، ونرفض أن تكون علاقتنا به قائمة على الخضوع الناشئ عن النفاق أو الخوف.