عيد غارق في الدماء، ليس دماء الأضحية ولكن دماء الأبرياء الشهداء، ضحى بهم الجنرال المهووس بالسلطان والصولجان في سبيل نزوته.
عيد غارق في الدموع، دموع ثكالى فقدن أزواجهن وفلذات أكبادهن، دموع آباء مكلومين وأيتام اكتووا بفقد الأب أو الأم أو الاثنين معا، ونساء فقدن العائل.
دموع عوائل بأكملها، انكفأت على نفسها وتحلقت حول بعضها بعضا، وأغلقت باب بيتها على نحيبها وعويلها، تشكو لرب العباد سفاح العصر ونيرون الزمان.
عيد غارق في الحزن والألم، حزن على فقد الحبيب وألم على فراقه.
عيد غارق في ظلمات الظلم والجبروت خلف القضبان، حيث خيرة رجال مصر.
لكنه أيضا عيد غارق في الثورة والصمود، فشلال الدماء المتفجر يروي شجرة الحرية والتحرير، ونهر الدموع المتدفق يروي إصراره، وبركان الحزن والغضب والألم يزلزل أركان الطغاة، وظلمات الظلم تصنع ملحمة الصمود والإصرار على انتصار الثورة أو الشهادة في سبيل استرداد الحرية.
هكذا تتلاقي الأرواح الطاهرة في أيام عيدنا هذا، تتلاقي أرواح الشهداء والجرحى والمعتقلين في ساحة الثورة المنطلقة من أرض رابعة إلى كل ميادين وشوارع وأزقة مصر، تلهب حماس الثوار وتقدم للثورة الوقود والزاد حتى إسقاط الانقلاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
مدير تحرير مجلة المجتمع الكويتية