اقتحمت سائحة إسرائيلية تدعى "كارتى هاجت"، تقود سيارة قادمة من إيلات عبر معبر طابا، كمين الشرطة بمنطقة الرويسات بشرم الشيخ ورفضت إبراز رخصة السيارة وأوراقها بحجة أن الضابط لا يرتدى زى الشرطة، ومع هذا سمحت لها الشرطة بالانصراف معززة مكرمة لأن من حق الصهاينة دخول سيناء دون تأشيرات، ولكن عندما حضرت السيدة إيمان المشهراوى الفلسطينية من الجزائر كى تدخل غزة عبر معبر رفح كى تلد لدى أهلها هناك، تم منعها مع آلاف الفلسطينيين العالقين على جانبى المعبر من المرور من مصر إلى غزة حتى تدهورت صحتها فاضطرت أن تبيت الليل فى كافتيريا قريبة من المعبر ووضعت مولودها ميتا!.
هذه قصة من عشرات القصص المأساوية التى عادت للظهور فى معبر رفح بعد الانقلاب العسكرى والعقاب الجماعى لأهل غزة من جانب سلطة الانقلاب، بعدما انتهت فى عهد الرئيس الشرعى المنتخب محمد مرسى، ليعود غلق المعبر بشكل مستمر فى وجه آلاف الفلسطينيين.
الإحصاءات المتوفرة تشير إلى أنه من بين كل خمسة فلسطينيين كانوا يعبرون الحدود عبر معبر رفح فى عهد الرئيس محمد مرسى، لم تعد سلطة الانقلاب تسمح سوى لواحد فقط من هؤلاء بالمرور حاليا؛ بسبب غلق المعبر 38 يوما من أصل 90 يوما فتحته، وتراجع أعداد المسافرين من 1200 مسافر يوميا إلى أقل من 300 يوميا.
أعداد من يسمح بمرورهم من الفلسطينيين تتناقص والحصار يزداد اختناقا بفعل تصاعد لغة العقاب الجماعى لغزة؛ فلم تسمح مصر يوم السبت (28/9) بالمرور سوى لـ130 فلسطينيا فقط طوال اليوم منهم 62 حاجا فقط بحجة تعطل أجهزة الكمبيوتر، ويوم الأحد لم يعبر سوى 257 من 1500 مسجل أسماؤهم للعبور، وهناك عقبات كثيرة أمام مرور حجاج غزة عبر المعبر ليصلوا للأراضى الحجازية.
وبات واضحا أن فتح المعبر -كما يقول الفلسطينيون- يتم (صوريا) لا بشكل (حقيقى) وبهدف التصوير الإعلامى لإظهار أن المعبر مفتوح وليس مغلقا، بينما يصطف المئات من الطلاب والحجاج والعالقين والمرضى داخل سيارات الإسعاف على بوابة معبر رفح ينتظرون دورهم للمرور.
وبحسب ماهر أبو صبحة -مدير هيئة المعابر فى حكومة حماس- هناك أكثر من خمسة آلاف و500 شخص مسجلون لدى حكومة غزة على كشوف الحالات الإنسانية الصعبة للسفر عبر معبر رفح.
هذا الوضع الغريب فى التعامل مع أهلنا فى غزة كأنهم مجرمون غير مفهوم، ووصل لحد تهديد وزير خارجية الانقلاب بهجمات عسكرية مصرية على القطاع ثم تراجع عن هذا التصريح، وأدى غلق المعبر لتفاقم الحالة الإنسانية داخل القطاع، ودفع العشرات من الطلبة الفلسطينيين العالقين ظهر الأحد (29/9)، لاجتياز البوابة الرئيسية لمعبر رفح البرى فى الجانب الفلسطينى بشكل عفوى والتظاهر وهم غاضبون احتجاجًا على عدم السماح لهم بالسفر فى ظل سياسة الانقلاب القائمة على تحديد عدد المسافرين، مطالبين مصر بعدم تحديد أنواع وأعداد المسافرين والتخفيف عنهم.
الأغرب أن لعبة فتح المعبر بناء على طلب من الرئيس عباس التى كان يتبعها مبارك من قبل للضغط على حماس عادت مرة أخرى؛ وفوجئ الجميع أن المعبر الذى تم فتحه لساعات "بناءً على طلب الرئيس الفلسطينى" كما أذيع، تحرك بعده سفير "فتح" فى القاهرة وجبريل الرجوب نائب حركة فتح لينذرا "حماس" بأن المعبر لن يفتح مجددًا إلا بعودة حرس الرئاسة الفلسطينية كنوع من الضغط على حماس بحجة توقف المصالحة -المتوقفة أصلا- لرفض عباس الحلول التى طرحتها حماس ورعاها الرئيس مرسى!!.
تذكروا أن معبر رفح يمثل الرئة الوحيدة لسكان قطاع غزة البالغ تعدادهم مليونا و800 ألف فلسطينى وأن المطلوب لحل المشكلة هو فتح المعبر طوال اليوم كما نفتح للصهاينة معبر طابا طوال اليوم!.
وتذكروا أن خنق أهل غزة قد يدفعهم لاقتحام حدود مصر كما فعلوا أيام مبارك للحصول على الطعام والشراب والدواء، فهل سنطلق عليهم الرصاص هذه المرة كما فعلنا مع المعتصمين فى رابعة والنهضة وغيرهما؟!