شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

للجيش أم للانقلاب ؟ ـ محمد القدوسي

للجيش أم للانقلاب ؟ ـ محمد القدوسي
ما ينشره الفريق "سامي عنان" ليس مجرد "مذكرات" لكنه "إعلان سياسي" تتعدد بنوده...
ما ينشره الفريق "سامي عنان" ليس مجرد "مذكرات" لكنه "إعلان سياسي" تتعدد بنوده ووجوه قراءته. واستمرار النشر بعد "البيان رقم 1" الذي صدر ضده ممهورا بتوقيع المتحدث العسكري يؤكد أن الفريق "عبدالفتاح السيسي" ليس وحده من يمسك بزمام الأمور، وليس الفرق كبيرا بين قولنا: للأمور أكثر من زمام، وقولنا: بل هو زمام واحد تمسكه أكثر من يد.
 
عنان والسيسي، كلاهما فريق، والفريقان في مباراة مصيرية، يتابعها مشجعو كل منهما بمزيد من الشغف، كما تتابعها الفرق الأخرى بحسابات طويلة لاحتمالات المكسب والخسارة.
 
عنان هو الأقدم في الترقي والمنصب القيادي، لكنه الآن متقاعد ـ مع "قلادة النيل" ـ والسيسي هو الأعلى منصبا، فهو "وزير الدفاع" بينما عنان وقف عند "رئيس الأركان"، والأكثر أهمية أنه قائد الانقلاب، الذي أراد به أن يصبح حاكم مصر الفعلي والأوحد. فهل تحقق له هذا؟ الإجابة حتى الآن هي: لا، فلا الانقلاب نجح، ولا السيسي استطاع أن يصبح "الأوحد" حتى في حدود دائرة الانقلاب. وها هو "عنان" يطل عليه، لا باعتباره طيفا من زمن مبارك، بل "حلا" محتملا للورطة التي وضع الانقلابيون أنفسهم في مستنقعها، والتي يبحثون عن مخرج منها، فإذا كل المخارج تبدأ باستبعاد السيسي.
 
سنشاهد إذا مباراة هائلة، أقول "نشاهد" لأنها مباراة لا شأن لنا بها، وهذا أدعى للاستمتاع بالمشاهدة، ومواصلة ثورتنا التي لا نملك غيرها.
 
ثم إنها مباراة لا تخلو من فوائد، لعل أولها فضح موقف مؤيدي "الانقلاب" الذين تمسحوا في الجيش، مدعين أنهم يساندونه، ويناصرون من زعموا أنه "قائده" حبا فيه، بينما هم ـ في حقيقة الأمر ـ لا يريدون إلا القضاء على الديمقراطية ومصادرة العدالة وإغلاق نوافذ الحرية، تلك المعاني التي كنا نسعى لتمهيد طرقها وإصلاح مسيرتها، حتى جاء اللصوص، باعة الوطن ومصاصو الدماء ليحاولوا مصادرة هذا كله. قالوا إنهم يناصرون "الجيش"، وأسرفوا في تملقه، لكنهم ـ وكما افتضحوا ـ يعملون لصالح انقلاب استبدادي دموي.
 
والشاهد الواضح أنهم وقفوا ـ بوقاحة ـ ضد "سامي عنان"، سواء في مذكراته أو في مشروع ترشحه للرئاسة. ولو كانوا مع "الجيش" مطلقا لأدركوا أن "عنان" يمثله هو الآخر، ولكانوا ـ على الأقل ـ خففوا من غلواء موقفهم ضده. لكنهم لم يفعلوا، ولن يفعلوا، لتنكشف ـ واضحة ـ وجوه عصابة الثورة المضادة المنقلبة على الديمقراطية، بعد أن أسقطوا ـ بأنفسهم ـ قناع "الجيش" عن قبح "الانقلاب".
 

 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023