شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

لماذا يتجاهلون ذكر الشهداء؟! ـ محمد جمال عرفة

لماذا يتجاهلون ذكر الشهداء؟! ـ محمد جمال عرفة
لا أعرف لماذا يتجاهل كل أعضاء سلطة الانقلاب الحديث عن شهداء مجازرهم المستمرة ولا يذكرون أى شىء عن الشهداء الذين قتلوهم ولا...
لا أعرف لماذا يتجاهل كل أعضاء سلطة الانقلاب الحديث عن شهداء مجازرهم المستمرة ولا يذكرون أى شىء عن الشهداء الذين قتلوهم ولا أعدادهم؟ لماذا عند كل مجزرة نجدهم يخرجون للحديث فقط عن شهداء الشرطة منذ ثورة 25 يناير (لاحظ الإيحاء بأن الثورة متهمة!) ولا يذكرون شيئا عن هؤلاء الشهداء المدنيين مع أنها كلها دماء مصرية! هل يعتبرون هؤلاء الذين استشهدوا من خيرة شباب ورجال ونساء وبنات وأطفال مصر، هم ذباب تساقط أو فراخ تم ذبحها أو خرفان يجوز ذبحها كما كانوا يصفونهم ليهيئوا المصريين نفسيا لجواز ذبحهم، خاصة بعد فتوى جواز الذبح والقتل من على جمعة؟!
 
لا يُسأل وزير الداخلية عن الشهداء وضحايا أى مجزرة نفذتها قواته إلا ويقول إن الشرطة لا تستخدم سوى الغاز والخرطوش (!)، وينسى أنه أمرهم رسميا – كما نشرت كل الصحف – باستخدام الذخيرة الحية، وينسى أن قناصة وزارته صورهم منشورة فى كل مجزرة وهم يصوبون على الضحايا بالرصاص الحى ويقتلونهم، بل ويرفعون أصابعهم بالنصر بعد قتل أبناء شعبهم؟.
 
وزير الدفاع السيسى لم يذكر مرة ضحايا مجزرة الحرس الجمهورى وغيرهم، وقال فى حواره الأخير إن أعداد قتلى رابعة العدوية متضاربة.. وأحال الأمر إلى "لجنة تقصى الحقائق" التى لا نعرف عنها شيئا ولم تصدر أى تقارير!! والمتحدث باسم القوات المسلحة قال إن شهداء رابعة بلغوا فقط 506 بحسب أرقام المشرحة، وليس خمسة آلاف كما يقول الإخوان، أما الدكتور الببلاوى فاعترف فى حواره مع محطة التلفزيون الأمريكية ABC أن شهداء رابعة فقط كانوا ألف شهيد وشهيدة، رغم أن نقابة الأطباء قالت إنهم 3 آلاف، والسؤال هو: حتى ولو كانوا عشرة شهداء.. دماؤهم فى رقبة من؟!
 
الأكثر خزيا أننى كلما شاركت فى حلقة تلفزيونية أجد مبررين – مثل حسين عبد الغنى ومحمد المخزنجى وبعض أعضاء جبهة الإنقاذ – يبررون هذه الدماء حتى إنهم يقولون إفكا عن أن الإخوان يكررون «عقدة ماسادا»،أو «متلازمة ماسادا» اليهودية التى تعنى (الانتحار الجماعى) أو التضحية بأعضاء الجماعة خلال المظاهرات للمتاجرة بدمائهم سياسيا، ويهينون بهذا ذكرى هؤلاء الشهداء ويصورونهم كأنهم بلا عقل ويساقون للمذبحة مغيبين.. مثلما قالوا عن شهداء رابعة "مخطوفين ذهنيا"!!.
 
أى عار وأى خزى هذا لتبرير القتل وإدانة الشهيد لأنه وقف أمام مدافع وبنادق القناصة الذين حرموه حق التظاهر، لا إدانة القاتل الذى استهدف هذه المظاهرات السلمية بالقتل والذبح؟!
 
بعضهم يقول: ولماذا يذهب المتظاهرون إلى التحرير؟ وينسى أن من حق أى مصرى أن يتظاهر فى أى مكان وأن التحرير ليس حكرا على أحد.. ينسى أنه كان يذهب للتحرير ويتظاهر ويحرق صور الرئيس مرسى ويقول عليه فاشل والرئيس مرسى يرد عليهم بوضع يده فوق رأسه بما يعنى: "احتجاجكم على رأسى من فوق"، ولم يأمر الداخلية بمنع أحد أو قتل أحد وكانوا يشكون وقتها من رفض الرئاسة تسليحهم بالرصاص الحى فى ظل هجوم بلطجية عليهم؟!
 
حتى الآن لا يوجد إحصاء دقيق بعدد شهداء الثورة الشعبية المندلعة منذ انقلاب 3 يوليه، ولا اهتمام بالجرائم الوحشية التى وقعت، حتى بتنا نشاهد أمخاخ المصريين متفجرة فى الشوارع، وبعض الغاضبين يمسك مخ صديقة فى يده أو أمعاءه التى فجرتها رصاصات قناصة الشرطة والجيش، ولا أحد يتحرك كأننا تحولنا إلى شعب من مصاصى الدماء يطرب كلما رأى الدماء ويبررها بدل أن ينتصر حتى للقيم الإنسانية العادية والحق فى الحياة!
 
الأغرب أن سلاح السلمية يزيد من غضب الانقلابيين ويدفعهم للغوص فى مزيد من الدماء، ويزيد من حنق مصاصى الدماء من مؤيدى الانقلاب فيطالبون بالمزيد من الدماء ويخرج بعضهم من المحسوبين على الصحفيين والإعلاميين ليطالب بمزيد من البطش.. أكثر من هذا تريدون دماء؟! أما يكفيكم ذبح أكثر من ألفى شهيد مصرى منذ الانقلاب بشهادة السلطة الانقلابية نفسها؟ وأكثر من أربعة آلاف وفقا لشهادات أخرى غير رسمية؟
 
تذكروا كم من الطغاة ومن سافكى الدماء الذين حاولوا.. وحاولوا.. وحاولوا، ذبح معارضيهم لإسكاتهم.. ولكنهم لم يحصدوا غير الفشل الذريع، والخزى والعار الذى لا يزال مغموسا بجرائمهم حتى وقد أهيل عليهم التراب..!
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023